توجه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي، اليوم إلى العاصمة الفرنسية باريس في زيارة رسمية، استجابة لدعوة من الحكومة الفرنسية، وتلبية لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.

الرياض: قال بيان صدر عن الديوان الملكي السعودي مساء الاثنين: "استجابة لدعوة الحكومة الفرنسية، وبناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، سيقوم الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الثلاثاء بزيارة الجمهورية الفرنسية، يلتقي خلالها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وعددًا من المسؤولين الفرنسيين، لبحث العلاقات وأوجه التعاون بين البلدين الصديقين".

اللجنة الفرنسية - السعودية

وذكرت مصادر مطلعة على أجواء الزيارة أن ولي ولي العهد السعودي سيجري الاربعاء لقاءات في العاصمة الفرنسية تجمعه بالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ووزير خارجيته لوران فابيوس، على ان يلتقي الخميس وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان.

وتندرج هذه الزيارة في إطار ترؤس الأمير محمد بن سلمان ولوران فابيوس اللجنة الفرنسية - السعودية، التي تشكلت بعد زيارة هولاند الأخيرة إلى الرياض، ولقائه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي دعاه إلى حضور قمة مجلس التعاون الخليجي، فحضرها ليكون أول رئيس غير خليجي يحضر قمة خليجية.

ومن المتوقع ان تعقد اللجنة اجتماعًا في وزارة الخارجية الفرنسية للبحث في مشاريع سعودية - فرنسية مشتركة، تدخل في اطار برنامج عمل أقره الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس هولاند، ويتضمن مشاريع واستثمارات مشتركة في مختلف القطاعات، ومنها النقل والصحة والدفاع والامن. وتتابع اللجنة محادثاتها في الرياض في 12 و13 تشرين الاول (اكتوبر) المقبل.

كما توقعت مصادر فرنسية ان يبحث الجانبان هبة 3 مليارات دولار التي خصصتها السعودية لشراء معدات عسكرية فرنسية لصالح الجيش اللبناني.

مستوى استراتيجي

إلى ذلك، يضع المراقبون الحراك الدبلوماسي الخارجي النشط الذي يقوم به ولي ولي عهد السعودية تحت المجهر، خصوصًا أن الزيارة الأميرية إلى باريس تأتي بعد يومين من عودة الأمير محمد بن سلمان من زيارة إلى روسيا، التقى في خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووقع معه 6 اتفاقيات استراتيجية، أهمها اتفاقية تعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، تقضي بإنشاء روسيا 16 مفاعلًا نوويًا في السعودية، وتفعيل اللجنة المشتركة للتعاون العسكري والتعاون في مجال الفضاء، واتفاقيات تعاون في مجالات عدة، منها الإسكان والطاقة والاستثمار المتبادل.

ويرى المراقبون ان زيارة ولي ولي العهد الفرنسية قد تثمر اتفاقات تعاون مهمة، خصوصًا في المجالين الأمني والعسكري، ما ينم عن قرار سعودي جدي بتنويع "الصداقات" السعودية مع دول العالم، وعدم التزام جانب واحد من الصداقة، مع الولايات المتحدة تحديدًا، بعدما كان هذا هو الوضع القائم منذ عقود.

يذكر أن العلاقات السعودية الفرنسية عميقة الجذور، ويريد ولي ولي العهد السعودي البناء على أسسها المتينة من أجل الدفع بالعلاقات الثنائية نحو المستوى الاستراتيجي، الذي يمنح المملكة بعدًا استراتيجيًا آخر، خصوصًا أن الفرنسيين كانوا أكثر المتشددين في المباحثات النووية على&منع إيران، وأكثر المشككين في نوايا إيران المستقبلية، ما يتلاقى مع الموقف السعودي.