انتهى مؤتمر عقد في بغداد اليوم وخصص لبحث تحرير محافظة الأنبار من سيطرة تنظيم داعش بتبادل للشتائم والضرب بالكراسي.. فيما أكد المحافظ أن المحافظة قد دمرت بشكل شبه كامل ودعا رئيس البرلمان الى الاسراع بتشريع قانون الحرس الوطني وتقديم جميع انواع الدعم لانجاز تحرير محافظتي الأنبار ونينوى.

لندن: عقب انتهاء مؤتمر تحرير محافظة الأنبار الذي عقد في فندق الرشيد في وسط بغداد الاربعاء حدثت مشادة كلامية بين ممثل الحشد الشعبي في الأنبار فيصل العسافي وعدد من شيوخ العشائر بسبب الاعتراض على مشاركة شخصيات شاركت في ساحات الاعتصام التي شهدتها محافظات غربية وشمالية اواخر عام 2012 ضد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي حيث تطورت المشادة الى تبادل الضرب بالايدي والرمي بالكراسي.

وحضر المؤتمر رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ومحافظ الأنبار صهيب الراوي ورئيس مجلس المحافظة صباح الكرحوت ورئيس ديوان الوقف السني عبد اللطيف الهميم اضافة الى عدد من الوزراء والنواب واعضاء مجلس محافظة الأنبار وسفراء وعلماء دين وشيوخ عشائر.

وفي كلمته في المؤتمر فقد اكد محافظ الأنبار صهيب الراوي ان المحافظة قد تدمرت بشكل شبه كامل وقال إن القضاء على داعش يحتم الوقوف صفاً واحداً في كل الميادين والتعامل مع الواقع بهدوء بعيدا عن التهميش".. مؤكدا أن "أهل الأنبار على قلب رجل واحد وماضون في تحرير محافظتهم مهما بلغت التضحيات.

ومن جهته، دعا رئيس مجلس النواب سليم الجبوري في كلمة له الى ضرورة الإسراع بإقرار مشروع قانون الحرس الوطني بشكل عاجل معتبرا ان ذلك سيشكل اللبنة الأساس لحفظ حقوق المقاتلين الذين سيخوضون المعركة الفاصلة ضد تنظيم "داعش".

ودعا الكتل السياسية الى "دعم اقرار هذا القانون مستعجلا كواحد من أهم وسائل الدعم والمساندة ليس لأهل الأنبار وحسب بل لأهل نينوى الذين يعدون العدة بالتزامن مع الأنبار لتحرير محافظتهم من داعش.

وأشار الجبوري إلى أنّ "مسار الإصلاح الذي بدأته الحكومة والبرلمان لا يستثني إصلاح الجهاز الأمني وتجديد خطته وكفاءته والأخذ على يد المسيئين للمؤسسة الأمنية الذين يحاولون الإساءة الى سمعة المؤسسة الأمنية". مؤكدا المضي بدعم هذه المؤسسة وتجديد دمائها وتعزيز قدرتها وإنهاء وجود القادة الأمنيين بالوكالة تنفيذا لوثيقة الإصلاح البرلمانية التي وافق عليها مجلس النواب الاسبوع الماضي وتضمنت 24 بندا للاصلاح.

وشدد على أن "طريق التحرير يتطلب لم الشمل وتوحيد الجهود وتكاتف القوات الامنية المركزية مع القوات المحلية المقاتلة التي ابلت بلاء حسنا خلال أشهر من القتال الشرس رغم قلة الزاد والسلاح حتى أدرك العالم كله ان أبناء الأنبار قادرون مع اخوانهم في القوات الأمنية الداعمة لهم من بغداد على خوض معركة التحرير بعد توفير السلاح والتدريب الكافيين لهذه المعركة التي توشك على البدء بعد استكمال الدعم المطلوب وندفع بقوة المتاحة الى ساحة المعركة التي خضبها أهل الأنبار بدمائهم وقدموا نماذج حية لها في حديثة والبغدادي والعامرية والخالدية والنخيب وغيرها من المدن الصامدة التي قال انها تمثل الصخرة الصلبة والخنجر بخاصرة العدو".

وطالب بـ"دعم لا يتوقف عند تجهيز السلاح او توفير المؤونة بل يتعدى إلى توفير جميع الظروف الموضوعية اللازمة لهذا النصر وفي مقدمها إقرار قانون الحرس الوطني".

وشدد على "ضرورة حشد الجهود ضمن إطار المسؤولية التضامنية التي تسعى إلى الحلول الواقعية والعملية بعيدا عن التمني والتشاكس والتسابق الا بالخير الذي سيعود على الأنبار تحريرا لأرضها وإعادة للنازحين الذين لحقهم الضر في خروجهم من مناطقهم رفضا للعيش في ظل عصابة أرادت لهم أن يكونوا أتباعا وأنى لهم ذلك وهم من وقف في نسخة داعش الأولى تنظيم القاعدة وعيا منهم بمسؤوليتهم الوطنية وإدراكا لحقيقة هذه الثلة المارقة في جانبها الديني".

وقال إن أهل الأنبار هم أهل العلم والتدين ومنها تخرج كبار علمائها الأفذاذ حتى غدت مدنها مثابة للمعرفة والعلم ومنائرها الشاهقة شاهدة على هذا التاريخ الحاضر المشرق.

وكان تنظيم "داعش" قد سيطر على مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار منتصف ايار (مايو) الماضي فيما تعهدت واشنطن التعاون مع الحكومة العراقية لاستردادها واعتبرت وزارة الدفاع "البنتاغون" سقوط المدينة بأيدي التنظيم انتكاسة.