نجامينا:&يثير قرار منع ارتداء النقاب اثر اعتداء دام مزدوج في نجامينا نسب الى جماعة بوكو حرام انقسامات في صفوف سكان تشاد البلد المسلم بغالبيته حيث ستتعرض النساء اللواتي لا يلتزمن بالقرار للتوقيف.

&
وقد اعلن رئيس الوزراء التشادي كالزوبي فهيمي دوبيه الاربعاء "يجب ان يتوقف ارتداء البرقع فورا واعتبارا من هذا اليوم ليس فقط في الاماكن العامة والمدارس بل في كل انحاء البلاد".
&
واضاف "ان ارتداء البرقع او اي رداء آخر لا يكشف الا العينين، هذا التمويه اصبح ممنوعا".
&
يذكر ان ارتداء النقاب الذي يغطي الوجه دون العينين امر شائع في نجامنيا منذ اعوام عدة.
&
ويقول المدرس عبد الصادق جدة (45 عاما) ان "ارتداء النقاب ليس نتاج الثقافة التشادية (...) فمصدره مكان اخر كما ان القران لا يأتي بتاتا على ذكره".
&
واضاف "انا كمسلم، اجد ان الناس يبالغون بعض الشيء مع هذا الزي" مشيرا الى ان "القرار اتخذ من اجل امننا لان بامكان الارهابيين استغلال امراة ترتدي النقاب لارتكاب اعتداء".
&
&وتستخدم بوكو حرام منذ ستة اعوام في نيجيريا المجاورة منقبات يخبئن متفجرات تحت ملابسهن الطويلة لارتكاب اعتداءات انتحارية.
&
لكن قرار المنع بداية شهر رمضان في بلد تبلغ نسبة المسلمين فيه 53% مقابل 35% للمسيحيين يشكل صدمة للبعض مثل حسن بركة الذي لا يفهم العلاقة بين "النقاب" و"الارهاب".
&
وقال هذا الميكانيكي "ليس من يضع النقاب يرتكب الاعتداءات، فهذا الزي اصبح من عادات الكثير من التشاديين". واعتبر انه "من الصعب تطبيق هذا القرار، هناك ربما حاجة بعض الوقت من اجل توعية النناس بذلك".
&
وهذا القرار السياسي الجذري هو الاول من نوعه في القارة الافريقية.
&
وبمواجهة تضاعف التهديدات باعتداءات ترتكبها مجموعات جهادية، اتخذت بعض البلدان مثل تونس خطوات جزئية مشابهة في السابق لكن احدا لم يذهب بعيدا مثل تشاد.
&
وقد اعلن رئيس الوزراء "صدور اوامر لاجهزة الامن بدخول الاسواق وجمع كل البراقع التي تباع وحرقها".
&
وحذر من ان "كل من يرفضن/يرفضون الامتثال او يغامرن/يغامرون بانتهاك الامر من خلال ارتداء البرقع سيتم توقيفهم ومحاكمتهم وادانتهم".
&
ودعا رجال الدين الى ابلاغ هذا القرار في "خطبهم" و"اماكن العبادة" و"المساجد".
&
وفي هذا السياق، قال رئيس المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية في تشاد الشيخ حسين حسن ابكر ان المجلس "لا يعتبر قرار الحكومة مخالفا لمبادئ الاسلام".
&
واضاف "تنص الشريعة على ان لجسد المراة حرمة باستثناء الوجه واليدين، يجب تركها دون غطاء".
&
وفي هذا البلد الذي شهد مواجهات دينية دامية ابان الحرب الاهلية بين العامين 1979 و 1982، يحارب الرئيس ادريس ديبي انتو منذ سنوات عدة بروز اي مجموعات متطرفة ودائما ما يكرر ان "مدنية الدولة امر اساسي بالنسبة لتشاد".
&
بدوره قال الامين العام لجامعة الملك فيصل في نجامينا، ابكر ولار مودو "لحسن الحظ الاسلام عندنا معتدل. فالمسلمون في تشاد غالبيتهم من الصوفيين وهؤلاء مسالمون بطبعهم".
&
واضاف "لكن الاسلام استخدم كاداة. فخلال فترة 1979- 1982 حاول السياسيون دفع المسلمين والمسيحيين باتجاه الفوضى".
&
ومع تمدد بوكو حرام الى ابواب نجامينا، تضاعف السلطات التشادية حذرها خشية انتقال الاسلام المتطرف الى المجتمع حيث تشكل التيارات السلفية والوهابية بين 5 و 10 في المئة من المسلمين وفقا لوزارة الخارجية الاميركية.
&
وقال ابكر مودو ان "ظاهرة بوكو حرام لا تاثير لها على السكان حتى الان. لكن الخطر ماثل". مضيفا ان المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية "يراقب باهتمام كبير تدريس القران والخطب في المساجد وحتى الاذاعة".
&
واكد تقرير لفريدوم هاوس (2013) حظر عدد من الجمعيات الاسلامية المتمركزة في الاحياء الفقيرة لممارسة انشطة اجتماعية "باعتبار انها تدافع عن اعمال العنف".
&
وفي اذار/مارس الماضي، قررت السلطات حل جمعية "انصار السنة المحمدية" السلفية بسبب "الخطر على النظام العام".
&
واضاف مودو "بعض الجمعيات تمرر رسائل خطرة محاولة تحريض المسلمين على المسيحيين. لكن حظر جمعية ما فقط لا يشكل حلا. ليس بامكانك منع ايديولوجيا بهذه الطريقة لان ذلك سيؤدي الى الاحباط".