الفقر والجهل والظلم من الاسباب العديدة التي تفسر التطرف الإسلامي، بحسب محللين مجتمعين في دكار لمؤتمر دولي حول السلام والإسلام، ويدعون كحل إلى نشر التعليم وخصوصًا عالم أكثر عدلًا.

دكار: صرح نور الله بوصويري الاستاذ في جامعة ولاية لاغوس لوكالة فرانس برس ان "احد ابرز عوامل التطرف في العالم هو سوء فهم الدين" الاسلامي. وذكر على سبيل المثال نيجيريا حيث تكثف جماعة بوكو حرام الهجمات خصوصا الانتحارية كما في الدول الثلاث الاخرى في حوض بحيرة تشاد (الكاميرون وتشاد والنيجر).

وتحارب القوات النيجيرية منذ 2009 جماعة بوكو حرام التي اعلنت ولاءها في اذار/مارس لتنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا. اضافة الى بوكو حرام وتنظيم الدولة الاسلامية هناك العديد من المجموعات الجهادية في العالم الاسلامي منها تنظيم القاعدة (الذي يضم مجموعات عدة في دول الساحل والمغرب العربي وشبه الجزيرة العربية) وحركة الشباب في الصومال.

وقال بوصويري على هامش المؤتمر الذي ضم بحسب المنظمين في اليومين الماضيين في دكار 500 مندوب من 20 بلدا في العالم ان "بوكو حرام امتداد للفكر الوهابي" الذي يطبق خصوصا في السعودية. وهذا المؤتمر برعاية الرئيس السنغالي ماكي سال والعاهل المغربي الملك محمد السادس نظم بمبادرة من جمعية انصار الدين التي تاسست في السنغال في الاربعينات ثم انتشرت في الخارج بما في ذلك نيجيريا.

وقال بوصويري ان الوهابيين يعتبرون "الطقوس الاسلامية في غرب افريقيا هي للملحدين والكفار". من جهته قال محمد الحنفي الاستاذ في التاريخ والحضارات الاسلامية في جامعة نواكشوط ان "الجهل السبب الاول" للتطرف. اضاف "ان الدين الاسلامي يجذب الافراد، لكنهم غير ملمين به ما يدفعهم الى ارتكاب اعمال يحرمها الاسلام الذي يظنون انهم يخدمونه".

وقال الرئيس سال الاثنين لدى افتتاح اعمال المؤتمر "يسعى متطرفون من كل صوب الى احتجاز العالم رهينة". واضاف "قبل 10 سنوات لم يكن احد يتصور ان انتحاريين سيفجرون انفسهم في نيجيريا. يخاف الافراد التحدث عن الامر لكي لا يتعرضوا لهجوم. انهم مخطئون. المهاجمون يقتنصون الفرص. لا حوار ممكنا مع الارهابيين".

ويبقى السنغال البلد المسلم بنسبة 95% حتى الان في منأى عن عنف الجماعات الاسلامية المتطرفة التي تطال دولا مجاورة مثل مالي التي سيطر جهاديون على شمالها لحوالى 10 اشهر حتى كانون الثاني/يناير 2013.

وفي افريقيا، يغذي التطرف الافارقة ويعتبرون انفسهم اكثر الماما من مواطنيهم المسلمين. وقال الحنفي "يعتقدون ان الاسلام الذي نمارسه غير صالح ويجب اعلان الجهاد علينا". يضاف الى ذلك "الفقر. يمكن التأثير بسهولة على الافراد الذين يعيشون في ظروف صعبة ويتم اعطاؤهم قنابل. يقولون انه ليس لديهم اي شيء يخسرونه لانهم فقراء"، حسب قوله.

والى جانب هذه العوامل، هناك "الانقسامات السياسية" القديمة بعد وفاة النبي محمد والتي "اصبحت ايديولوجية داخل الاسلام مع بعد اتني" كما قالت بندا مبو المؤرخة السنغالية والاخصائية في القضايا الدينية. وقال الحنفي ان "الظلم في العالم سبب اخر. فهو يدفع البعض الى التمرد".

وقال سال الاثنين انه حيال التطرف الاسلامي "يجب بناء سلام اجتماعي من خلال تصحيح التفاوت الذي يغذي مشاعر الاستبعاد". من جهته، دعا الوزير المغربي المكلف الشؤون الاسلامية احمد توفيق الى "اطلاع الشباب على الطابع السلمي للاسلام". وقالت مبو "يجب اصلاح الامم المتحدة من خلال دمج قضايا الدين والترويج لعالم اكثر عدلا من حيث توزيع الثروات". ويرى بوصويري "انه يجب القضاء على الامية والظلم في العالم وايجاد وظائف للشعوب".