شهدت الساعات الاخيرة خطوات حثيثة على صعيد تجاوز أزمة التصريحات الإماراتية العراقية المتبادلة حول أسباب تفشي الارهاب، فقد أكد قرقاش عدم رغبة بلاده في التصعيد مع العراق فيما افتتح الجعفري قنصلية بلاده في إمارة دبي.

لندن: أكدت الإمارات وقوفها مع العراق في محنته التي يمر بها مقدرة دور رئيس الوزراء حيدر العبادي في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها العراق لتجاوز هذه المحنة.

وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية أنور قرقاش في تعليق له على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن بلاده "لا تسعى للتصعيد مع العراق الشقيق في محنته والمصارحة بأن السياسات السابقة هي التي أوصلتنا لهذه النقطة"، في إشارة إلى تأزم علاقات البلدين في عهد حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي. ووصف قرقاش تصريحات النائب العراقي موفق الربيعي عن ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي ضد الإمارات العربية بانها "هجوم طائفي مفلس على الإمارات ومواقفها من الارهاب".

وكان الربيعي قال امس إن العراق لديه العديد من المعلومات عمن يرسل ويدعم الارهابيين.. ودعا حكومة بلاده إلى تغيير سياستها تجاه الدول الداعمة للارهاب وعدم تقديم المصالح الشخصية على الدم العراقي بحسب قوله. وأشار إلى أنّ "من صنع داعش هم المفخخون ومئات الأطنان المتفجرة الإماراتية، وليست الحكومة العراقية".

وكان وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان قال الجمعة الماضي إن محاصرة الإرهاب والقضاء عليه لا يمكن أن تتم دون معالجة أسباب ظهوره وانتشاره في المجتمع، وهي أسباب خلقها نظاما دمشق وبغداد بقمعهما لشعبيهما وعدم تحقيق المساواة بين مواطني البلدين دون تمييز بين عرق أو دين أو طائفة.

وقال آل نهيان خلال مؤتمر صحافي في موسكو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف "إن عدم معالجة أسباب ولادة الإرهاب سيؤدي إلى توالده من جديد ولو تمكنا من القضاء على داعش وأخواتها من التنظيمات الإرهابية، فإنها ستولد من جديد ما لم تتم معالجة أسباب ظهورها من الجذور".

وقد رد عليه وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري أمس الاحد معبرًا عن استغرابه من الاتهامات التي وجهها لبلاده نظيره الإماراتي مُعتبراً أنَّه كلام غير صحيح".. واضاف "أنَّ النظام العراقيّ برهن بما فيه الكفاية على أنه مُصِرٌّ على إنشاء نظام على قاعدة الديمقراطيّة ومُشارَكة واسعة لكلِّ الأطراف وليس فقط من حيث إقامة النظام بل من حيث السياسات العامّة التي طبَّقها عُمُوماً بخاصّةٍ القوات المسلحة".

وقال الجعفري إن كلام الشيخ عبد الله بن زايد قد "أثار استغرابي خُصُوصاً أنَّ الأخ وزير الخارجيّة عبدالله بيننا وبينه حوار مُباشِر ولا يُوجَد حاجز فيها".. مُشيراً إلى "أنَّ هناك ثمة لبساً وكان عليه أن يستفسر علاوة على ذلك أنَّ العلاقات العراقيّة الإماراتيّة تشهد صعوداً مُطـَّرداً نحو الأفضل".

الجعفري افتتح قنصلية العراق الجديدة في دبي

وعلى صعيد تجاوز أزمة هذه التصريحات، فقد افتتح الجعفري اليوم قنصلية بلاده في امارة دبي والتقى مع القناصل العرب هناك، حيث شدد على أهمية العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية بين العراق والإمارات.

واستعرض الوزير مع القناصل اهم التطورات السياسية والميدانية التي تشهدها العملية السياسية وحرب العراق ضد عصابات داعش. وأشار إلى أنّ عصابات داعش الارهابية اصبحت تشكل خطراً على جميع دول المنطقة.

واعتبر "عصابات داعش الارهابية ظاهرة شاذة جاءت إلى العراق من سوريا وستنتقل منه إلى بلدان اخرى، وبالتالي لابد من توحيد العمل في مواجهتها والقضاء عليها، " كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي اطلعت على نصه "إيلاف".

وأشاد الجعفري بالدور الكبير الذي تضطلع به القنصلية العراقية، وما تقدمه من خدمات لابناء الجالية العراقية المقيمة في دولة الإمارات، اضافة إلى عدد من الدول الخليجية وخاصة في إصدار الجوازات وتجديدها عبر المنظومة الالكترونية بالتنسيق مع وزارة الداخلية العراقية.&

وأكد أهمية تقديم جميع المساعدات المطلوبة لابناء الجالية، "التي اضحت اليوم تنظر لسفاراتنا وقنصلياتنا بأنها بيوت الشعب ترحب بهم وتقدم الخدمات التي ينبغي القيام بها"، بحسب قوله.

أسلحة وطائرات من الإمارات إلى العراق من دون مقابل

وكانت الإمارات قدمت إلى العراق مطلع العام الحالي عشر طائرات نوع "ميراج"، ضمن خطة التعاون بين البلدين لمكافحة الارهاب. وقال مسؤول حكومي إماراتي إن بلاده زودت العراق بطائرات من طراز EMB-314 سوبر توكانوس المقاتلة البرازيلية لمساعدته في مكافحة تنظيم "داعش".

كما طلبت الإمارات مؤخرًا 24 طائرة من هذا الطراز، وسيتم تحويل عدد لم يتم الكشف عنه منها إلى القوة الجوية العراقية. وقد ارسلت دولة الإمارات اسلحة وذخائر ومعدات عسكرية للعراق بدون مقابل لدعم جيشه في محاربة الارهاب.

وسبق للإمارات أن أكدت مرات عدة عن دعمها للعراق في مواجهة الارهاب، وشاركت مقاتلاتها من طراز اف 16، ومنذ بدء الحملة الجوية الدولية ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا قبل اشهر، بتنفيذ ضربات ضد مواقع التنظيم في سوريا.