القاهرة: دعا علماء مسلمون في ختام مؤتمر نظمته دار الافتاء المصرية الثلاثاء الى الاعتدال ومراعاة الاعراف المختلفة للمجتمعات عند اصدار الفتاوى، وحذر من خطورة "الفكر التكفيري" الذي يبيح ارتكاب فظاعات باسم الجهاد.
واتفق المفتين والعلماء الذين حضروا على "انشاء معاهد شرعية معتمدة للتدريب على مهارات الافتاء" والتنسيق في ما بينهم بهذا الشأن.
وقال شيخ الازهر احمد الطيب امام المؤتمر "لستم في حاجة – أصحاب السماحة المؤتمنين على صناعة الفتوى – أن أذكر بأن التساهل في فتاوى التكفير والتفسيق والتبديع، وتصيد الغرائب التي تدعم هذه الفتاوى من تراثنا، قد آل بنا إلى ما ترون من قتل واستحلال للدماء المعصومة باسم الكفر والخروج عن الملة".
واكد البيان الختامي للمؤتمر "ضرورة مراعاة المفتين لتغير الاعراف من بلد لبلد عند مباشرتهم للفتوى وتنبههم إلى خطورة سجب مسائل الماضي الى الواقع الحالي دون التفات الى تغير مناط الاحكام".
وحذر المؤتمر من "خطورة الفكر التكفيري وحتمية مواجهة التطرف والتكفير والتعصب المذهبي وتسليطِ الضوء على معالم الوسطيةِ في الافتاء وأهميةِ التجديدِ في علومِ الفتوى".
وتسعى المؤسسات الدينية الاسلامية التقليدية وعلى رأسها الازهر الى مكافحة الايديولوحيات المتطرفة للجهاديين الذين ينتمون الى مجموعات مثل تنظيم الدولة الاسلامية.
كما ان تأثيرهم في عصر الانترنت لم يعد كما كان من قبل اذ يدخل العديد من المسلمين على مواقع دينية للبحث عن اجابات على تساؤلاتهم.
وشهد العقد الاخير انشاء العديد من القنوات الفضائية الدينية التي يظهر على شاشاتها في كثير من الاحيان رجال دين لم يتلقوا تدريبا في المؤسسات الدينية الرسمية.
ودعا المؤتمر الى "ضرورة بعد مؤسسات الافتاء عن السياسةِ الحزبية".
الا ان الشكر الذي وجهه البيان الختامي للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لرعايته هذا المؤتمر قد لا يقنع المتشككين في استقلالية المؤسسات الدينية الرسمية.
وقال اتش اي هيلر وهو باحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الاوسط ان "الدعوى الى ان يكون هناك مستوى معين (من التأهيل) في مجال الفتوى امر جيد بالنظر الى تدهور مستويات من يتصدون لاصدار فتاوى في العالم الاسلامي".
ولكنه اضاف ان "هناك مسألتين تبقيان: اولا، كيف يمكن توفير مستوى التأهيل المطلوب".
وتساءل هيلر الذي شارك في تأليف تقرير عن هذا الموضوع "ثانيا، اذا كان الهدف هو منع الناس من التأثر بالفتاوى الراديكالية، هل سيكون لهؤلاء العلماء الموالين للسلطة مصداقية لدى هؤلاء الذين يمكن ان تجذبهم الافكار الراديكالية؟".
التعليقات