اتهمت المعارضة الايرانية السلطات العراقية ومستشارها للأمن الوطني فالح الفياض بممارسة عمليات إرهاب وتجويع ضد عناصرها في مخيم الحرية "ليبرتي" بالقرب من بغداد داعية الى موقف دولي يردع هذه الممارسات بينما نظم سكان المخيم وقفة احتجاجية ضدها.


أسامة مهدي: قال المجلس الوطني للمقاومة الايرانية واجهة منظمة مجاهدي خلق في بيان صحافي من مقره في ضواحي باريس الخميس تسلمت "إيلاف" نصه أنه في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة العراقية اليوم الخميس تعطيل الدوام الرسمي بسبب الارتفاع الحاد في درجات الحرارة في العراق الذي تجاوز 52 درجة مئوية تمنع القوات العراقية في البوابة 4 لمطار بغداد وبأمر من فالح الفياض مستشار الامن الوطني وبشكل متعمد دخول العجلات (الشاحنات) المحمّلة بالمواد الغذائية والبنزين وصهاريج الغازويل والصرف الصحي الى مخيم الحرية ليبرتي لعناصر منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة الواقع بالقرب من المطار ويضم ثلاثة الاف ساكن بينهم ألف من النساء والاطفال.

وأكد المجلس أن هذه الممارسات اللا انسانية تهدف الى مضايقة وتجويع سكان المخيم موضحا أن عناصر القوات العراقية في البوابة (4) قالوا إنهم تلقوا أوامر من جهاز الأمن الوطني برئاسة فالح الفياض "رئيس اللجنة الحكومية العراقية المشرفة على المعسكر بالقيام بدءا من اليوم فصاعدا بمنع دخول أية عجلة محملة بالوقود والمواد الغذائية والصرف الصحي الى مخيم الحرية ليبرتي.

واشار المجلس الى انه بينما كانت هذه العجلات طيلة 4 أعوام تتردد على المخيم لتأمين المقومات الحياتية اليومية للسكان الا أن عناصر الأمن الوطني يمنعون الان دخول هذه العجلات ويهددون سائقي العجلات.

واوضح ان عجلتين محملتين بالمواد الغذائية و5 صهاريج للصرف الصحي اضافة الى صهريج للغازويل وعجلة محملة بالبنزين قد وصلت الى بوابة (4) الا أن القوات العراقية كررت تأكيدها أن سلطات الأمن الوطني برئاسة فالح الفياض قد أمرتهم بعدم السماح لأية عجلة تؤمن الحاجات اللوجستية للسكان الثلاثة الاف بدخول المخيم.

وحذر المجلس من عمليات استهداف للسكان قائلا "من الواضح أن العناصر العراقية التابعة للنظام الفاشي الديني الحاكم في ايران بصدد تأزيم الوضع في ليبرتي عشية أيام عيد الفطر المبارك وأيام العطل نزولا عند رغبة النظام الايراني".

واكد ان المخيم يعيش في الوقت الحاضر على شفا كارثة وأزمة انسانية كون البنى التحتية للمخيم منها منظومات الماء والصرف الصحي والمطبخ والتبريد وغيرها كلها تعمل بالكهرباء المولدة عن طريق مولدات الكهرباء وأن منع دخول الوقود يسبب وقف جميع منظومات المخيم في حرارة تتجاوز 50 درجة مئوية ولاسيما في شهر رمضان يشكل جريمة ضد الانسانية.

وقال إن منع دخول صهاريج الصرف الصحي مع درجات الحرارة العالية الحالية يخلق أزمة صحية خطيرة لجميع سكان المخيم.

واشار الى ان "هذا العمل الاجرامي واللا انساني من قبل لجنة القمع برئاسة فالح الفياض الذي يتلقى أوامره بهذا الخصوص من النظام الايراني يمثل جريمة ضد الانسانية ويستدعي متابعة المسؤولين عن ذلك متابعة دولية".

وحذر المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في رسائل الى المسؤولين في الولايات المتحدة والأمم المتحدة من خطورة ما تم الكشف عنه عن مطالبة النظام الايراني وسفارته في بغداد من الحكومة العراقية وشخص فالح الفياض بتضييق الخناق والحصار على مخيم الحرية ليبرتي وتصعيد الإجراءات التعسفية ضده.

ودعا الأمم المتحدة والحكومة الأميركية اللتين تعهدتا ضمان سلامة وأمن سكان المخيم وكذلك الدول الأعضاء في الاتحاد الاوروبي الى اتخاذ عمل عاجل للحيلولة دون وقوع كارثة انسانية تعرض حياة ثلاثة الاف شخص الى خطر حقيقي.

البرلمان البريطاني يبحث الحصار

وعلى الصعيد نفسه تنظم اللجنة البرلمانية البريطانية لايران حرة في وقت لاحق اليوم مؤتمرا حول المطلب بالحريات والديمقراطية في إيران وآخر موقف عن الاوضاع الصعبة في مخيم الحرية ليبرتي بسبب تشديد الحصار المفروض عليه اضافة الى التدخلات الايرانية في شؤون دول المنطقة.

كما قام مناصرو سكان المخيم في عدد من بلدان العالم منها بريطانيا وسويسرا وهولندا والسويد والدنمارك والنرويج وكندا بتنظيم حملة عالمية تنديدا بانتهاكات النظام الايراني لحقوق الإنسان.

ومن جهتهم نظم سكان المخيم وقفة احتجاجية ضد مواصلة الحصار المفروض على المخيم حيث حملوا الامم المتحدة والإدارة الاميركية مسؤولية هذا الوضع الذي يعيشه المخيم مطالبين برفع الحصار عنه والسماح للسكان بإدخال المواد الضرورية للحياة حسب الاتفاق الموقع مع الحكومة العراقية.

وطلب السكان بوضع حد لعملية التسجين في المخيم داعين الحكومة العراقية الى ربط المخيم بالشبكة الكهربائية الوطنية واستعدادهم لدفع نفقات ذلك وشددوا على ضرورة اعلان المخيم مخيما للاجئين من قبل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة.

وقال احد السكان وهو محمد رضا "اجتمعنا اليوم لادانة واستنكار هذه الاعمال الاجرامية من قبل لجنة قمع المخيم من استمرار الحصار اللانساني كما اجتمعنا للاحتجاج على صمت الامم المتحدة والحكومة الاميركية تجاه هذه الجرائم... ان منع دخول المقومات الإنسانية البسيطة إلى المخيم والذي يتم تحت إشراف اللجنة الحكومية العراقية يمثل انتهاكا صارخا لمذكرة التفاهم الموقعة بين الأمم المتحدة والحكومة العراقية في 25 كانون الأول ( ديسمبر) عام 2011 وخرقا للعديد من المعاهدات الدولية وأن هذه الفعلة تتطلب ملاحقة ومعاقبة المسؤولين عن ذلك في أي محكمة محايدة".

ودعا السكان الأمم المتحدة الى مطالبة الحكومة العراقية بأن تمنع حدوث هذه الممارسات اللا انسانية والتي تعتبر انتهاكا لمذكرة التفاهم تلك.

وناشدوا الأمم المتحدة والحكومة الاميركية اللتين تعهدتا مرارا وبشكل خطي ضمان سلامة وأمن سكان مخيم الحرية ليبرتي وكذلك الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء باتخاذ خطوة عاجلة لوضع حد لهذا الحصار الذي وصفوه باللا انساني.

وكان اتفاق بين الحكومة العراقية والامم المتحدة قد ادى الى نقل اللاجئين الايرانيين المعارضين في العراق من مخيم اشرف في شمال شرق بغداد الى مخيم الحرية ليبرتي قرب مطار بغداد الدولي كمحطة موقتة قبل مغادرة العراق.

وكان نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين سمح لمنظمة مجاهدي خلق بالاقامة في مخيم اشرف (80 كلم شمال بغداد) لكنه جرد من أسلحته بعد اجتياح الولايات المتحدة وحلفائها العراق في عام 2003، وتولى الاميركيون آنذاك امن المعسكر، قبل ان يتسلم العراقيون هذه المهمة عام 2009.

وقد تأسست منظمة مجاهدي خلق التي تشكل اكبر فصيل في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في عام 1965 بهدف الاطاحة بنظام الشاه بهلوي ثم النظام الاسلامي الذي حاربها ونفذ الاعدام باكثر من 30 الفا من عناصرها عام 1989.

ورفعت وزارة الخارجية الأميركية اسم منظمة مجاهدي خلق من قائمتها للمنظمات الارهابية العام الماضي حيث تسعى المنظمة حاليا الى الاطاحة بالزعماء الدينيين في إيران.