بدأ الحلف الحوثي المؤتمري يتفكك بفعل غارات عاصفة الحزم، بعدما ظهر تيار في الحزب يدعو الرئيس السابق علي صالح بفك ارتباطه بالحوثيين ليواجهوا مصيرهم وحدهم.


الرياض: بدأت نتائج عملية "عاصفة الحزم" &تظهر في اليمن على صعيد المشهد السياسي وخارطة التحالفات داخله، حيث بدأ التحالف الحوثي مع صالح يتفكّك.
&
&تحالف يتفكك
&
فقد حاول صالح التملّص من تحالفه السياسي والعسكري مع الحوثيين بعرض مقترحات تضمن سلامته الشخصية مع عائلته ومقرّبيه.
&
وكان خبراء عسكريون أكّدوا أنّ حرب السيطرة النهائية على عدن، التي انطلقت بعد السيطرة على مدينة تعز، دارت بجهد أساسي من قوات خاصة موالية لصالح، التي كانت على وشك الإجهاز على المدينة لولا تدخّل طيران التحالف. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السعودية أسامة أحمد نقلي، الأحد، إن الرئيس اليمني السابق طلب الحوار بعد أن رفضه، وكتب في تغريدة على تويتر: "صالح يطلب الحوار الذي رفضه مسبقًا، بعد أن أسقط في يده"، وأنه "بين مطرقة عقوبات مجلس الأمن وسندان عاصفة الحزم".
&
وجاءت هذه التغريدة بعد أن تعهد صالح في كلمة نقلتها وسائل إعلام تابعة له بعدم الترشح لمنصب رئاسة البلاد أو أحد من أقاربه، بمن فيهم نجله أحمد، قائلًا: "لنذهب إلى الحوار وصناديق الاقتراع ونعدكم أنا وأي أحد من أقربائي بعدم الترشح للرئاسة رغم أنه من حقنا، وليترشح أي مواطن وسنصوت له كما صوتنا لهادي".
&
&فك ارتباط؟
&
وفي السياق نفسه، نقلت وسائل إعلام عن مصادر وثيقة الاطلاع داخل حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يقوده صالح، قولها إن خلافًا حادًا في وجهات النظر طرأ بين الحوثيين والرئيس السابق، منذ انطلاق "عاصفة الحزم". وأضافت المصادر أن ثلاثة وفود من قبل صالح توجهت السبت والأحد من صنعاء إلى صعدة، للالتقاء بزعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي، والتفاوض معه لتقريب وجهات النظر.
&
وبدا الحوثي مستاءً من ظهور صالح الإعلامي، وطلب من الوفد المؤتمري أن يقنع صالح بالسكوت والكف عن التصريحات والمبادرات.
&
كما كشفت المصادر أن خلافًا آخر نشأ داخل الأطر العليا لحزب صالح، حول موقف الحزب من ضربات "عاصفة الحزم" التي طالت مكتسبات عسكرية هامة كانت تحت سيطرة قيادات عسكرية تدين بالولاء للحزب، وأن تيارًا معارضًا برز في اليومين الماضيين، يرى ضرورة "إعلان صالح فك ارتباطه فورًا مع جماعة الحوثيين وتركها تواجه مصيرها لوحدها".

العمليات
&
قصفت طائرات "عاصفة الحزم" فجر اليوم الاثنين مجموعات حوثية بالمشنق والجابري بمحافظة صعدة قرب الحدود السعودية، وقاعدة الديلمي ومواقع عسكرية أخرى في صنعاء، ودمرت قوافل إمداد لجماعة الحوثيين مجهضة عملية نقل أسلحتها خارج صنعاء.
&
وقالت مصادر لفضائية "الجزيرة" إن القصف الصباحي استهدف مواقع في الحديدة على البحر الأحمر تشمل قاعدة الصليف والكتيبة الـ65 دفاع جوي وكتيبة نقطة الشام ومطار المدينة وكتيبة للحرس الجمهوري.
&
وأفادت التقارير بأن مقاتلات التحالف استهدفت مخازن سلاح في تلال خلف معسكر الاحتياط ومحطات الرادار في معسكر الخرافي شرقي صنعاء. كما شن التحالف غارات استهدفت المعسكر ثمانية وأربعين، ومعسكر القوات الخاصة غربي صنعاء.
&
القصف مستمر
&
كما سمع دوي انفجارات فجر اليوم في مأرب، تزامنت مع غارات عنيفة شنتها الطائرات على موقع للدفاع الجوي هناك، وتعرض مقر المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب أيضًا للغارات. ودمرت الضربات آليات رادار تابعة للكتيبة تسعة وثمانين شمال مدينة مأرب.
&
وقصفت طائرات التحالف العربي ليل السبت الاحد مدرج مطار صنعاء، ما تسبب بتعطيله، وفق مصدر ملاحي قال إنها المرة الاولى التي يتعرض فيها المدرج للقصف منذ بدء العملية العسكرية للتحالف في اليمن الخميس الماضي، علمًا أنه تم السبت اجلاء اكثر من 200 من موظفي الامم المتحدة من العاصمة اليمنية جوًا. كما قصفت الطائرات الاحد مقرًا للحرس الجمهوري اليمني المتحالف مع الحوثيين، ما أوقع 15 جنديًا. واكد مصدر طبي أن المستشفى العسكري في صنعاء تسلم جثث 12 جنديًا وادخل اليه 18 جريحًا.
&
وقصف طيران التحالف منصة صواريخ الدفاع الساحلي بمدينة المخاء الساحلية على باب المندب غرب محافظة تعز، بعدما شنت طائرات التحالف العربي غارات عنيفة على المجمع الرئاسي في النهدين وسط صنعاء.
&
مواقع وطرق إمداد
&
ونقلت صحيفة "الرياض" السعودية عن مصدر في قاعدة الديلمي الجوية قوله إن القاعدة تعرضت للقصف مجددًا، "ما أدى إلى تدمير 8 طائرات من نوع ميغ". ونقلت التقارير إصابة الغارات موقعًا في الصباحة غرب صنعاء، واندلاع الحرائق في مخازن سلاح في معسكر كهلان خارج صعدة، وإصابة دفاعات اللواء الأول في صعدة إصابات مباشرة.&
&
كما تم &قطع غالبية طرق إمداد الحوثيين، سواء عن طريق المطارات أو البحر أو البر. وكانت طائرات التحالف ضربت بثلاثة صواريخ الأحد إمدادات للحوثيين من البيضاء إلى بيحان في شبوة.
&
وقالت مصادر عسكرية إن عمار محمد عبدالله صالح، ابن شقيق صالح ووكيل جهاز الأمن القومي السابق، شوهد الأحد في وزارة الدفاع مع القادة الحوثيين، يدير معهم المعارك، وظهر يرتدي بزة قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي السابق).&
&
كمائن
&
وميدانيًا أيضًا، هاجم مقاتلو قبائل شبوة مواقع الحوثيين والقوات الموالية لصالح في بيحان، في مسعى لطرد الميليشيات من المنطقة، ما أدى إلى مقتل 40 من الحوثيين، وأسر 30 منهم، وتدمير أطقم عسكرية والاستيلاء على معدات، بعد الكماشة التي وضعوا فيها جراء دخول قبائل مأرب وانضمامها لتقاتل مع قبائل شبوة ضد الحوثيين الذين توغلوا في بيحان.
&
ونقلت "الرياض" عن مصادر قبلية تأكيدها وقوع اشتباكات عنيفة ليل السبت – الأحد بين مسلحي القبائل وحوثيين يرتدون زيًا أمنيًا في شبوة. وفي شقرة الساحلية بأبين، سيطر مسلحون قبليون على معسكر خفر السواحل بعد يوم من سيطرة الحوثيين عليه، حيث تعرضت 9 حافلات محملة بالحوثيين وطاقمين عسكريين لكمين أثناء قدومها من صنعاء لتعزيز قائد اللواء 35 الذي انشق عنه أفراد وضباط اللواء في مقر المعسكر في تعز ومنعوه من الدخول.
&
استعادوا المطار
&
إلى ذلك، استعادت اللجان الشعبية الجنوبية، الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، السيطرة على مطار عدن وطردت منه ميليشيات الحوثيين المدعومين من قوات عسكرية موالية لصالح. وأكدت مصادر باللجان الشعبية السيطرة على المعسكر، وهرب العناصر الموجودة فيه إلى الشوارع المجاورة.
&
وكانت اللجان الشعبية الجنوبية قد تمكنت مساء السبت من التصدي لقوة عسكرية حوثية قادمة من صبر بمحافظة لحج المجاورة حاولت التقدم لعدن من الجهة الشمالية لدعم عناصرها بالمطار، لكنهم فشلوا وهربوا .
&
واندلعت الأحد معارك بين مقاتلين قبليين ومتمردين حوثيين وحلفائهم قرب منطقة عسيلان النفطية في محافظة شبوة، ما اسفر عن 38 قتيلًا على الاقل، بحسب مصادر أمنية وقبلية، قالت إن المواجهات اندلعت حين هاجم مقاتلون قبليون موقعًا للحوثيين هناك. وقال مصدر امني إن الحوثيين وحلفاءهم خسروا 30 عنصرًا في المعارك التي ادت إلى مقتل ثمانية من افراد القبائل.
&
وأفادت مصادر "العربية" بأن قوات موالية لصالح أصبحت على بعد 30 كيلومترًا شرق عدن، فيما جددت قوات اللواء 33 الموالية للحوثيين قصفها لمساكن المدنيين في الضالع بعد ساعات من قصف مماثل قال مسعفون إنه أوقع ضحايا بين المدنيين.
&
&