إسبانيا تمنح جنسيتها لليهود (السفارديم)

&

نصر المجالي: وافق البرلمان الإسباني الخميس على قانون يسمح لليهود السفارديم الذين استقرت عائلاتهم في إسرائيل والولايات المتحدة والأرجنتين وفرنسا وأماكن أخرى بتقديم طلبات للحصول على الجنسية، ولا يتعين عليهم التخلي عن جنسيتهم الحالية لعمل ذلك.

وكان نحو 300 ألف يهودي يعيشون في أسبانيا قبل العام 1492 جاؤوا في الأساس من أنحاء شمال افريقيا مقارنة مع اليهود الاشكنازي في شمال أوروبا. وكان لليهود السفارديم وجود كبير في مدن العصور الوسطى مثل طليطلة وقرطبة.

وقال وزير العدل الاسباني رافائيل كاتالا خلال جلسة البرلمان: "يصادف اليوم نهاية العملية البرلمانية التي، عندما تدخل حيز التنفيذ في الأول من (أكتوبر) تشرين الأول 2015، ستفتح الباب مرة أخرى لأحفاد أولئك الذين طردوا ظلمًا من اسبانيا" .

ومن جهته، قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغايو أمام البرلمان أيضاً: "دعونا نأمل في أن اسم مدينة القدس.. مدينة السلام.. يسود في المفاوضات ونصل إلى نقطة يكون فيها بإمكان اليهود أن يعيشوا بأمان، لأنهم لم يعيشوا كذلك لفترة طويلة. اعتبارًا من تلك اللحظة، سوف يكون بإمكانهم أن يعيشوا هناك.. وبالطبع في هذا الوطن الثاني الذي هو اسبانيا.. بفضل الأبواب التي فتحتها هذه الحكومة".

وقال رئيس الجالية اليهودية في اسبانية اسحق كيروب كارو: "هذا يوم تاريخي ومهم ومشحون بالعاطفة للسفارديم بصورة عامة. يبدأ عهد جديد بين اليهودي والعالم الاسباني. ربما يكون قد تأخر قليلاً ربما تأخر 500 سنة لكن اسبانيا عادت. انه موعد مع التاريخ."

لكن ليون أميراس الذي يرأس جمعية الهجرة إلى إسرائيل من دول أميركا اللاتينية، تخوف من أن البيروقراطية والكلفة ستجعل العديدين يتخلون عن الفكرة، وأبدى "خيبة أمل" من القانون.

وعبرت كيلي بينويديس باسيليو (70 عامًا)، وهي استاذة أدب فرنسي متقاعدة تعيش في ليزبون، عن أنها تستعد للتقدم بطلب الجنسية الإسبانية وإن لم تكن لديها أي رغبة بالانتقال للعيش في إسبانيا.

وبررت سعيها للحصول على الجنسية بـ"دوافع عاطفية"، باعتبارها تتحدر من يهود طردوا من إسبانيا وولدت في كسار الكبير شمال غربي المغرب، وهي تملك جواز سفر برتغالياً لزواجها من برتغالي.

وتجذب الأحياء اليهودية القديمة في مدن الأندلس مثل قرطبة وطليطلة، حيث كان يعيش اليهود بين المسيحيين والمسلمين قبل انتصار الكاثوليكية ويقدمون المساهمات الغنية للعلوم والموسيقى والأدب، آلاف السياح كل عام حاليًا.

ولا يسمح القانون الإسباني عادة بالجنسية المزدوجة باستثناء أشخاص من أندورا المجاورة أو البرتغال أو المستعمرات السابقة مثل الفلبين وغينيا الاستوائية أو بلدان أميركا اللاتينية.

وعلى المتقدمين المحتملين اثبات نسبهم الى السفارديم من خلال ألقابهم أو اللغة أو سلالة النسب والحصول على شهادة من اتحاد الجاليات اليهودية في إسبانيا.

&

يذكر أن كلمة (سفارد) هو إسم مدينة في آسيا الصغرى تم ربطها بإسبانيا عن طريق الخطأ، فتُرجمت الكلمة في الترجوم وهي (الترجمة الآرامية لأسفار موسى الخمسة) إلى "إسباميا"، و"سباميا"، أما في البشيطا وهي (الترجمة السريانية لأسفار موسى الخمسة) فهي "إسبانيا".

&وابتداءً من القرن الثامن الميلادي، أصبحت كلمة (سفارد) هي الكلمة العبرية المستخدمة للإشارة إلى إسبانيا، &وتُستخدَم الكلمة في الوقت الحاضر للإشارة إلى اليهود الذين عاشوا أصلاً في إسبانيا والبرتغال، مقابل الإشكناز الذين كانوا يعيشون في ألمانيا وفرنسا ومعظم أوروبا.

وبعد قيام دولة إسرائيل في العام 1948 اعتبر السفارديم ادنى منزلة من الأشكناز الذين سيطروا على المواقع القيادية في الدولة العبرية الوليدة وكان لهم الدور الأكبر من محاربة الفلسطينيين وطردهم من اراضيهم.&

ومنذ بداية التسعينيات من القرن الماضي، بات لهم تمثيل خاص في الطبقة السياسية في إسرائيل بعد انشاء حزب شاس الذي بات معبرًا في بعض الأحيان عن اليهود السفارديم.

وفي الختام، يشار إلى أنه بعد طردهم من الأندلس تفرق اليهود في شمال أفريقيا وآسيا الصغرى والشام، وكثير منهم كانوا من رعايا الدولة العثمانية في المناطق التي تخضع لسيطرتها.

وكانت لهؤلاء لغة خاصة هي (لادينو)، التي هي مزيج من اللغة اللاتينية وتحوي كلمات عبرية، ولكنهم تحدثوا لغات البلاد التي استوطنوها، كالعربية والتركية والإيطالية، ثم تعلم الكثير منهم في مدارس الإليانس في مصر اللغة الفرنسية، وأصبحت هي اللغة الأولى لذا فقد انقرضت لغة اللادينو التي كانوا يتحدثون بها.

&

&