بيروت: أعلنت حركة احرار الشام الاسلامية النافذة في شمال سوريا الثلاثاء دعمها مساعي انقرة وواشنطن لإقامة منطقة خالية من تنظيم الدولة الاسلامية في منطقة حدودية مع تركيا.

وقالت الحركة في بيان اصدرته انها "تؤيد مشروع المنطقة الامنة في شمال سوريا بدعم تركي وتنسيق ميداني وسياسي بين الفصائل الثورية"، متوقعة ان يكون له "اثار ايجابية من الناحية الانسانية والعسكرية والسياسية تخدم مصالح البلدين".

وتعد حركة احرار الشام من المجموعات الاسلامية النافذة في شمال سوريا وهي تخوض مواجهات ضد قوات النظام ومقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية. كما تربطها علاقات جيدة مع انقرة.

ويأتي بيان حركة احرار الشام بعد اتفاق كل من تركيا والولايات المتحدة الاميركية في 27 تموز/يوليو على تعزيز تعاونهما العسكري للقضاء على الجهاديين وانشاء منطقة خالية من تنظيم الدولة الاسلامية على قسم من الحدود التركية مع سوريا.

وتأمل انقرة ان تسمح هذه المنطقة الامنة بعودة 1,8 مليون لاجىء سوري من تركيا الى بلادهم.

واعلنت جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) الاحد انسحابها من بعض مناطق المواجهة مع تنظيم الدولة الاسلامية في شمال سوريا، وعزت قرارها الى رفضها اي تعاون مع الخطة الاميركية-التركية.

وتتحالف حركة احرار الشام مع جبهة النصرة في اطار "جيش الفتح" الذي خاض مواجهات ضد قوات النظام في الاشهر الاخيرة وتمكن من السيطرة على مدن ومواقع رئيسية لقوات النظام تحديدا في محافظة ادلب (شمال غرب).

وعلى الرغم من ايديولوجيتها المتشددة، فان حركة احرار الشام على خلاف كبير مع تنظيم الدولة الاسلامية.

واستهدف الائتلاف الدولي بقيادة اميركية مقرات تابعة لجبهة النصرة وحركة احرار الشام في ادلب العام الماضي.

وقال الخبير في شؤون الشرق الاوسط والاستاذ المحاضر في جامعة ادنبره توما بييريه لوكالة فرانس برس ان حركة احرار الشام تعد بالنسبة الى تركيا "شريكا فاعلا وموثوقا به ومسؤولا".

لكنه اوضح ان "واشنطن لا تزال تنظر بارتياب الى حركة احرار الشام، وبالتالي من غير المرجح ان يكون للحركة دور له اولوية" في المنطقة الخالية من الجهاديين مضيفا "تفضل تركيا من دون شك ان تضع في الواجهة مجموعات اقل اثارة للجدل ومجموعات اسلامية معتدلة".

وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ منتصف آذار/مارس 2011 بمقتل اكثر من 240 الف شخص.