تورنتو: يشكل الامن محور حملة الانتخابات التشريعية المقبلة التي ستجرى في تشرين الاول/اكتوبر في كندا، بالنسبة للمحافظين بينما يركز الليبراليون والديموقراطيون الجدد على اصلاح الاقتصاد واتباع سياسة تشجع على حماية البيئة.

واعلن رئيس الحكومة الكندي ستيفن هاربر الاحد حل البرلمان ودعا الى انتخابات تشريعية في التاسع عشر من تشرين الاول/اكتوبر.

ويترأس هاربر الحكومة الكندية منذ العام 2006 وقد دعا الى تنظيم انتخابات بعد اجتماع مع الحاكم العام لكندا ديفيد جونستون، ممثل الملكة البريطانية اليزابيث الثانية على رأس الدولة الكندية العضو في مجموعة دول الكومنولث.

وقال هاربر "التقيت بالحاكم العام الذي وافق على طلبي بحل البرلمان"، مضيفا ان "هذه الانتخابات ستحدد من هو الافضل لاتخاذ القرارات الصعبة لضمان امن بلادنا. الانتخابات العامة ليست عبارة عن تسابق على الشعبية".

وباطلاقه الاحد حملة انتخابية تستمر احد عشر اسبوعا وتعد الاطول في تاريخ كندا، يعول رئيس الوزراء المحافظ ستيفن هاربر على التجربة التي اكتسبها خلال ولاياته الثلاث وحكمه الذي استمر اكثر من تسع سنوات.

اما خصماه توماس مولكير (يسار) وجاستن ترودو (وسط) فينتقدان حصيلة الاداء الاقتصادي لحكومته. وقد سجل الاقتصاد انكماشا في النصف الاول من العام الجاري كما اعلن حاكم المصرف المركزي الكندي ستيفن بولوز. وبما ان هذا الانكماش سجل للمرة الثاني في حكم هاربر، فقد وجدت المعارضة ما تعتمد عليه في حملتها.

وقال توماس مولكير الاحد "سننعش الاقتصاد ونؤمن وظائف للكنديين، هذا على رأس اولوياتنا"، مؤكدا ان هناك "مئتي الف عاطل عن العمل اضافي منذ الانكماس الاخير في 2008". اما ترودو فرأى ان "خطة هاربر فشلت وخطة مالكلير ليست سوى وهم"، في محاولة للابتعاد عن خصميه. ووعد بتأمين "ازدهار الطبقة الوسطى وانعاش النمو الاقتصادي".

وفي اول تجمع انتخابي، استقبل هاربر مساء الاحد في مونتريال من قبل متظاهرين كانوا يدينون السياسة الامنية لحكومته التي مررت في البرلمان مؤخرا قانونا جديدا لمكافحة الارهاب.

وبتذكيره بالهجمات الدامية التي شنها شباب يعتنقون الفكر الجهادي، يقدم هاربر نفسه على انه ضامن للامن. وقال ان "صعود ما يسمونه التيار الاسلامي في الشرق الاوسط (...) يغذي ايضا الحركات الجهادية العنيفة" التي تشكل تهديدا "لحلفائنا ولنا هنا في كندا".

اما مالكلير الذي ينتمي للديموقراطيين الجدد فقد دان "سياسة الخوف" التي ينتهجها المحافظون وقال انه يفضل "سياسة الامل" عليها.

ويلتزم الليبراليون الحذر بشأن الامن. وقد صوتوا على قانون مكافحة الارهاب في الربيع لكن زعيمهم وعد بانهاء ضربات القوات المسلحة الكندية ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق في اطار التحالف الدولي.
وبحسب آخر استطلاعات للرأي، حصل كل من الحزب المحافظ و"الديموقراطيون الجدد" على 32 في المئة من نوايا التصويت، مقابل 25 في المئة للحزب الليبرالي.

وقال غي لاشابيل استاذ العلوم السياسية في جامعة كونكورديا في مونتريال ان "جاستن ترودو هو طوق النجاة للحزب الليبرالي لكنه لا يتمتع بحضور قوي".

ويحاول ترودو التركيز على البيئة ويدين استغلال النفط في مقاطعة البرتا غرب كندا معقل رئيس الوزراء المنتهية ولايته. وقال ان "هاربر يثبت منذ عشر سنوات انه ليس هناك خيار ممكن بين البيئة والاقتصاد".

وقبل اقل من اربعة اشهر على مؤتمر باريس حول المناخ، تشكل مكافحة الاحتباس الحراري وكذلك "حماية المياه والهواء والاراضي" بالنسبة لترودو "اولوية بالغة الاهمية".

وقد بدأت المعركة الانتخابية الطويلة لكن بعض الدوائر يمكن ان تؤمن انتصار فريق على آخر. فالتقسيم الانتخابي يمكن ان يأتي في مصلحة المحافظين. فمن اصل ثلاثين مقعدا اضافيا في البرلمان الجديد هناك ستة في البرتا و15 في اونتاريو (وسط) معظمها لمنطقة تورونتو الكبرى رابع تجمع سكني في اميركا الشمالية يتمركز فيه المحفاظون بقوة.

وقال لاشابيل لوكالة فرانس برس ان "المعركة ستحسم في اونتاريو بالتأكيد"، مذكرا بان "كيبيك هي التي كانت تصنع رئيس الوزراء من قبل".
&