فيما بدأت في مدينة بافاريا الألمانية اليوم أعمال مؤتمر الدول الصناعية السبع الكبرى حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر&العبادي المشارك في المؤتمر من تحول المعركة ضد الإرهاب إلى حرب مفتوحة إلى الأبد ودون أفق محدد، مؤكدًا أنها ستكون استنزافا للقدرات البشرية والمادية واستمرارها سينهي عهد التعايش والاستقرار في كل العالم داعيا إلى دعم جدي لبلاده في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية.
لندن: في بداية كلمته امام مؤتمر الدول السبع الكبرى المنعقد في مدينة بافاريا الألمانية اليوم الاثنين قدم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي باسمه وباسم الشعب العراقي الشكر والامتنان على استضافته في هذا الاجتماع المهم وكذلك لألمانيا على دعوتها له واستضافتها هذا المؤتمر الذي يجمع الدول الصناعية الكبرى في العالم وعددا من قادة الدول الاخرى.
وأضاف العبادي في كلمته التي حصلت "إيلاف" على نصها قائلا "ان تشكيلنا حكومة من جميع اطياف الشعب العراقي، مبنية على اساس الدستور، وتضم جميع المكونات ولها ممثلون سواء في الحكومة او في البرلمان، كان نقطة انطلاقنا، وقد حظيت هذه الحكومة بدعم داخلي ودولي غير مسبوق، وقدمنا برنامجا حكوميا حظي بموافقة جميع ممثلي الشعب العراقي، ونعمل معا على تنفيذ فقراته بروح من التعاون والتنسيق. واننا نعتبر التمسك بالوحدة الوطنية، الطريق الذي يوصلنا إلى برّ الامان ويمكننا من تجاوز جميع التحديات".
وأضاف "لكن العراق الذي يواجه تحديات كبيرة، يجب ان لا ينظر اليه بأنه ساحة حرب فقط، فنحن من بلد يزيد سكانه على خمسة وثلاثين مليونا، ولدينا امكانات بشرية واقتصادية وثروات طبيعية هائلة.. والعدد الاكبر من محافظات العراق مستقر وآمن وصالح لمشاريع البناء والاعمار والاستثمار، وان جهود دعم اقتصاده وتشجيع فرص التنمية فيه، يسهم في استقراره بشكل يخدم جميع العراقيين ويشجع على عودة الحياة إلى طبيعتها في المناطق التي تشهد مواجهات أمنية".
وأشار قائلا "اليوم.. في العراق، الشيعة والسنة، العرب والكرد والتركمان والايزيديون، مسلمين ومسيحيين، وجميع المكونات يقاتلون الإرهاب صفا واحدا ويدافعون عن العراق وشعبه ووحدة اراضيه، وان قوات الجيش والشرطة والحشد الشعبي تضم جميع هذه المكونات، إلى جانب قوات البيشمركة وابناء العشائر وقد حققت هذه القوات انتصارات باهرة خلال الايام القليلة الماضية في بيجي والثرثار، وتتقدم بقوة في الانبار وباقي الجبهات، وان عصابة داعش الإرهابية تلاقي هزائم متلاحقة ونحن مصممون على دحرها بشكل نهائي بعزيمة ابناء شعبنا وتضحياتهم الغالية".
وخاطب العبادي قادة الدول السبع قائلا "نرحب باي جهد دولي لمحاربة داعش الذي لا يهدد العراق لوحده وانما يهدد دول الجوار والمنطقة والعالم بأسره، وان العالم اليوم بحاجة إلى جهود حثيثة ومتضامنة لإيقاف تدفق الإرهابيين الاجانب الذين يسبّبون القتل والدمار في العراق والمنطقة، بالإضافة إلى مكافحة عمليات تهريب النفط والآثار التي يستخدمها داعش لتمويل ماكنة الإرهاب".
وأكد ان الشعب العراقي "يقف صفا واحدا في هذه المعركة، ويدعم جهود تحرير المدن المغتصبة من داعش، وحظيت قراراتنا في هذا المجال بدعم مجلس الوزراء بجميع اعضائه وجميع القوى السياسية والدينية والعشائرية في مختلف محافظات العراق، ومن كل الطوائف وذلك لدعم الجيش، والشرطة، وابناء العشائر، والنازحين، واستقرار المناطق المحررة".
&وأشار إلى أنّه& على الرغم من الاندفاع والاصرار الكبير الذي يتحلى به شعبنا وقواتنا على هزيمة داعش، الاّ ان الحرب ضد الإرهاب يجب ان لاتكون مفتوحة إلى الابد دون أفق محدد، لأنها حرب استنزاف للقدرات البشرية والمادية، وان استمرارها سينهي عهد التعايش والاستقرار في كل العالم، وعلى العالم ان يوحّد جهده لاختصار زمن المواجهة، فكلما قصّرنا زمن المواجهة، اصبح العالم اكثر أمنا واستقرارا، وبالتالي فان العراق بحاجة إلى دعم متواصل من اجل حسم هذه المعركة لصالح السلم والتعايش بين اطيافه واستتباب الأمن في العراق والمنطقة"... مضيفا "لايخفى عليكم ان داعش وقبل ان يدمّر التراث الانساني والحضاري، دمّر التعايش السلمي والتنوع الديني والقومي والمذهبي الذي يتميز به العراق، وهذا الاستهداف المزدوج للحضارة والارث الانساني والتعايش، يشكل تهديدا لكل العالم".
وشدد العبادي بالقول "اننا ماضون دون تراجع في خططنا واصلاحاتنا وبدعم اللامركزية الادارية للمساعدة في نهوض المحافظات بصلاحيات اوسع، ونود ان ننوّه هنا بأن العلاقة بين الحكومة الاتحادية والمحافظات الاخرى واقليم كردستان محددة بموجب الدستور، ولكل من هذه الجهات صلاحيات واضحة ومحددة، واي مشكلة او تداخل في الصلاحيات، تحل بموجب الدستور والتفاهمات بين جميع الاطراف، ومنهجنا هو إعطاء المزيد من الصلاحيات لها ضمن برنامج اللامركزية الادارية للحكومة".
وأكد العبادي في الختام رغبة بلاده "بتعاون وثيق يخدم دولنا وشعوبنا ويعزز قدرتها على تجاوز الأزمات".. وتطلعها "إلى زيادة دعم العراق في المجالات الاقتصادية والأمنية والعسكرية وكل مايساعد على ادامة زخم الانتصارات وحسم المعركة".
وقبيل بدء اعمال المؤتمر قال العبادي في تصريح صحافي تابعته "إيلاف" الاثنين& ان الدعم الدولي للعراق في مواجهة تنظيم "داعش" قليل وضعيف ولا يتناسب والوضع الخطير الذي يهدد العراق والمنطقة والعالم . وأضاف ان الدعوة قدمت له للمشاركة في المؤتمر ليقدم صورة عن الوضع العراقي وتطورات المواجهة ضد التنظيم . وعبر العبادي عن الامل في الحصول على دعم عالمي جدي يعين بلاده على التخلص من الإرهاب الذي يشكله "داعش" الذي وصفه بالسرطاني "لانه يهدد العالم بأجمعه خاصة وان الجيش العراقي هو الوحيد الان الذي يقاتل هذا التنظيم نيابة عن العالم اجمع".
فقد بدأت في مدينة بافاريا الألمانية صباح اليوم اعمال الجلسة الاولى لمؤتمر قادة مجموعة السبع الكبار(G7) حول الإرهاب بحضور العبادي وبرئاسة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل التي استقبلته في قصر إلماو حيث يعقد اجتماع السبع الكبار.
&ومن المتوقع ان يخصص قادة الدول الصناعية السبع الكبرى قسما كبيرا من مناقشاتهم لبحث مكافحة الإرهاب والمساعدة الانمائية مع انضمام ستة رؤساء دول وحكومات من الشرق الاوسط وافريقيا اليهم.
وسيبحث قادة الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا وكندا واليابان مسألة مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا.
وعبر الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي يخوض حملة قصف جوي ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا في ختام اجتماع الثلاثاء الماضي في باريس عن دعمه الخطة العسكرية والسياسية العراقية لاستعادة المناطق التي يحتلها التنظيم داعيا في الوقت نفسه إلى اطلاق عملية سياسية سريعا في سوريا تحت اشراف الامم المتحدة.
التعليقات