يستعد نشطاء للابحار الى غزة&أواخر الشهر الجاري، في مسعى لكسر الحصار الاسرائيلي، بينما يعتقد أن اسرائيل لن تسمح للاسطول بالوصول الى مبتغاه.


رام الله: اتخذت اسرائيل كل الاجراءات لمنع وصول اسطول جديد يحاول كسر الحصار عن قطاع غزة بعد خمس سنوات على محاولة مماثلة انتهت بهجوم دامٍ استهدف سفن الاسطول.
&
واطلق على الاسطول اسم "اسطول الحرية 3"، ويضم سفنًا، على متنها ناشطون مؤيدون للفلسطينيين ونائب عربي في البرلمان الاسرائيلي، بالاضافة الى نائب اوروبي على الاقل، ومن المفترض أن تتوجه الى قطاع غزة في اواخر الشهر الجاري.
&
وتأتي الحملة بينما تواجه اسرائيل ضغوطًا دولية متزايدة حول ما يحدث في قطاع غزة، خاصة بعد نشر تقرير للامم المتحدة الاثنين جاء فيه أن اسرائيل والمجموعات المسلحة الفلسطينية ارتكبت على الارجح جرائم حرب خلال الحرب الاسرائيلية على غزة صيف 2014.
&
وشهد الكنيست الإسرائيلي امس الثلاثاء "معركة" بين مؤيدي ومعارضي تلك القافلة، التي يقول منظموها إنها تحمل مساعدات إنسانية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر منذ نحو 9 سنوات.
&
ونشبت مشادة كلامية حادة بين النائبة العربية، حنين زعبي، من "القائمة العربية المشتركة"، وعضو الكنيست عن حزب "الليكود"، ميكي زوهر، انتهت بإبعاد عضو حزب "التجمع الوطني الديمقراطي" من الجلسة، بحسب ما أوردت الإذاعة الإسرائيلية الثلاثاء.
&
كما قررت لجنة الكنيست إحالة النائب باسل غطاس، من "القائمة المشتركة" أيضاً، إلى "لجنة آداب السلوك" البرلمانية، على خلفية اعتزامه المشاركة في القافلة البحرية المتجهة إلى قطاع غزة، للنظر في ما إذا كانت مشاركته تشكل مخالفة قانونية أو أخلاقية.
&
وذكرت الإذاعة العبرية أن القرار أُتخذ في ختام "جلسة صاخبة" بأغلبية 10 أعضاء مقابل اثنين، ونقلت عن رئيس اللجنة، دافيد بيتان، من "الليكود"، دعوته لجنة آداب السلوك إلى معاقبة غطاس بتعليق عضويته في الكنيست، فور صعوده إلى القافلة البحرية في اليونان.
&
واستنكر نواب القائمة العربية قرار لجنة الكنيست، واعتبروا أن "تقديم اللجنة شكوى إلى لجنة آداب السلوك، ودعوتها إلى فرض عقوبات على عضو كنيست، قبل قيامه بالعمل المنسوب إليه، هو أمر لم يسبق له مثيل"، مؤكدين أن القافلة تتوجه إلى غزة لـ"أغراض إنسانية."
&
من جانبهم، قال نواب من الكتل اليمنية إنه "ليست هناك مشكلة إنسانية في قطاع غزة، وإن إبحار القافلة إلى غزة، لا يعدو كونه استفزازاً يستهدف المس بأمن إسرائيل"، حسب ما نقل الراديو الإسرائيلي.
&
والحصار البري والبحري والجوي الذي فرض في حزيران/يونيو 2006 اثر خطف جندي اسرائيلي، تم تشديده في حزيران/يونيو 2007 اثر سيطرة حركة المقاومة الاسلامية على قطاع غزة.
&
وقال الناشط ستيفان جرانر من على متن سفينة ماريان غوتنبرغ السويدية المشاركة في الاسطول لوكالة فرانس برس، "لسنا وحدنا من يعتبر الحصار غير انساني وغير قانوني".
&
واضاف: "نريد ..الابقاء على الضغط الدولي لإنهاء الحصار" المفروض على قطاع غزة.
&
وستنضم السفينة السويدية التي ابحرت الجمعة من جزيرة صقلية في ايطاليا الى اربع سفن تحمل نحو 70 ناشطًا في طريقهم الى غزة، بحسب بيان صادر عن مجموعة فرنسية تضم منظمات غير حكومية&مؤيدة للفلسطينيين.
&
ويقول المنظمون إن من بين المشاركين في الاسطول&الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، والعضو الاسبانية في البرلمان الاوروبي انا ماريا ميراندا بيريز والعضو العربي في البرلمان الاسرائيلي باسل غطاس.
&
واثارت مشاركة غطاس في الاسطول غضبًا في اسرائيل، حيث انتقده مسؤولون حكوميون يمينيون قائلين إن هذا مسعى "لتشويه صورة اسرائيل" ووصفه البعض بأنه "داعم للارهاب".
&
ووجه غطاس النائب من القائمة العربية المشتركة رسالة الى رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو، طلب منه فيها عدم التعرض لاسطول الحرية، مشيرًا الى أن الاسطول "يحمل المعونات الانسانية لسكان القطاع املاً في انهاء الحصار، وليس هناك أي سبب لمنعه".
&
واكد غطاس في بيان وزعه على وسائل الاعلام "ان هدف الاسطول كسر الحصار، وتسليط الضوء العالمي على قضية 1,8 مليون فلسطيني يعيشون في ظروف اشبه بالسجن، وفي ظروف حياتية قاسية، نتيجة للحصار البحري والبري، الذي تفرضه اسرائيل على غزة، والذي يشكل جريمة ضد الإنسانية."
&
وحذّر غطاس نتانياهو من محاولة السيطرة على السفن ومنعها من مواصلة طريقها، وقال إن "كل محاولة شبيهة، ستقحم اسرائيل في أزمة عالمية، تتحمل مسؤوليتها حكومة نتاياهو"، وطالبه بأن يعطي الامر لقوات الأمن الإسرائيلية بالابتعاد عن الأسطول، والسماح له بمواصلة طريقه إلى غزة.
&
وكان غطاس يشير الى مقتل&عشرة اتراك على متن سفينة مافي مرمرة التركية في &ايار/مايو 2010 بعد ان هاجم كوماندوس اسرائيلي في المياه الدولية اسطولاً يضم ست سفن، كان يحمل مساعدات انسانية الى غزة.&
&
حاولت عدة سفن يقودها ناشطون مؤيدون للفلسطينيين بعد اسطول الحرية الوصول الى شواطىء غزة، ولكن البحرية الاسرائيلية منعتها.
&
وما زال ناشطو اسطول الحرية 3 مصممين على التوجه الى غزة، مشيرين الى أن الضغوط الدولية على اسرائيل بعد الحرب التي شنتها الصيف الماضي على قطاع غزة، بالاضافة الى الضجة التي اثارها الهجوم على سفينة مافي مرمرة في عام 2010، تجعل من غير المرجح أن تلجأ اسرائيل لاستخدام العنف هذه المرة.
&
وكانت المحكمة الجنائية الدولية اعلنت العام الماضي انها لن تلاحق اسرائيل بشأن الهجوم الدامي على اسطول الحرية، معتبرة ان التداعيات ليست "خطرة بما يكفي" للملاحقة.
&
واكد ستيفان جرانر "على المرء ان يكون واقعيًا. نعلم باننا نبحر باتجاه حصار تؤيده اساسًا قوتان بحريتان كبيرتان"، في اشارة الى القوات البحرية المصرية والاسرائيلية. ويتهم البعض مصر بالمساعدة في تعزيز الحصار، الامر الذي تنفيه القاهرة.
&
وتابع "نعتقد بأن اسرائيل خسرت الكثير عبر اعمال العنف التي لجأت اليها في عام 2010. وسيكون من الغبي جدًا أن تستخدم اسرائيل العنف ضدنا".
&
شنت اسرائيل في الصيف الماضي حربًا دامية على قطاع غزة، استمرت خمسين يومًا وخلفت اكثر من 2200 قتيل فلسطيني، غالبيتهم من المدنيين و73 قتيلاً في الجانب الاسرائيلي معظمهم من الجنود.