هاجم الفيلسوف وعالم الاجتماع الألماني يورغن هابرماس، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، متهما إياها بتدمير الجهود المبذولة خلال نصف قرن، لإعادة بناء سمعة ألمانيا، وذلك بعد موقفها من اليونان، قائلا إنها نفذت "عملا تأديبيا" ضد حكومة الكسيس سيبراس اليسارية. &
لندن: شن الفيلسوف وعالم الإجتماع الألماني الكبير يورغن هابرماس، هجوماً عنيفاً على المستشارة الألمانية انغيلا ميركل، التي اتهمها بالتفريط بجهود أجيال لإعادة بناء سمعة المانيا، بعد الحرب العالمية الثانية من خلال موقفها المتشدد مع اليونان.&
&
عمل تأديبي
وقال هابرماس في أول تعليق له على حزمة الإجراءات التقشفية القاسية التي قبلت بها اليونان على مضض، إن ميركل نفذت "عملا تأديبيا" ضد حكومة الكسيس سيبراس اليسارية. &
&وأعلن هابرماس في مقابلة مع صحيفة الغارديان "أخشى ان الحكومة الالمانية، بما فيها الحزب الديمقراطي الاجتماعي الشريك الآخر في الائتلاف، قامرت وخسرت في ليلة واحدة كل الرصيد السياسي الذي جمعته المانيا خلال نصف قرن". واضاف ان الحكومات الألمانية السابقة، أبدت "قدرا أكبر من الحساسية السياسية والعقلية التي تجاوزت النزعة القومية" السابقة.&
&
مهيمنة على اوروبا
وقال هابرماس الذي يعتبر من أكبر المفكرين الاوروبيين المعاصرين، وأوسعهم نفوذا، إن المانيا بتهديد اليونان بطردها من منطقة اليورو خلال المفاوضات "كشفت بلا حياء عن نفسها بوصفها كبيرة الانضباطيين في اوروبا، وجاهرت لأول مرة بهيمنتها على اوروبا". &
وشدد الفيلسوف الالماني المعروف بكونه من أشد المتحمسين للوحدة الاوروبية على ان ما تمخضت عنه المفاوضات بين اليونان ودول منطقة اليورو، "لا معنى له من الناحية الاقتصادية بسبب المزيج السام من الاصلاحات البنيوية اللازمة لاقتصاد الدولة، والاملاءات الليبرالية الجديدة التي ستثبط اليونانيين المنهكين وتقتل أي دافع للنمو".&
واضاف هابرماس "ان اجبار الحكومة اليونانية على الموافقة على خصخصة مشبوهة اقتصاديا ورمزية في الغالب، لا يمكن أن يُفهم إلا كونه عملا تأديبياً ضد حكومة يسارية".
&
هابرماس
وبرز اسم هابرماس &الذي عمل مع تيودور ادورنو المنظر الكبير في مدرسة فرانكفورت، خلال الاحتجاجات الطلابية في اواخر الستينات. وكانت أعماله عن تكوين هوية سياسية وثقافية اوروبية موحدة ذات تأثير بالغ في السجال الذي سبق تأسيس الاتحاد الاوروبي. &وكان هابرماس من أكبر الداعمين لاصدار دستور اوروبي. &
وانتقد هابرماس (86 عاما) بشدة مؤخرا قيادة ميركل في اوروبا متعرضاً في الوقت نفسه الى الانتقاد من داخل معسكر اليسار. وشهد عام 2013 منازلة فكرية في سلسلة من المقالات بينه وبين المفكر اليساري الالماني الكبير الآخر فولفغانغ شتريك، الذي يرى ان الفيدرالية الاوروبية كما يدعو اليها هابرماس، هي جذر الأزمة في القارة الاوروبية.&
وأكد هابرماس في حديثه لصحيفة الغارديان انه يتفق مع الكثير من آراء منتقديه. &وقال "أنا وشتريك نتفق في الرأي القائل بأن تفريغ الديمقراطية من محتواها على هذا النحو التكنوقراطي، هو نتيجة نمط ليبرالي جديد من السياسات التي تطلق عمل السوق بلا ضوابط"، مضيفا "ان التوازن بين السياسة والسوق، اختل على حساب دولة الرفاهية".&
&
التعليقات