لبنان في عين عاصفة التمدّد الداعشي، ويطالب الكثيرون بضرورة رصّ الجبهة الداخلية اللبنانيّة وتوحيدها، لمؤازرة الجيش اللبناني في صدّ أي إمكانية تمدّد لهذا التنظيم إلى داخل الأراضي اللبنانيّة.


ريما زهار من بيروت: يزداد الخطر يومًا بعد يوم من إمكانية وصول تنظيم داعش إلى عمق لبنان، فما مدى صحة هذه المخاوف وكيف يواجهها الداخل اللبناني؟. يعتبر الكاتب والإعلامي عادل مالك في حديثه لـ"إيلاف" أنه منذ قيام ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية، وهذه الظاهرة تنتشر في الدول، والطريقة التي نشأت فيها هذه البيئة الحاضنة في ما يسمى بـ"الإرهاب"، تمثّل منذ اليوم الأول خطرًا دائمًا إلى كل من ينتمي إلى هذه الدائرة، ولبنان دائمًا في عين العاصفة في ما يتعلق بالتعاطي مع داعش".

يضيف مالك: "صحيح أن الجيش اللبناني بالقدر المتوافر لديه، من عتاد وعتيد، حقّق خطوات مهمة في الحد من تمدّد داعش على الحدود اللبنانيّة، لكن حتى الآن، وبحسب معلوماتي، يضيف مالك، ليس سهلًا على داعش أن تخترق الحدود اللبنانيّة، إنما يُخشى من أسلوب اللجوء إلى عوامل أخرى تشكّل خطرًا على الوضع في لبنان، وليس بالضرورة أن يقوم داعش بعمليات زحف عبر الحدود، بل من خلال الاغتيالات وخطف الجنود والعسكريين، لذلك لبنان في عين العاصفة مع تعدّد الجبهات من قبل داعش والنصرة وتنظيمات أخرى، وهذا يمكن أن يصيب إمكانية توسعه نحو الأراضي اللبنانية، والجيش اللبناني يقوم بأعمال هائلة، غير أن خطر التكفيريين كبير، وعلى لبنان أن يكون بغاية الحذر، ما قد يحدث إرباكًا في الجبهة اللبنانية الداخلية، من هنا هي دعوة واقعية لكي يبقى لبنان على بيّنة من التمدّد الداعشي.

رسائل إلى السنّة
مع توجيه داعش لرسائل إلى سنّة لبنان هل برأيك يلقى آذانًا صاغية؟، يرى مالك أن ذلك يدخل ضمن الحرب النفسية التي يتبعها داعش، والأسلوب الذي تعاطت معه جبهة النصرة مع المخطوفين العسكريين يشير إلى محاولة إرباك الوضع الداخلي اللبناني عن طريق تحريض أهالي المخطوفين، وقد لجأت النصرة إلى الابتزاز في هذا الخصوص، والأمر أسوأ بكثير مع تنظيم داعش، وهو أكثر عددًا وعدة ومخططات، يتفوق فيها على كل التنظيمات "الإرهابية"، وهناك خطر دائم من داعش على لبنان، ويجب على الوضع الداخلي في لبنان أن ينتظم، لأنه حاليًا لا يساعد على مواجهة تيارات داعشية، ففي هذه الفترة الوضع الداخلي اللبناني ليس متماسكًا، رغم أن الأمور تستدعي ذلك، لأن الجيش بحاجة إلى تغطية سياسية تؤمّن له ظهره.

شمال لبنان
هل تعني اليوم فرضية سقوط حمص وأريافها بيد داعش أن لبنان مهدّد أيضًا خصوصًا شماله؟، يلفت مالك إلى أن الناحية اللوجيستية يجب أن تؤخذ في الاعتبار، فالمعارك من خلال طبيعة المواجهة القائمة بين كرّ وفرّ، نسمع أحيانًا أن العناصر "الإرهابية" سيطرت على أماكن محدّدة، ثم بعد بضعة أيام أو أسابيع يتغيّر الأمر، وحتى الآن ليست هناك صورة ثابتة وقطعية عن الوضع الذي يمكن أن يتغير من حين إلى آخر، ولكن هذه العملية المستمرة بين الكرّ والفرّ يُخشى أن تتحوّل إلى حالة استفزازية طويلة المدى، الأمر الذي من شأنه أن يحرّك الجبهة الداخلية اللبنانيّة، سواء الجيش اللبناني أو غيره، الذي سيفعل المستحيل لمنع أي اختراق من التنظيمات، وكما ذكرنا الوضع الداخلي اللبناني يبقى غير متماسك، وفيه العديد من العواصف الأمنية والسياسية، ولبنان ليس بجبهة متراصة لمواجهة تنظيم داعش، هذا التنظيم العابر في الدول، ولبنان واحد من استهدافاته، لكي يسهّل عملية إيجاد موطئ له في الأراضي اللبنانيّة.

ويؤكد مالك أن الخوف هو من عدم اللجوء إلى حرب كلاسيكية، لكن الإستعانة بعناصر في الجبهة الداخلية، ومع الفلتان الأمني يُخشى أن ينفذ تنظيم داعش بطريقة من الطرق إلى الداخل اللبناني.

كما يرى مالك أن خطورة داعش تتزايد اليوم خصوصًا مع تصريح الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن الفترة الزمنيّة للحد من المخاطر التي يشكلها تنظيم داعش هي ما بين 3 إلى 5 سنوات، الأمر الذي يشير إلى أن خطر داعش باق معنا في المنطقة لسنوات مقبلة.
&