في بدء زيارة إلى العراق اليوم تهدف إلى بحث الابعاد الاقليمية للاتفاق النووي الايراني مع مجموعة الدول الست والتنسيق الامني والاستخباري بين بغداد وطهران، فقد قدم وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في النجف إلى المرجع الشيعي الاعلى السيستاني تقريرًا عن الاتفاق داعيًا إلى حلف اقليمي يواجه الطائفية والتطرف.

لندن:&بدأ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في النجف مباحثات مع المراجع الشيعية العليا يتقدمهم آية الله السيد علي السيستاني، لبحث علاقات البلدين وتعاونهما في مواجهة تنظيم داعش، والاتفاق النووي بين ايران ومجموعة الدول الست.&

وخلال مؤتمر صحافي في النجف عقب لقائه السيستاني، أكد ظريف ان المرجع الشيعي بارك الاتفاق النووي الهادف إلى دعم الاستقرار ونبذ التطرف ومكافحة الإرهاب في المنطقة. واشار إلى أنه قدم تقريرًا مفصلاً إلى السيستاني حول المحادثات النووية والاتفاق الحاصل مع الدول الغربية، مشدداً على استمرار دعم ايران للعراق في ما يخص مكافحة الإرهاب والتطرف ونبذ الطائفية. واضاف "نحن كنا دومًا بجانب الحكومة العراقية والشعب العراقي في مكافحتهما للتطرف والإرهاب والطائفية، وكنا هكذا ولا نزال وسنبقى نستمر على هذا النهج في المستقبل"، كما نقلت عنه الوكالة الوطنية العراقية من النجف.

وأشار ظريف قائلاً "كانت لنا زيارة إلى منطقة الخليج، وهي اول جولة بعد انتهاء المحادثات النووية لتطوير العلاقات بين الجمهورية الاسلامية الايرانية مع الدول الجارة وتأمين مصالح المنطقة بكاملها ومصالح الدول الاسلامي، وتثبيت دعائم السلام والامن والاستقرار الدوليين، وكانت لنا محادثات ومفاوضات جيدة مع بعض الدول واليوم نحن في العراق من اجل ديمومة هذا النهج والاستمرار في الحوار من اجل السلام والامن".
وقال "إن موضوع التطرف والطائفية هو خطر يهدد جميع الدول والشعوب، فهنالك حاجة ملحة ومبرمة للتنسيق بين الدول والشعوب في المنطقة للتكاتف في مواجهة هذا الخطر، وهنا يبرز دور المرجعية العليا وبقية المرجعيات الدينية، والتي نعول عليها لأنها دور بارز جدًا، وكان لي شرف اللقاء مع السيد السيستاني، وطرحنا في اللقاء ما يساعدنا كثيرا في المضي قدمًا في الاستمرار في هذا النهج والحوار والسير في هذا المجال وفي هذا الطريق، وستكون لنا محادثات مع بقية مراجع الدين".

واضاف "رفعت إلى السيد السيستاني تقريرًا عامًا بخصوص المحادثات النووية والقضايا المهمة التي تواجهها المنطقة واستأنسنا بآرائه بهذا الخصوص وكانت له تأكيدات على ضرورة ايجاد عمل منسق لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة ومكافحة الإرهاب والتطرف، وهذا هو رأي مراجع الدين والعلماء من السنة والشيعة فكلهم يؤكدون على التكاتف والتعاون ونحن مسرورون على وجود مراجع الدين والعلماء في الصف الاول في هذا المجال .

مباحثات ظريف في بغداد تتناول ثلاثة ملفات
وعلمت إيلاف، أن ظريف سيجري في بغداد مباحثات مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي، ثم يلتقي نظيره العراقي ابراهيم الجعفري ويعقدان مؤتمرًا صحافيًا مشتركًا. وقال المتحدث الرسمي بإسم وزارة الخارجية العراقية أحمد جمال، إن ظريف سيبحث مع القادة العراقيين عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك، في مقدمتها تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين والأبعاد الاقليمية للاتفاق الخاص بالملف النووي الايراني، إضافة إلى التنسيق والتعاون الأمني والاستخباري بين بغداد وطهران وعدد من قضايا المنطقة والعالم.
ومن جهتها، قالت لجنة العلاقات الخارجية إن ظريف سيناقش في بغداد ثلاثة ملفات مهمة، واوضح عضو اللجنة النائب عباس البياتي في مؤتمر صحافي في بغداد أن الملف الاول للمباحثات يتضمن توضيح خلفيات الاتفاق النووي، بين العراق والمجموعة الدولية، "لأن العراق هي الدولة الأكثر استفادةً من هذا الاتفاق لعلاقاته المتميزة مع أميركا من جهة ومع إيران من جهة أخرى"، بحسب قوله.

واشار إلى أن الملف الثاني يتضمن بحث تعزيز العلاقات الامنية في محاربة تنظيم "داعش" وتعزيز الاستقرار الأمني بالمنطقة"، مشيراً إلى أن "الملف الأخير هو البحث في جميع المجالات بين العراق وايران وتعزيز العلاقات الثنائية بين الطرفين".
وكانت الخارجية العراقية رحبت في وقت سابق بما تم التوصل إليه من اتفاق خاص بالبرنامج النووي الإيراني بين دول مجموعة 5+1 وايران .. مؤكدة "أثره الإيجابي الكبير على استقرار المنطقة والعالم" .. ومشيدة "بالجهد الدبلوماسي الواضح الذي بذلته جميع الاطراف في سبيل الحل السلمي لهذا الملف واعتماد لغة الحوار خلال المفاوضات المعنيّة بشأنه" . وأعلنت ايران في 14 تموز (يوليو) الحالي التوصل إلى اتفاق تاريخي بشأن برنامجها النووي مع الدول الست الكبرى بعد مباحثات استمرت اكثر من 10 سنوات.
وأبلغت مصادر عراقية إيلاف أن ظريف يحمل إلى دول المنطقة في جولته الحالية التي تشمل، اضافة إلى العراق، كلاً من قطر والكويت التي زارها امس، رسالة طمأنة لدرء القلق الخليجي من الاتفاق النووي الإيراني بإعتباره "فرصة مواتية لدخول دول الإقليم والجيران في تعاون جديد". ومن جانبها، اعلنت طهران رسميا أن ظريف سيبحث مع محاوريه "نتائج المفاوضات النووية والعلاقات الثنائية وآخر التطورات الإقليمية".
معروف أن العراق يرتبط بعلاقات متقدمة مع ايران توسعت بشكل ملحوظ في شقيها العسكري والاستحباري، بعد دخول تنظيم داعش إلى الاراضي العراقية واحتلاله ما يقارب ثلث مساحة هذا البلد في مناطق غربية وشمالية، حيث زجت ايران بمقاتليها في الحرس الثوري في المعارك التي تخوضها القوات العراقية المشتركة ضد التنظيم.&

وتأتي زيارة ظريف المنتظرة للعراق في وقت تعهد فيه الرئيس الايراني حسن روحاني أمس الأحد بمواصلة دعم اقليم كردستان العراق، وقال إن "أمن وإستقرار أربيل مهمان جداً بالنسبة لنا كما هو أمن كردستان إيران". في اشارة إلى قصف المقاتلات التركية لمواقع حزب العمال الكردستاني في محافظتي اربيل ودهوك العراقيتين الشماليتين.

وأضاف روحاني في كلمة بمدينة سنندج ذات الأغلبية الكردية أن ایران الداعمة للشعوب المظلومة فی المنطقة قادرة من خلال الوحدة والانسجام علی تطهیر المنطقة من دنس الإرهابیین، وأن الشعب الایراني سیدافع عن دهوك واربیل والسلیمانیة وأي أرض أخری تعاني من العدوان والإرهاب فی المنطقة، مشددًا& على أن بلاده جنبت بغداد واربيل السقوط بيد الإرهابيين.
وحول الاتفاق النووي، اكد روحاني استعداد بلاده لمنح دول الجوار أولوية في السياسة الإيرانية بعد الاتفاق النووي، وبما يؤدي إلى فتح الباب نحو علاقات أكثر إيجابية وربما لتأدية دور أكثر تأثيراً .


&