يراكم الثوار المكاسب الميدانية، إذ يدقون اليوم أسوار القرداحة، ويتحضرون في الجنوب لهجوم كبير على اللواء 52 مدرعات بالحراك.

بيروت: بعد سيطرة جيش الفتح في شمال سوريا، وتحقيقه المكاسب الميدانية الاستراتيجية في إدلب وجسر الشغور، يقف اليوم بعدته وعديده على بعد 35 كلم من القرداحة، مسقط رأس بشار الأسد والعائلة التي حكمت سوريا 40 عامًا بالحديد والنار.

دبيب النمل!

وقال موقع "السورية نت" المعارض إن النظام السوري أطلق معركة "دبيب النمل" للسيطرة على أجزاء ولو صغيرة من بعض مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في الساحل، في جبل التركمان أو في جبل الأكراد. فحاول جيشه التقدم باتجاه جبل زاهية الاستراتيجي، الذي يتحكم من فيه بالنار بمعظم جبل التركمان. تقدم النظام مئات الأمتار، ورابطت قواته قرب جبل زاهية، لتهاجمها كتائب جبل التركمان في تلة سنان في الجبل، وتنزل فيها خسائر فادحة، وتجبرها على التراجع.

حاول النظام التقدم ثانية من جهة جبل الريانة باتجاه قرية سرايا، وشارك في التقدم ميليشيات المقاومة السورية، أو ما يعرف باسم "الجبهة الشعبية لتحرير لواء اسكندرون"، فتحصنت في إحدى التلال في جبل الريانة.

فاندلعت معارك عنيفة، استمرت 6 ساعات، وتم قتل نحو عشرة من الشبيحة، إلى جانب عشرات الجرحى.

وفي جبل الأكراد، قال الموقع نفسه إن النظام حاول مرارًا خلال الشهر الماضي التقدم من محور النبي يونس ونقطة تلة الشيخ محمد باتجاه محارس الثوار في جبل مركشيلة، وفشل في ذلك فشلًا ذريعًا. واستطاع النظام السيطرة على تلة سيرياتل منذ أسبوعين، لكن الثوار تمكنوا الأحد من تحقيق تقدم مهم على محور النبي يونس، بعد استعادة تلة سيرياتل.

قتلى إيرانيون

وبحسب موقع "أورينت نت" المعارض، قتل ثوار ريف اللاذقية بين خمسة وعشرة عناصر من الحرس الثوري الإيراني، حضروا إلى الجبال الساحلية أخيرًا لمساندة قوات النظام ومنع انهيارها تحت ضربات الثوار، لا سيما بعد أن بات طريق ثوار إدلب لمساندتهم مفتوحا بعد تحرير جسر الشغور.

وفي أول مشاركة ميدانية فعلية لقوات الحرس الثوري الإيراني، تكمن ثوار الساحل من إعادة بعضهم من حيث أتوا بصناديق خشبية، كما هزموهم مع قوات النظام في معركة قرب قمة النبي يونس.

ونقل الموقع عن&أبي مصطفى القائد الميداني في الجيش الحر قوله إن الثوار تمكنوا من تحرير تل السيرياتل ومجموع من الأراضي والتلال القريبة منه في قرية جب الأحمر شرق قمة النبي يونس السبت، بعد معارك عنيفة استمرت ثلاثة أيام، تخللها قصف متبادل بكل أنواع الأسلحة. وأشار إلى أن الثوار قتلوا ما يزيد على ثلاثين عنصرًا للنظام والميليشيات الشيعية المساندة له بمن فيهم قتلى الحرس الثوري الإيراني، واغتنموا بعض الأسلحة والذخيرة.

تحضيرات الجنوب

في الجنوب السوري، تقول التقارير الواردة إن الثوار تجمعوا في مدينة الحراك في ريف درعا لشن هجوم كبير على اللواء 52 مدرعات، وقد أخلوا السكان من المدينة إلى مدن وقرى مجاورة حفاظًا على سلامتهم.
وقد تعرضت الحراك منذ أسبوع لقصف عنيف بالبراميل المتفجرة، إذ تلقت السبت 16 برميلًا.

وأورد "السورية نت" معلومات غير مؤكدة عن أن غرفة عمليات "الموك" وعدت مقاتلي المعارضة بغطاء جوي، لإنجاح عملية الاقتحام التي يحضر لها المقاتلون، خصوصًا أن الفصائل المقاتلة حاولت اقتحام اللواء 52 أكثر من مرة، لكنهم كانوا يجدون صعوبة في ذلك بسبب قصف النظام وكون اللواء ممتدًا على مساحة كبيرة، ويقع في منطقة سهلية.

واللواء 52 هو أحد أكبر ألوية النظام السوري بمحافظة درعا، ويشرف على عدة قرى ومدن في ريف درعا، ويقع شرق أوتستراد درعا-دمشق، ويعيق حركة المدنيين في قرى ومدن الحراك ورخم والمليحة وغيرها.