فيما أطلق الاتحاد الأوروبي من بروكسل حملة لجمع نصف مليار دولار لاغاثة نازحي العراق، الذين يقترب عددهم من الثلاثة ملايين فرد، فقد أكد رئيس البرلمان العراقي أن الأزمة في بلاده تتفاقم وحجم التحديات التي تواجهها اليوم قد تجاوزت قدراتها، داعيًا المجتمع الدولي وخاصة الدول الأوروبية إلى تقديم مزيد من الدعم للعراق في جميع المجالات.
&
لندن: قال رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري خلال اطلاق البرلمان الأوروبي من بروكسل خطة الاستجابة الإنسانية للعراق لعام 2015 للحصول على نصف مليار دولار أميركي لتغطية الدعم الأساسي والضروري المنقذ للحياة &للأشهر الستة المقبلة، وخاصة الفئات السكانية الأكثر ضعفًا من خلال تقديم الدعم الأساسي .. قال إن جميع فئات المجتمع العراقي قد تم انتهاك حقوقها بصورة تتصف بجرائم حرب ضد الإنسانية.
&
واوضح الجبوري في كلمة لدى اطلاق حملة التبرعات امس الخميس أن العراق كان عبر تاريخه الطويل في مقدمة قائمة المانحين سواء في مجال الاغاثة أو التعليم أو التنمية، وقد حان الوقت للمجتمع الدولي أن يدعمه وعلى جميع المجالات الأمنية والإنسانية والإغاثية.
&
وحول ما يتعرض له العراق من هجمة شرسة من قبل قوى الإرهاب، شدد الجبوري على ضرورة تضافر جهود جميع الدول والمنظمات في العالم من أجل القضاء على هذا الخطر .. داعيًا المجتمع الدولي وخصوصًا الدول الأوروبية الى تقديم مزيد من الدعم للعراق وفي جميع المجالات.
&
واضاف أن العراق الذي ينزف اليوم من دم أبنائه وأرواحهم ومن الإرث الحضاري الانساني بسبب حملة مسعورة من الارهاب، طالت مقدرات البلاد وشعبها ومؤسساتها وعبثت بمستقبلها كعضو فاعل في المجتمع الدولي لطالما مد يد العون للشعوب والمنظمات الدولية.
&
وقال إن العراق يقف اليوم بقواه السياسية والأمنية والشعبية في مواجهة إرهاب دولي ساحته الحالية العراق، لكنه يستهدف المجتمع الدولي والحضارة الانسانية بأسرها، اذ لا يعرف حدودًا ولا يستثني أحدًا "لذلك لابد أن تتضافر جهود كل الدول والمنظمات والمهتمين في العالم من أجل القضاء على هذا الخطر وعدم السماح للإرهابيين وتمكينهم من تغيير أفكارنا ومعتقداتنا وأنماط حياتنا التي اخترناها".
&
وشدد بالقول "إن مواجهة الإرهاب استثمار مهم في مستقبل أبنائنا وبناتنا وشعوبنا لتنعم بالحرية والعيش الكريم وفقًا لحقوق الإنسان وكرامته" .. مشيرًا الى أن عمل المنظمات الانسانية يعتمد بشكل رئيسي على ما يقدمه المانحون، ومن هنا فإنه من الواجب تثمين هؤلاء المانحين على ما ظلوا يقدمونه للنازحين وبشكل خاص للنساء والاطفال وللأرامل والايتام والعجزة وكل الفئات التي تم انتهاك حقوقها بصورة أستطيع وصفها بجرائم ضد الانسانية.
&
واضاف أن تضامن المانحين وسخاءهم قد ساهما في تخفيف وطأة المعاناة وانقاذ حياة مئات الآلاف من النساء والرجال والاطفال وتوفير المأوى والمأكل والعلاج والتعليم لهم إلا أن العبء ثقيل والحاجات كثيرة والظروف معقدة، "لذلك اتمنى ان يقدم المجتمع الدولي خطوة إضافية ويتفاعل ايجابيًا مع خطة الاستجابة الانسانية الجديدة، فالازمة الانسانية بالعراق قد تفاقمت مؤخرًا وخاصة بعد الهجوم الارهابي الاثم على مدينة الرمادي في محافظة الانبار ".
&
احتياجات ملايين العراقيين فاقت بقسوتها حدود التصور
&
واكد&الجبوري أن حجم التحديات التي يواجهها العراق اليوم قد تجاوز قدراته، فالعراق كان عبر تاريخه الطويل في قائمة المانحين، وقد قدم الكثير من الدعم للآخرين سواء في مجال الاغاثة أو التعليم أو التنمية. لكنه اوضح أن الظروف التي يمر بها العراق اليوم، وما صاحبها من انخفاض حاد في اسعار النفط، جعلا من غير الممكن لبلادنا مقابلة احتياجات ملايين النازحين والمتأثرين من جراء الحرب ضد الارهاب الداعشي الذي فاقت قسوته حدود التصور وتخطى جميع المحرمات والقوانين السماوية والأرضية.
&
وشدد المسؤول العراقي على انه برغم كل هذه الصعاب، فقد قامت الحكومة العراقية برصد ملايين الدولارات لمساعدة النازحين، كما قامت بإنشاء اجهزة متخصصة داخل الحكومة تعمل حصرًا على تقصي اوضاع النازحين والمتأثرين بالعنف وتقديم الخدمات الضرورية لهم.
&
وقال إن الحكومة قد قامت بتبني خطط متكاملة لإعادة الاعمار في المناطق التي يتم تحريرها من قبضة الارهاب، وذلك لتهيئتها لاستقبال العائدين وبعث الحياة والامن الاجتماعي فيها، "فلدينا الان مركز عمليات وطني يعمل على مدار الساعة لمتابعة التطورات واوضاع النازحين، وهناك خلية ازمة داخل كل وزارة وعلى مستوى المحافظات فهناك لجنة طوارئ برئاسة المحافظ. وتتم متابعة جميع هذه العمليات بشكل يومي من قبل رئاسة مجلس الوزراء ورئاسة مجلس النواب".
&
واضاف قائلا "إن الازمة التي نواجهها اليوم مازالت تتفاقم وتزداد معها معاناة المواطنين وخاصة الضحايا منهم، ولذلك فإنني اناشد من خلال منبركم هذا كافة الدول المانحة تقديم العون بأسرع ما يمكنها لهذه الخطة التي يتم اطلاقها اليوم.. إن خطر الارهاب يهدد ليس اولئك الضحايا فحسب، بل هو خطر داهم يهدد كل الشرائح الاجتماعية دون حدود جغرافية".
&
واكد رئيس البرلمان العراقي انه لابد من الاشادة بالجهود التي تقوم بها المنظمات الانسانية وخاصة غير الحكومية منها، فقد ظلت هذه المنظمات تعمل تحت وطأة ظروف امنية خطرة وتصل الى المحتاجين في اماكن لا تستطيع الحكومة واجهزتها الوصول اليها. &فلهم جميعًا الشكر والعرفان.
&
اطلاق خطة تبرعات بنصف مليار دولار لدعم نازحي العراق
&
وتأتي كلمة الجبوري لمناسبة اطلاق منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" وعدد من المنظمات الانسانية امس الخميس خطة لجمع تبرعات بقيمة 500 مليون دولار من أجل تلبية احتياجاتها الاغاثية في العراق.&
&
وقال ممثل اليونيسف في العراق فيليب هيفينك في بيان إن "الوضع الانساني في العراق قريب من الكارثة! نحن بأمس الحاجة الى موارد اضافية كي نواصل التدخل". وبحسب المنظمة التابعة للامم المتحدة، فإن ثمانية ملايين عراقي يحتاجون الى مساعدة انسانية عاجلة بينهم خصوصًا حوالى ثلاثة ملايين فروا من ديارهم منذ مطلع حزيران (يونيو) عام 2014 حين شن تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف هجوماً واسع النطاق تمكن في اعقابه من الاستيلاء على مناطق شاسعة في كل من العراق وسوريا.
&
ولفتت اليونيسف الى أن "المعارك تعيق وصول الطواقم الانسانية" و"نقص التمويل يهدد بقاء بعض التدخلات الانسانية". ونتيجة لهذه العوامل، فإن "جميع المنظمات الانسانية العاملة في العراق" قد اطلقت في بروكسل "نداء لجمع تبرعات بقيمة 500 مليون دولار لسد الاحتياجات الاغاثية خلال الاشهر الستة المقبلة".
&
وفي ختام اطلاق الخطة، فقد اكد رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتر أن إطلاق المبادرة الإنسانية جاء لدعم وإغاثة الشعب العراقي، وأن العراق يحتاج إلى تضامن دول العالم معه في جميع المجالات، والتي من ضمنها تسليح أبناء المناطق ودعمهم في مواجهتهم ضد الإرهاب المتمثل بتنظيم داعش المتطرف.
&
من جانبه، اوضح شولتر أن المبادرة الإنسانية هذه هي بين منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وهي من ضمن خطة الكوارث الإنسانية .. مشددًا على ان البرلمان الاوروبي يدعم هذه الخطة بكل الوسائل المتاحة له وفي جميع المجالات.