يبرز بوضوح خلال الاسابيع الاخيرة تغير الموازين على الارض لصالح القوات الموالية للحكومة اليمنية الشرعية، بعد التدخل العسكري الميداني المباشر لقوات سعودية واماراتية أعلنت منذ البداية أنها لن تسمح للحوثيين بتهديد الأمن القومي الخليجي.


عدن: باتت القوات الموالية للرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي على بعد مئة كيلومتر جنوب العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون، وذلك بعد ان سيطرت هذه القوات المدعومة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية على غالبية جنوب البلاد، بحسب مصادر عسكرية.

ويبرز بوضوح خلال الاسابيع الاخيرة تغير الموازين على الارض لصالح القوات الموالية للحكومة بعد التدخل العسكري الميداني المباشر لقوات سعودية واماراتية، بحسب محللين لاسيما الخبير في شؤون الامن في الشرق الاوسط مصطفى العاني.

وفي تصريحات نشرتها الصحف الاماراتية الثلاثاء، قال وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية انور قرقاش ان "عملية تحرير عدن" في منتصف تموز/يوليو "اثبتت ان لدينا استراتيجية تستطيع ان تغير الموازين".

وفيما تتابع قوات هادي الضغط شمالا باتجاه صنعاء، قالت مصادر عسكرية متطابقة ان هذه القوات تصعد عملياتها في محافظة اب جنوب صنعاء. وقد سيطرت ايضا على منطقة عتمة التابعة لمحافظة ذمار الملاصقة لمحافظة صنعاء.

وتقع عتمة على بعد حوالى مئة كيلومتر فقط جنوب العاصمة.

وتتصاعد المواجهات ايضا شمال صنعاء في منطقة ارحب بين الحوثيين وقبائل موالية للحكومة المعترف بها دوليا، ما يوحي بامكانية مواجهة الحوثيين مزيدا من المتاعب في الشمال بعد ان كان الموجهات الرئيسة محصورة في الجنوب.

وحققت قوات هادي المدعومة جوا وبرا من قوات التحالف والتي تقاتل باسلحة حديثة زودتها بها دول الخليج، سلسلة انجازات خلال الايام الاخيرة، وطردت الاثنين الحوثيين وحلفاءهم من آخر معاقلهم في محافظة ابين الجنوبية.

وباتت قوات هادي التي يطلق عليها "المقاومة الشعبية" تسيطر على عدن، كبرى مدن الجنوب، ومحافظات لحج حيث قاعدة العند الجوية الاكبر في البلاد، والضالع وابين.

وما زالت محافظة شبوة الصحراوية هي المنطقة الوحيدة التي يسيطر عليها الحوثيون بين محافظات الجنوب اليمني.

وقد صرحت مصادر محلية لوكالة فرانس برس ان محافظ شبوة علي العولقي الذي عينه الحوثيون فر من المنطقة الى وجهة مجهولة فيما اكد سكان ان الحوثيين يزرعون الالغام الارضية في المواقع المهمة في المحافظة.

وتتقدم قوات هادي في المنطقة الوسطى لا سيما في محافظة اب جنوب صنعاء. كما تستمر المواجهات في تعز، ثالث اكبر مدن البلاد والتي تتوجه الانظار اليها كهدف مقبل "للمقاومة الشعبية".

&وقال مصدر عسكري موال لهادي لوكالة فرانس برس ان "قوات المقاومة سيطرت على ست مديريات في اب وتصعد تحركها في المنطقة". واشار المصدر الى استمرار الاشتباكات في المحافظة الجبلية والى "سقوط ضحايا من الطرفين".

ويسود توتر كبير في ذمار شمالا ايضا.

وفي قراءة للتغير الكبير على الارض وتراجع الحوثيين، قال الخبير في شؤون الامن والارهاب في الشرق الاوسط مصطفى العاني لوكالة فرانس برس ان "التدخل المباشر الذي حدث من دول الخليج غيّر موازين القوى بشكل كامل".

واشار الى استخدام "الاسلحة الحديثة الثقيلة" من قبل القوات المناهضة للحوثيين، خصوصا مروحيات الاباتشي التابعة للتحالف.

واكد العاني المطلع على اجواء اروقة صنع القرار في الخليج ان "عناصر ووحدات عسكرية" من دول الخليج، لاسيما السعودية والامارات "ادارت العملية على الارض".

واعتبر انه "لو كان الامر متروكا لليمنيين لوحدهم ما كان تحرير عدن او ابين او اي جزء آخر ممكنا".

كما شدد العاني على ان دخول السعودية والامارات على الارض اضافة الى الغطاء الجوي، "اظهر ان الطرف الاخر كان مصدر قوته عدم وجود (قوة مضادة) حقيقية" وان "قدرة الحوثيين وحلفائهم على الصمود ضعيفة جدا".

وبحسب العاني، فان ايران التي تعد الداعمة الرئيسة للحوثيين لا "تملك على الاطلاق اي قوة على الارض".

وباتت صنعاء الآن هدفا اساسيا للحكومة اليمنية والتحالف اللذين لن يكتفيا بتحرير الجنوب او تعز.

&وقال العاني في هذا السياق "الهدف الحقيقي الآن هو صنعاء (...) لكن قد يحصل اتفاق سياسي قبل معركة صنعاء".

وقد يسعى الحوثيون الى عدم وقوع معركة كبيرة في صنعاء لتأمين عودتهم الى قواعدهم الاساسية في شمال الشمال وبسبب وجود خلافات مع حليفهم الاساسي الرئيس السابق علي عبدالله صالح بحسب العاني.

وكان الحوثيون المدعومون من ايران والمتحالفون عسكريا مع قوات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، انطلقوا عام 2014 من معاقلهم في شمال البلاد في حملة توسعية جنوبا وسيطروا على صنعاء في ايلول/سبتمبر الماضي.

وتوجهوا بعد ذلك الى عدن، ثاني اكبر مدن البلاد، واضطر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الى المغادرة الى السعودية بعدما جعل من عدن عاصمة موقتة لشهر واحد فقط.

وفي 26& اذار/مارس اطلق التحالف العربي الذي تقوده السعودية حملة عسكرية جوية ضد الحوثيين.

وفي الثالث من آب/اغسطس الحالي، انتشر مئات الجنود من دول الخليج الاعضاء في التحالف حول عدن لتأمين كبرى مدن جنوب اليمن.

وتقول الامم المتحدة ان اكثر من 4300 شخص قتلوا في اليمن منذ اذار/مارس نصفهم من المدنيين، بينما يحتاج 80% من سكان اليمن البالغ عددهم 21 مليونا الى المساعدات والحماية.

وقال العاني ان "الملك سلمان والقيادة في ابوظبي لا استعداد لديهم لاي تنازل في قضية اليمن التي يعتبرونها معركة مصيرية" ويريدون "استعادة صنعاء والاعتراف بالشرعية واخراج الحوثيين من السلطة".