حذر العراق اليوم من أن عدم الاهتمام بإعادة النازحين إلى مناطقهم التي تحرّرت من سيطرة "داعش" سيدفع قسما منهم إلى أحضان التنظيم والمنظمات الإرهابية الاخرى ودعا إلى تسليح القوات الأمنية والعشائر في مواجهة داعش وأكد انه لا يمكن تحرير الموصل والأنبار إلا بمشاركة أبناء هذه المحافظات ودعمهم في مجال التسليح والتدريب.

لندن: بحث رئيس البرلمان العراقي في واشنطن الخميس مع رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور جون ماكين والسيناتور ليندزي غراهام تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق في ظل حربه مع تنظيم داعش وضرورة إسراع الولايات المتحدة بتسليح القوات الأمنية العراقية.

وأكد الجبوري& ضرورة دعم العشائر وضمهم في نطاق الأجهزة الأمنية وإشراكهم في عملية تحرير مناطقهم من سيطرة داعش مع توفير كل ما يحتاجونه لتحرير مناطقهم, مشيرا إلى أن دعم أبناء تلك العشائر في مواجهة جميع اشكال الإرهاب في المحافظات ركيزة اساسية من ركائز استقرار مناطقهم.

وأوضح أن الأزمة العراقية مركبة وتحتاج إلى حلول عميقة وقال "لقد آن الأوان للبدء بخريطة طريق جريئة وشجاعة تحل جميع النزاعات ونسعى لدعم الدولة وليس لنا بديل عن ذلك ولكن الدولة التي ندعمها هي دولة العدل والقانون والديمقراطية والحفاظ على الحقوق وعدم تهميش الأقليات واحترام الدستور".

وخلال اجتماعه مع السيناتور في مجلس الشيوخ الأميركي آرون هاتش فقد ناقش الجبوري العديد من القضايا وما تعانيه المحافظات التي ترزح تحت تأثير الإرهاب والعمليات العسكرية وعلى رأسها تسليح العشائر من أجل تحرير مناطقهم كما قال بيان صحافي لمكتب اعلام البرلمان العراقي تلقته "إيلاف".

وشدد الجبوري على ضرورة "اهتمام المجتمع الدولي وخصوصا الولايات بالنازحين يوازي اهتمامه بقتال داعش وحتى لا يكونوا فريسة للعصابات الإرهابية".. مؤكدا أن "هناك جهات ترفض إعادة النازحين وهذا خطر كبير قد يمنح المتطرفين فرصة لمحاولة احتضان بعض المقهورين اليائسين إلى الانزلاق في محور الإرهاب وهو امر نرفضه ويجب معالجته سريعا قبل أن يتفاقم".

وحول ضرورة تسليح القوات الأمنية والعشائر في مواجهة داعش أكد الجبوري قائلا "لا يمكن تحرير الموصل والأنبار إلا بمشاركة أبناء هذه المحافظات ودعمهم في مجال التسليح والتدريب حيث لأبناء هذا المكون تجربة مهمة في قتال القاعدة عام 2007".

يذكر أن عدد النازحين العراقيين قد ارتفع مؤخرا اثر احتلال تنظيم داعش لمدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار الغربية إلى ثلاثة ملايين نازح حيث اطلق الاتحاد الاوروبي الخميس الماضي حملة دولية لجمع نصف مليار دولار لدعم النازحين وتوفير المساعدات الانسانية لهم.

وكان الجبوري قد حذر الثلاثاء الماضي من ان بلاده تحولت إلى بلد للنازحين وقال ان ما تشهده من نزاعات حاليا سببه سياسات الاقصاء والتهميش السابقة داعيا إلى نزع سلاح ميليشيات الحشد الشعبي والعشائر مستقبلا.. واضاف خلال محاضرة القاها في معهد السلام الأميركي بواشنطن أن أبناء المحافظات المحتلة من قبل تنظيم "داعش" كانوا وما زالوا ضد الإرهاب وضحية له.

وأشار إلى أنّ ما يشهده العراق حاليا هو نتيجة لمقدمات تمثّلت في سياسة الإقصاء والتهميش وكبت الحريّات التي مورست خلال الأعوام التي مضت، ونتيجة طبيعية لظاهرة الفساد الإداري والمالي التي طالت أذرعها الاخطبوطية في المؤسسة العسكرية كما طالت مؤسسات الدولة الأخرى. وقال "شاهدنا جميعا كيف تحول العراق إلى بلد للنازحين بعد ان انتج نحو ثلاثة ملايين نازح من سكان المناطق التي سيطر عليها "داعش".&&&

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أمر أمس بإرسال 500 عسكري اضافي إلى العراق وإنشاء قاعدة تدريب جديدة في محافظة الأنبار للمساعدة في إعادة بناء القوات العراقية التي تتأهب لخوض معركة لاستعادة المناطق التي استولى عليها تنظيم الدولة الإسلامية. وسيعزز ارسال هؤلاء العسكريين القوة الأميركية المؤلفة من 3100 من المدربين والاستشاريين في العراق وتمثل تعديلا في استراتيجية أوباما الذي يواجه انتقادات متزايدة تقول إنه لا يحارب التنظيم المتشدد بالصرامة الكافية.

وقال البيت الأبيض إن أوباما اتخذ قرار نشر القوات الجديدة استجابة لطلب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي حيث كانا قد اجتمعا على هامش قمة مجموعة السبع في ألمانيا الاثنين الماضي.&

وتأمل واشنطن أن يؤدي تعزيز الوجود الأميركي على الارض في الأنبار إلى تحفيز القوات العراقية على التخطيط وتنفيذ هجوم مضاد لاستعادة السيطرة على مدينة الرمادي عاصمة المحافظة بعد أن انتزع التنظيم السيطرة عليها الشهر الماضي.

وقال البيت الأبيض أن أوباما أمر أيضا "بسرعة تسليم عتاد ومواد أساسية" للقوات العراقية بما في ذلك قوات البشمركة الكردية ومقاتلي العشائر السنية الذين يعملون تحت لواء القيادة العراقية. وجاء الإعلان بعد يومين من تصريح أوباما بأن الولايات المتحدة ليست لديها حتى الآن استراتيجية كاملة لتدريب قوات الأمن العراقية على استعادة الأراضي التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية.

وبعد سقوط الرمادي وجهت الولايات المتحدة انتقادات لاذعة لأداء الجيش العراقي وسرعت واشنطن&في إمداد الحكومة العراقية بالأسلحة وبحث سبل تحسين برنامج التدريب.