أطفأت الحكومة اللبنانيّة محركاتها وتوقفت عن الإنعقاد حتى إشعار آخر، ويرى المعنيون أن رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون يتحمّل مسؤولية كبيرة في تعطيل الحكومة بسبب مطالبه الشخصيّة.
بيروت: لم يدعُ رئيس الحكومة اللبنانيّة تمّام سلام إلى جلسة لمجلس الوزراء الخميس المقبل، في انتظار اتضاح المواقف أكثر، ذلك أن المواقف من جدول الأعمال معروفة سلفًا، وهي أن "التيار الوطني الحر" يحاول فرض بند أول ووحيد على جدول الأعمال، وهو ما رفضه سلام كما رفض التخلي عن صلاحياته.
وأوضح رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط بعد تبلغه قرار رئيس الحكومة تمام سلام تعليق جلسة مجلس الوزراء أن "الخلافات السياسيّة التي تعطل المؤسسات الدستورية، الواحدة تلو الأخرى، هي في عمقها خلافات ثانويّة وسخيفة يجب عدم السماح لها بشلّ الدولة، فيما النار تلتهم كل شيء من حولنا وتهدّد بالتمدّد الينا".
واعتبر أن "المطلوب منا أن نعي جميعًا خطورة الوضع وأن نسارع إلى الخروج من المواقف والأنانيّات الذاتيّة، لأن المرحلة لا تحتمل الحسابات الضيّقة".
الجهة المعطلة
ويقول النائب خضر حبيب (المستقبل) لـ"إيلاف" إنه بات معروفًا اليوم من هي الجهة المعطلة لانعقاد الحكومة اللبنانيّة، في ظل الأوضاع والعواصف السياسية التي تحيط بلبنان، والتيار العوني ممثلاً برئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون وحزب الله حليفه الأول يتحمّلان مسؤولية أي شغور في جلسات مجلس الوزراء.
ويلفت حبيب إلى أن الوضع الأمني والمعيشي لا يتحمل أي فراغ في رئاسة الحكومة في ظل شغور مركز رئاسة الجمهورية، وفي حال أسقطت تلك الحكومة فلا مجال للمجىء بحكومة أخرى وهناك خوف حقيقي على الكيان اللبناني، وهناك مسؤولية كبيرة يتحمّلها التيار العوني مع وجود مطالب عائليّة وشخصيّة لعون وليست مطالب وطنيّة في ما خص التعيينات الأمنيّة.
ويضيف حبيب:"لا يزال هناك أشهر عدة حتى نعين قائدًا للجيش اللبناني ويجب انتظار الوقت المناسب لذلك وليس الآن، وفرض الأمر على الحكومة والأطراف السياسية غير مقبول، ولا أحد يقلل من مقام عون وفريقه السياسي ولكن كما هو لديه فريقه فهناك سياسيون آخرون لديهم فريقهم السياسي أيضًا، ولديهم رأيهم وخياراتهم، وكنا نتمنى من عون ان يضبط الوضع خصوصًا مع الأحداث الجارية على الحدود الشرقية من سوريا، علمًا أن عون من أكثر الداعين إلى تحصين موقع رئاسة الجمهورية وتحصين الموقع المسيحي في وقت يعمل بعكس ما يقول، من خلال المطالبة بالنزول إلى الشارع".
أمد التعطيل
هل الحكومة مرشّحة اليوم لعدم الانعقاد لفترة طويلة؟ يقول حبيب لا يمكن أن يطول الأمر لأن حتى حلفاء عون في قوى 8 آذار لا يوافقونه الرأي في الفراغ الحكومي.
ويضيف:"يؤثر التعطيل والشلل الحكومي على لبنان كثيرًا بمعزل عن الوضع الأمني، ويكفي إلقاء نظرة على البلدان المجاورة للبنان التي تنهار اقتصاديًا ومنها اليونان وغيرها، في وقت منذ عام لا يشهد لبنان أي تشريع في مجلس النواب ولا رئاسة للجمهورية وعدم انعقاد جلسات الحكومة، مما يؤثر على الوضع المعيشي والاقتصادي كثيرًا.
ويتابع:"اليوم جلسات مجلس الوزراء بنودها تنفيذية وليست تشريعيّة، بمعنى تنفيذ أمور وخدمات للناس والمؤسسات، والسؤال ما الذي سيحصل للبلد في حال توقفت أعمال مجلس الوزراء؟ سنكون بحالة مذرية جدًا ولبنان سينهار اقتصاده".
ويلفت حبيب إلى وجود فريق سياسي معيّن وهو حليف عون أي حزب الله يريد إسقاط البلد على الصعيد الأمني والمعيشي والسياحي حتى يصبح سهلاً الانقضاض عليه ووضع اليد على مؤسساته من قبل النظام الفارسي في إيران.
&
التعليقات