فيما تشهد المنطقة حراكًا سياسيًا ودبلوماسيًا واسعًا إثر الاتفاق النووي الإيراني وتوسع رقعة الارهاب في المنطقة، انطلقت من بغداد اليوم دعوة إلى قادة الدول العربية المعتدلة لعقد مؤتمر دولي يضع خارطة طريق تحقق الأمن القومي الاقليمي.. فيما أكدت القوات العراقية دخولها جامعة الأنبار بعد اجتياز ثلاثة خنادق متفجرة لداعش وتقدمها نحو وسط مدينة الرمادي.
لندن: قال نائب الرئيس العراقي إياد علاوي إن الاتفاق النووي الاخير بين إيران والمجموعة الدولية 5&+ 1 لا بد وان يصب في منع انتشار اسلحة الدمار الشامل وفي مقدمة ذلك السلاح النووي.. محذرًا من ان النقص في هذا الاتفاق هو اغفال موضوع الأمن الاقليمي والذي اصبح اكثر من ضروري في مرحلة خطيرة من سفر المنطقة.
وأشار علاوي، في تصريح صحافي ارسل إلى&إيلاف، الى أن فرصة تاريخية مهمة للدول الاقليمية ان تبحث بشكل جدي في موضوع الأمن الاقليمي وضمان سلامة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية واعتماد تبادل المصالح كأساس وأن تعتمد المنطقة على حماية نفسها وليس على قوى خارجية.
واوضح قائلا انه من هذا المنطق "فانا ادعو قادة الاعتدال في بلداننا العربية وفي مقدمتها جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية، والمملكة الاردنية الهاشمية ودول مجلس التعاون الخليجي والمغرب لوضع خارطة طريق للمضي قدماً لتحقيق الأمن الاقليمي وعرض ذلك على مؤتمر اقليمي يضم الدول الاسلامية في المنطقة ودول الجوار غير العربية في افريقيا".
وشدد على أن "الوقت قد حان لأن يأخذ القادة العرب المبادرة بتبني هذا التوجه بوضع النقاط على الحروف في القضاء على قوى التطرف والارهاب وايقاف التدخلات في الشؤون الداخلية واحترام السيادة واللجوء إلى الحوار والحلول السلمية بين الدول".
وعلى صعيد آخر، نفى المكتب الاعلامي لعلاوي ما نشرته وكالة الجمهورية الاسلامية الإيرانية للانباء (ارنا) عن نقل المسؤول العراقي رسائل سعودية إلى القادة اللبنانيين.
وأشار المكتب إلى أنّ الوكالة "نشرت جملة معلومات تفتقر إلى المصداقية والدقة والموضوعية لايعرف احد من&اين جاءت بها عن زيارة إياد علاوي الاخيرة إلى لبنان، ننفيها جملة وتفصيلاً ومثل هذا الافتراء متوقع من مؤسسات معادية للنهج الوطني والعربي".
وأوضح ان عدداً من النواب العراقيين والسياسيين قد رافقوا علاوي في زيارته إلى بيروت نهاية الاسبوع الماضي وقد حققت الزيارة الهدف منها بالتأكيد على الدعوة إلى مؤتمر اقليمي يضم كل دول المنطقة العربية والاسلامية عدا سوريا.
وكانت الوكالة الإيرانية (ايرنا) قالت امس السبت إن علاوي غادر بيروت مختتماً زيارة إلى لبنان بعيدة عن الأضواء استمرت عدة أيام أجرى خلالها لقاءات صامتة بلا مواكبات إعلامية مع قيادات ومسؤولين لبنانيين.
وأشارت إلى أنّ علاوي قد التقى في اليومين الماضيين عدداً من السياسيين، بينهم رئيس الحكومة تمام سلام ورئيس كتلة نواب "المستقبل" النائب فؤاد السنيورة، ورئيس الرابطة السريانية حبيب أفرام وانه وضع سلام والسنيورة في أجواء "الردّ السعودي" على الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى.
واضافت الوكالة أن علاوي أبلغ من التقاهم في بيروت أن السعودية تستعد لتسعير المواجهة مع محور "المقاومة" من لبنان إلى العراق إلى سوريا واليمن "لضرب الأجنحة الإيرانية في المنطقة ومنع إيران من ترجمة الاتفاق لصالحها"، وقلب موازين القوى في "الوقت الضائع".
واوضحت الوكالة "أن رئيس ائتلاف الوطنية العراقي اياد علاوي غادر لبنان متوجهاً إلى عمان بعد زيارة لبيروت استمرت أياماً عدة".
القوات العراقية تقتحم جامعة الأنبار وتتقدم لوسط الرمادي
في تطور لافت للقوات العراقية المشتركة في معركتها الحالية لاستعادة مدينة الأنبار عاصمة محافظة الأنبار الغربية من سيطرة تنظيم داعش، فقد تمكنت القوات اليوم الاحد من تحرير جامعة الأنبار بعد اجتياز ثلاثة خنادق متفجرة وتقدمها نحو وسط مدينة الرمادي.
وقال المتحدث باسم العمليات المشتركة العميد يحيى رسول عبد الله الزبيدي في بيان متلفز تابعته إيلاف الاحد، إن قوات جهاز مكافحة الإرهاب دخلت اليوم الاحد إلى مباني جامعة الأنبار في مدينة الرمادي واستطاعت تحريرها من سيطرة تنظيم داعش.
واضاف "يا أبناء شعبنا العراقي العظيم نزف لكم بشرى دخول قوات جهاز مكافحة الإرهاب الأبطال إلى جامعة الأنبار وهم الآن يخوضون معارك تطهيرها من بقايا داعش الإرهابي ورفع المتفجرات وفتح الطرق، ويواصلون تقدمهم باتجاه حي التأميم في مدينة الرمادي".
وأشار إلى أنّه "على الرغم من تحصن عصابات داعش الإرهابية بثلاثة خنادق متداخلة ومتفجرات وأسلاك شائكة واعدت لها مركزا للعمليات داخل الجامعة وادخلت خيرة مقاتليها الا ان ابناءكم في قوات جهاز مكافحة الإرهاب كانوا لهم بالمرصاد ولقنوهم دروسًا لن ينسوها وأذاقوهم مر الهزيمة".
وأكد الزبيدي أن القوات المسلحة العراقية بكل تشكيلاتها تواصل تقدمها باتجاه تحرير مدينة الرمادي.. مخاطبا ابناء محافظة الأنبار قائلا "يا أبناء شعبنا العراقي العظيم، يا أبناء مدينة الأنبار إنها ساعات الحسم في معركة التحرير المقدسة قفوا فيها خلف قواتكم وحشدكم".
ومن جانبه، اكد وزير الدفاع خالد العبيدي خلال لقائه القادة والضباط والمراتب الماسكين بالأرض في قيادة عمليات محافظة بابل (100 كم جنوب بغداد) على "ضرورة ان يكون التقدم بإتجاه العدو مدروساً ومطابقاً للخطط الميدانية والعملياتية لتجنب أية خسائر يمكن ان تلحق بالقوات المسلحة".
وأشار إلى أنّ "إدامة الزخم القتالي للقوات معطى عملياتي مطلوب لإجبار العدو على الانهيار الكلي أمام قطعاتنا، وحيث تدل كل المعطيات الميدانية على ذلك"، كما نقل عنه بيان صحافي لوزارة الدفاع اطلعت على نصه إيلاف اليوم.
وأشاد الوزير بعناصر الجهد الهندسي "مثمناً تضحياتهم الكبيرة ودورهم الفاعل في إحباط مساعي الدواعش بإيقاف زحف قواتنا الباسلة بإتباع أسلوب الهجوم بالسيارات المفخخة وتلغيم الطرق بالعبوات الناسفة حيث تمكن أبطال سلاح الهندسة العسكرية إحباط هذا المسعى".
واستمع وزير الدفاع لدى وصوله قاطع العمليات إلى شرح مفصل قدمه قائد عمليات بابل عن سير العمليات العسكرية المتواجدة في الأنبار وبإتجاه الملعب الاولمبي في الرمادي، كما زار محاور تقدم القطعات العسكرية في المحور الغربي لعمليات الأنبار بإتجاه الملعب الاولمبي وعلى الحافات الأمامية لمدينة الرمادي وعند جسر الكيلو 18.. مشيداً "بالروح المعنوية العالية للقطعات ومثمناً اندفاعها العالي لتحقيق الأهداف المرسومة لها ، مؤكداً أن ما وصلت إليه القوات من أهداف فاق التوقعات والخطط التي أعدتها القيادات العسكرية العليا".
وعلى صعيد التطورات العسكرية في ساحات المواجهة مع تنظيم "داعش"، اعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت مقتل 15 عنصرًا من داعش وتدمير ثلاث عجلات تابعة لهم خلال تقدم القوات الأمنية شرق الرمادي خلال مواجهات واشتباكات اثناء تقدم القوات الأمنية في في محور حصيبة والمحور الشرقي للرمادي. وأضاف جودت أن "القوات الأمنية استطاعت تفكيك 35 عبوة ناسفة و13 منزلاً مفخخًا وتدمير مخبأ للعتاد لتنظيم داعش في قاطع عمليات حصيبة الشرقية شرق الرمادي".
كما اعلنت الاستخبارات العسكرية مقتل 8 ارهابيين بضربات صاروخية في الفلوجة.. وقال مصدر في الاستخبارات ان القوات الأمنية واثر معلومات مفارز الاستخبارات العسكرية وجهت ضربات صاروخية باتجاه مواقع تنظيم داعش الارهابي في منطقة جبيل بالفلوجة، اسفرت عن مقتل 8 ارهابيين وتدمير مستودع كبير للوقود.
وكانت قيادة العمليات المشتركة أعلنت في الثالث عشر من الشهر الحالي انطلاق عمليات تحرير الأنبار ومركزها مدينة الرمادي (110 كم غرب بغداد) بمشاركة جميع صنوف القوات الأمنية والحشد الشعبي وابناء العشائر.
التعليقات