يبدأ المبعوث الدولي برناردينو ليون الجولة السادسة للحوار بين الفرقاء الليبيين في المغرب، من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية تنهي حالة الانقسام التي تعيشها البلاد.
&
الرباط:&عقد الوسيط الدولي في الازمة الليبية برناردينو ليون، مساء امس الخميس بالصخيرات بالمغرب، لقاءً تمهيديًا مع ممثلي المؤتمر الوطني العام الليبي للاستماع إلى ملاحظاتهم حول مسودة الاتفاق النهائي التي تقدم بها& ليون أخيرًا إلى أطراف النزاع&الليبي.
&
ويأتي هذا اللقاء عشية انطلاق الجولة السادسة من المحادثات بين الفرقاء الليبيين من أجل التوصل إلى حل ينهي الأزمة السياسية في البلاد، ومن المتوقع أن تبدأ هذه الجولة اليوم الجمعة.
&
ويتنازع السلطة في ليبيا برلمانان وحكومتان، الاول في طرابلس والثاني في طبرق ويحظى البرلمان الثاني باعتراف المجتمع الدولي.
&
وقال ليون، في تصريح للصحافيين عقب اللقاء، إن كل الليبيين وبلدان المنطقة والمجتمع الدولي ينتظرون ما ستسفر عنه هذه اللقاءات الرامية إلى التوصل إلى نص متفق عليه من قبل جميع الأطراف الليبية المشاركة في هذا الحوار السياسي.
&
وأوضح ليون أن اللقاء مع ممثلي المؤتمر الوطني العام (برلمان طرابلس) جاء للاستماع إلى ملاحظاتهم بشأن مسودة الاتفاق النهائي، مضيفًا أنه سيجري لقاءات مماثلة مع باقي الأطراف الليبية (برلمان طبرق وبعض المستقلين) اليوم الجمعة بالصخيرات.
&
وأشار ليون إلى أن فريقه الأممي سيعمل على دراسة وتحليل ملاحظات أطراف الحوار الليبي، مذكرًا بأن مسودة الاتفاق النهائي في نسختها الرابعة حظيت بقبول الأطراف كأساس للحل النهائي للأزمة الليبية.&
&
وفي معرض رده على سؤال بشأن مدى أخذ الأمم المتحدة بملاحظات بعض الاطراف، قال ليون إن الامم المتحدة تسعى إلى تحقيق التوافق وإيجاد صيغة متناسقة للعمل، معبرًا عن تفاؤله بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي.&
&
&بنود الحل
&
وكان ليون قدم إلى الطرفين الرئيسيين في الحوار السياسي (مجلس النواب المنتخب (طبرق) والمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته(طرابلس)، مسودة حل للأزمة تتمحور حول تشكيل حكومة وفاق وطني ومجلس أعلى للدولة وتدابير بناء الثقة.
&
وجرت مناقشة هذه المسودة من قبل الوفدين الممثلين لمجلس النواب والمؤتمر الوطني العام في جولة الحوار الأخيرة التي احتضنها منتجع الصخيرات بضواحي العاصمة الرباط.
&
&وفي الجولة الاخيرة، سلمت الامم المتحدة وفدي البرلمانين مشروع اتفاق هو الرابع يلحظ خصوصًا تشكيل حكومة وحدة وطنية لعام مع تعيين رئيس للوزراء، وتحدث المؤتمر الوطني العام في طرابس غير المعترف به دوليًا عن "ايجابيات" تضمنها مشروع الاتفاق الرابع مع مطالبته بتعديله.
&
تفاؤل&
&
وأعرب صالح المخزوم، رئيس وفد المؤتمر الوطني العام، عن ثقته في أن يتوصل الفرقاء الليبيون في الجولة السادسة من المحادثات السياسية ، إلى توافق وأرضية مشتركة بشأن مسودة الاتفاق النهائي الذي تقدمت به بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا.&
&
وقال المخزوم، خلال لقاء صحافي، عقده عقب لقاء تمهيدي مع ليون، إن المؤتمر الوطني العام "يدرك المسؤولية الملقاة على عاتقه وصوت بشكل سريع على الملاحظات المقدمة على مسودة الاتفاق النهائي من أجل التباحث مع إخوتنا في الطرف الآخر من أجل الوصول الى أرضية مشتركة يتحقق فيها ما يصبو إليه الجميع من أمن وأمان واستقرار، وتشكيل حكومة وحدة وطنية".
&
وأشار إلى ملاحظات المؤتمر الوطني العام على مسودة الاتفاق النهائي "هي في عمومها ليست كثيرة وانطلقت من نفس المسودة ولم تطرح أي شيء خارجها"، معربًا عن أمله في أن تكون ملاحظات "الطرف الآخر" تسير في نفس السياق.
&
وجهًا لوجه
&
وقال المختوم إن الوفد يطمح الى الجلوس في هذه المحادثات مع الطرف الآخر وجهًا لوجه من أجل التوصل إلى توافق مباشر بشأن الملاحظات المقدمة على مسودة المشروع، مشيرًا إلى أن بعثة الأمم المتحدة بليبيا وعدت بأن تسعى إلي تحقيق ذلك خلال جلسة الغد (اليوم).&
&
وأشار إلى أن التوصل إلى أرضية مشتركة يجري من خلال التقارب في وجهات النظر بشأن الملاحظات المقدمة من كل طرف، مشددًا على أن بعثة الأمم المتحدة تعمل على تحقيق هذا التقارب بما يخدم التوافق على اتفاق نهائي على أن توقيعه يتطلب الرجوع إلى الجهة صاحبة التفويض.
&
ومن جهة أخرى، جدد رئيس وفد المؤتمر الوطني العام شكره وتقديره للمملكة المغربية ملكًا وحكومة وشعباً على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، معرباً عن أمله في أن تكون الجولة السادسة من المحدثات السياسية بالصخيرات بادرة خير على الشعب الليبي وأن يحقق، عبر التوصل الى اتفاق نهائي، ما يصبو اليه من أمن واستقرار.
&
كما أعرب المخزوم عن الأمل في أن يتم توحيد الجهود من أجل الوطن والوصول الى حلول سريعة بشكل توافقي تسهم في توحيد الصف وتنفيذ الاتفاق على أرض الواقع، مشيراً، من جانب آخر، الى أن بعثة الأمم المتحدة بليبيا طالبت بشكل مكتوب من رئيس المؤتمر الوطني العام أن يتم موافاتها بأسماء القادة العسكريين والأمنيين وقادة الثوار الذين سيتم الجلوس معهم في الترتيبات الامنية بحيث يسهل وقف إطلاق النار واتخاذ ترتيبات أمنية أخرى تسند الحوار السياسي.
&
اجتماع برلين
&
وبخصوص توجه ممثلي الأطراف الليبية إلى برلين لحضور اجتماع مع وزراء خارجية البلدان دائمة العضوية بمجلس الأمن، قال المخزوم إن الجديد في اجتماع برلين يتمثل في تأكيد إجماع المجتمع الدولي على القضية الليبية، وعلى الحل السلمي عبر التوافق والحوار الذي تجريه بعثة الامم المتحدة إلى ليبيا، مضيفًا أن هذا التوافق والاجماع من قبل المجتمع الدولي شكل "حلقة وصل قوية في هذه المرحلة بيننا وبين الطرف الاخر".&
&
ليست مرضية تمامًا
&
من جهته، أكد توفيق الشهيبي، عضو المؤتمر الوطني سابقاً، وعضو لجنة الحوار الليبي (مستقل)، في تصريح للصحافيين، أن مسودة الاتفاق السياسي "لن تكون مرضية لجميع الأطراف مائة بالمائة، وكل طرف له ملاحظات عليها، لكن نتمنى في النهاية أن نخرج بمسودة متوازنة يوافق عليها الجميع".&
&
وأوضح أن أكثر من 80 في المائة من المسودة تحظى باتفاق من قبل جميع الاطراف، غير أن هناك جزئيات فيها "غموض" و"لبس" يتوجب توضيحه، مشددًا على أنه يتعين على الجميع أن يدرك ان التنازل يكون للوطن وليس لمصلحة طرف على الآخر.
&
وأعرب عن أمله في أن يكون اجتماع اليوم هو الأخير "لأنه حقيقة لن نستطيع أن نقدم أكثر مما قدمناه لمدة ستة أشهر تقريبًا من الحوار"، مضيفًا "نتمنى أن يكون الاجتماع الاخير لنعود بعد ذلك للتوقيع على الاتفاق ولكن توقيع الاتفاق لا يعني نجاحه لأنه يتضمن ملاحق وتكميلات، وضروري أن نستمر حتى ينجح هذا الاتفاق بكامله".
&
&