وجد أحمد رمضان، عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري المعارض، في خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الذي ألقاه الأحد ثلاث رسائل.


بهية مارديني: قال رمضان لـ"إيلاف" إن الرسالة الأولى مؤداها "أن الأسد منفصل عن الواقع وغير مدرك لما يجري كما كان في العام 2011 عندما أخفق في الانصات لمطالب السوريين، وعمد الى انتهاج اسلوب دموي بدلاً من الاستماع الى أصوات الشعب".

وأضاف "هو لا يملك أي رؤية أو حلول حتى للقضايا المعيشية التي اعترف بمعاناة الناس بسببها متنصلًا من المسؤولية عنها". وبرأي رمضان، فإن الرسالة الثانية هي "محاولته التهرب من استحقاقات العملية السياسية قبل 3 ايام من حديث دي ميستورا لمجلس الامن، ورفضه الاقرار بعملية انتقال السلطة، مما يعني انه لا يوجد شريك جدي للمعارضة في مفاوضات جنيف".

الرسالة الثالثة، بحسب رمضان، جاءت ميدانيًا، اذ اصبح النظام مرتبطًا بايران وحزب الله، ولم يعد يملك قراره العسكري، وقد اعترف بأن الخبرة تعود الى ايران، والقتال يعود الى حزب الله، بينما برر تراجع قواته بعد قدرتها على استمرار الاحتفاظ بها في وجه فصائل الثورة".

ورقة خاسرة
ورأى رمضان أن الخلاصة "ان بشار أصبح ورقة بيد ايران، وهي التي استنخدمتها وتستخدمها في مفاوضاتها مع الغرب لتقوية نفوذها الاقليمي ومصالحها الاقتصادية".

الى ذلك دعا غسان ابراهيم الإعلامي والمحلل السياسي السوري في تصريح لـ"إيلاف"، مؤيدي بشار الاسد لتذكر "ما وعدهم به في خطاب سابق في منتصف العام 2014 عندما قال ان النصر سيكون في نهاية 2014 والى الآن لم يتحقق هذا النصر، بل على العكس هناك تراجع، وبشار نفسه يعترف اليوم ان هناك خسائر". وقال بكلام آخر على مؤيدي بشار الأسد "ان يعرفوا أن بشار يأخذهم الى القبر من اجل ان يبقى هو في القصر".

واعتبر أن هذا الخطاب يؤكد أن "الأسد باع سوريا لإيران وحزب الله فقط مقابل الكرسي، حين قال ان سوريا لمن يقاتل من اجلها ويؤكد ما كانت تقوله المعارضة عنه بأنه لا يريد الحل السياسي".

رسائل سلبية
وحول توقيت الخطاب اكد انه تزامن "مع اعداد الموفد الدولي ستيفان دي مستورا لجنيف 3، فالخطاب رسالة الى المجتمع الدولي تفيد بأنه غير مستعد للتجاوب مع الحل السياسي".

واعتبر ابراهيم ان الاسد "وجّه رسالة سلبية إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي طلب من وليد المعلم وزير الخارجية أن يتجاوب الاسد مع الحل السياسي وانه لا بد منه".
ويلفت ابراهيم الى أن الأسد "يحاول ان يدعو مؤيديه الى الصبر والانضمام الى ميليشياته، ويعتبر نقص عدد المقاتلين ذريعة لخسائره".

من جانبه، تحدث برهان غليون عضو الائتلاف الوطني على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" عن أربع رسائل في خطاب الأسد. وقال انه ينبغي الاحتفاظ بأربع رسائل رئيسة من خطاب الأسد. وأشار الى أن جميع الخطابات السابقة كانت تمثل في نظري خطاباً واحدًا هو الكذب على السوريين، ولكن اليوم يعلن الأسد الحقيقة.

ولخّص النقاط برفض الحل السياسي، والكف عن المراوغة في الموضوع وإعلان التقسيم، بالتخلي عن الجزء الأكبر من سوريا والاحتفاظ بمناطق الولاء (حتى الآن)، وتأكيد التطهير العرقي كسياسة رسمية للنظام، وإحلال المرتزقة والحلفاء الأجانب محل السوريين في ملكية الدولة والبلاد والاعتراف العلني بالعمالة لطهران والخروج الرسمي عن الولاء للدولة والوطن والشعب.