تل أبيب مصممة على منع أسطول الحرية الثالث من تحقيق هدفه وفك الحصار عن غزة، فقامت بالسيطرة على إحدى سفنه الخمسة في المياه الدولية وتقودها إلى ميناء أشدود.

إيلاف - متابعة: أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه سيطر على إحدى السفن التابعة لأسطول الحرية-3 التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة، لكسر الحصار المفروض عليها، بحسب ما نقلته وكالة الأناضول التركية للأنباء. وأوضح الجيش في بيان أن عملية السيطرة على السفينة كانت ناجحة، وجاء بغية تفتيشها بناء على قرار من الحكومة الإسرائيلية.

ولفت البيان إلى أنَّ عملية السيطرة على السفينة تمت في المياه الدولية، بعد تحذيرها مرارًا بتغيير مسارها، موضحًا أنَّ السفينة ستصل ميناء أشدود في غضون 12 إلى 24 ساعة.

خمس سفن

يتكون أسطول الحرية-3 من خمس سفن، هي مركبان للصيد وثلاث سفن سياحية، أولها السفينة "ماريان" التي يسافر على متنها الرئيس التونسي السابق محمد المنصف المرزوقي، وثانيها السفينة "جوليانو-2" التي سميت تيمنًا بالناشط والسينمائي الإسرائيلي جوليانو مير خميس، الذي قُتل في جنين في العام 2011، إضافة إلى السفينتين "ريتشل" و"فيتوريو"، وأخيرًا سفينة "أغيوس نيكالوس" التي انضمت إلى أسطول الحرية-3 في اليونان.

دخلت أول سفينة تحمل على متنها الرئيس التونسي السابق محمد المنصف المرزوقي المياه الدولية الخميس الماضي، وتتبع سفن الأسطول الأخرى المسار ذاته. وكان تحالف "أسطول الحرية-3" أعلن مساء يوم الجمعة الماضي انطلاق أربع سفن من ميناء جزيرة كريت اليونانية باتجاه قطاع غزة، وهدفها كسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليه.

رسالة إسرائيلية

ونشرت الحكومة الإسرائيلية الإثنين نص رسالة قالت إنها وجهتها إلى ركاب السفينة "ماريان"، قبل أن يوقفها الجيش الإسرائيلي، جاء فيها: "يبدو أنكم ضللتم طريقكم. لعلكم كنتم تنوون التوجه إلى مكان آخر غير بعيد، أي إلى سوريا، حيث يرتكب نظام الأسد المجازر اليومية بحق أبناء شعبه بدعم النظام الإيراني السفاح، أما نحن هنا في إسرائيل فنواجه واقعًا يتمثل بمحاولات تنظيمات إرهابية، مثل حماس، استهداف المدنيين الأبرياء، حيث نقوم بحماية المواطنين الإسرائيليين تماشيًا مع القانون الدولي".

أضافت الرسالة: "رغم ذلك، فإن إسرائيل تساعد على نقل البضائع والإمدادات الإنسانية إلى قطاع غزة، على متن حوالي 800 شاحنة يوميًا، حيث تم خلال العام الأخير إدخال أكثر من 1,6 مليون طن من البضائع، أي ما معدّله طن من الإمدادات لكل شخص من سكان قطاع غزة. ومجمل الإمدادات التي نُقلت إلى غزة عن طريق إسرائيل يضاعف ما يتّسع له أكثر من 500 ألف مركب بحجم المراكب التي تستقلونها. كما أن إسرائيل تدعم المئات من المشاريع الإنسانية الجارية في القطاع عبر هيئات دولية، بما في ذلك إنشاء العيادات والمستشفيات".

الديمقراطية الوحيدة!

وقالت الحكومة الإسرائيلية في رسالتها: "نرفض السماح بإدخال وسائل قتالية إلى التنظيمات الإرهابية في غزة على غرار ما تم عن طريق البحر في الماضي. وقد أحبطنا العام الماضي محاولة لتهريب المئات من قطع الأسلحة والذخيرة التي كانت ستستهدف المدنيين الأبرياء. ولا يخضع قطاع غزة لأي طوق، بل إنكم مدعوون لنقل أي إمدادات إنسانية عن طريق إسرائيل. ويتم منع دخول غزة مباشرة عبر البحر تماشياً مع القانون الدولي، لا بل إن لجنة شكلها أمين عام الأمم المتحدة كانت قد أبدت دعمها لذلك. ولو كانت حقوق الإنسان موضع اهتمامكم الحقيقي، لما كنتم ستتوجهون إلى غزة، في رحلة تعاطف مع نظام إرهابي، يقدم على إعدام بعض سكان القطاع، بدون محاكمة، ويستخدم أطفال غزة دروعًا بشرية".

اختتمت الرسالة: "بالمقابل، لو وصلتم إلى إسرائيل لكان بإمكانكم الاطّلاع على أداء الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، الحريصة على تحقيق المساواة بين كافة مواطنيها، وضمان حرية العبادة، لأبناء جميع الديانات، دولة تعمل طبقاً للقانون الدولي، لتمكين سكانها من ممارسة حياة آمنة، ولتمكينهم من تنشئة أطفالهم بأمن وأمان".

ستمنعهم

وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية أعلنت أن تل أبيب لن تسمح لأسطول الحرية-3& بالوصول إلى قطاع غزة، وستعيد الناشطين المشاركين في الرحلة إلى بلدانهم، من دون أن توضح الوسيلة التي ستلجأ إليها لمنع تحقيق الأسطول هدفه.

ويذكر أن قوات تابعة للبحرية الإسرائيلية هاجمت بالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع السفينة التركية "مافي مرمرة" (مرمرة الزرقاء)، أكبر سفن أسطول الحرية الذي توجّه إلى قطاع غزة لكسر الحصار منتصف العام 2010، وكان على متنها أكثر من 500 متضامن معظمهم من الأتراك، وذلك أثناء إبحارها في المياه الدولية، في عرض البحر المتوسط، ما أسفر عن مقتل 10 من المتضامنين الأتراك، وجرح 50 آخرين.

واعتبر أوفير جندلمان، المتحدث بلسان رئيس الوزراء الإسرائيلي، الاثنين أن قطاع غزة لا يخضع لأي حصار، "وإسرائيل تدخل إلى القطاع جميع أنواع السلع والبضائع".

أضاف جندلمان في تغريدات على موقع تويتر: "الطوق البحري مفروض وفقًا للقانون الدولي، وصادقت عليه لجنة تابعة للأمم المتحدة، وهذا الطوق يمنع تهريب الأسلحة إلى غزة من قبل حماس والتنظيمات الإرهابية الأخرى العاملة في القطاع "، من دون أن يوضح اسم اللجنة التي يشير إليها.
&