أصبحت الطائرات المسيرة الصغيرة في الآونة الأخيرة، من المخاطر التي تهدد سلامة الطيران، والرحلات الجوية، بعد أن بات المجال الجوي مكتظا بها، نظرا لعدم وجود ضوابط قانونية تتحكم بمسارها.
&
لندن: تسبب سرب من الطائرات المسيرة الصغيرة يوم الأحد الماضي، 16 آب (اغسطس)، بتعطل حركة الطائرات في عموم الولايات المتحدة، على نطاق لم تعرف الأجواء الاميركية مثيلا له من قبل. &
وكانت البداية صباح ذلك اليوم، حين جفل قبطان طائرة ركاب برؤية طائرة مسيرة قرب الجناح الأيسر لطائرته، قبل لحظات على هبوطها في مطار لوس انجيليس الدولي. وبعد اربع ساعات مرت مروحية مسيرة تحت طائرة ركاب أخرى لدى اقترابها من مدرج المطار نفسه. وأبلغ طيارون عن حوادث مماثلة في واشنطن وشيكاغو ومدن أخرى في انحاء الولايات المتحدة. &
&
تعطيل حركة الطائرات
إجمالا سُجلت 12 واقعة تدخلت فيها طائرات مسيرة في مسار تحليق طائرات ركاب أو اقتربت مسافة خطيرة منها، بحسب تقارير لم تُنشر سابقا لإدارة الطيران الفيدرالية.&
وحتى عام 2014 كانت مثل هذه الحوادث غير معروفة. ولكن نتيجة لانتعاش مبيعات الطائرات المسيرة، التي يمكن التحكم بها من الأرض دون ضوابط قانونية، ازدحم المجال الجوي الأميركي بها، مؤدياً الى تعطل حركة الطائرات المدنية الاعتيادية وصداع دائم لإدارة الطيران الفيدرالية. &
وأبلغ الطيارون عن زهاء 700 حادث مع طائرات مسيرة صغيرة حتى الآن هذا العام، بحسب ارقام إدارة الطيران الفيدرالية، أو نحو ثلاثة أضعاف عددها في عام 2014. واعترفت الادارة بخوفها المتزايد من المشكلة وعجزها عن تحجيمها على أقل تقدير. &&

تكتم على التفاصيل
وكانت إدارة الطيران الفيدرالية تتكتم على تفاصيل الحوادث التي وقعت هذا العام، رافضة نشر تقارير تكشف اماكن وقوعها وتواريخها. وحصلت صحيفة واشنطن بوست على مئات التقارير من مسؤول حكومي يرفض السرية في عمل إدارة الطيران الفيدرالية. &
وتبين الوثائق أن الطائرات المسيرة تخترق في أحيان كثيرة فضاءات محروسة حراسة شديدة من المجال الجوي الأميركي. &
كما استمرت الطائرات المسيرة في تعذيب عناصر جهاز الخدمة السرية المسؤولين عن حماية الرئيس الأميركي، بحسب الوثائق. وتتحدث الوثائق عن اقتراب طائرات مسيرة من الرئيس اوباما، حين كان يلعب الغولف في ولاية فلوريدا، وتحليقها قرب البيت الأبيض في واشنطن. ويؤكد احد التقارير أن طائرات سلاح الجو أقلعت لاعتراض طائرة مسيرة كانت متجهة نحو آرلنغتون. &
&
شكوك بفاعلية الاجراءات الأمنية
وفي بداية العام تحطمت مروحية مسيرة في الجهة الجنوبية الشرقية من مجمع البيت الأبيض، وأثار تحطمها مخاوف بشأن فاعلية الإجراءات الأمنية في مقر الرئاسة الاميركية.&
وقال مسؤولون اميركيون ان الكابوس الذي يؤرقهم هو ان يحاول ارهابيون استخدام طائرات مسيرة صغيرة. وكشفت وزارة الأمن الداخلي في تقرير في 31 تموز (يوليو) انها سجلت أكثر من 500 حادثة منذ عام 2012 اقتربت فيها طائرات مسيرة غير مجازة من "مواقع ومنشآت حساسة". &
وتبين تقارير إدارة الطيران الفيدرالية ان طائرات حربية كانت تحلق قرب قواعد عسكرية أو في مناطق عسكرية محظورة أبلغت عن اقتراب طائرات مسيرة مسافة خطيرة &منها في 12 مناسبة على الأقل هذا العام. وفي 10 تموز (يوليو) قال قائد مقاتلة من طراز اف ـ 15 ان طائرة مسيرة حلقت على بعد 50 قدما فقط من طائرته.&

لا طريقة لرصدها
ورغم منع الطائرات المسيرة من التحليق مسافة تقل عن 5 اميال من المطارات أو على ارتفاع يزيد على 400 قدم، فإن وثائق إدارة الطيران الفيدرالية تبين أن الطائرات الروبوتية أصبحت تحلق قرب المدرجات والممرات الجوية المزدحمة.&
وفي غالبية الحالات، تختفي الطائرت المسيرة المخالفة دون أثر، &فهي عادة صغيرة لا يلتقطها الرادار ولا تحمل أجهزة تحدد مواقعها. وبخلاف الطائرات الأخرى، فان هذه الطائرات لا تحمل أرقام تسلسل ولا يُشترط على اصحابها تسجيلها.&
وبحسب وثائق ادارة الطيران الفيدرالية فان غالبية الطائرات المسيرة صغيرة وخفيفة لا يزيد وزنها على بضعة ارطال. ولكن خبراء في السلامة الجوية يؤكدون، انه حتى الطائرات المسيرة الصغيرة يمكن ان تسبب كارثة إذا اصطدمت بمروحة طائرة أو بالزجاج الأمامي أو شفطها محرك نفاث. & &
ولاقت الطائرات المسيرة اقبالا شديدا بين المستهلكين الذين يستخدمونها للترفيه. &وتأتي موديلات كثيرة مجهزة بكاميرات فيديو متطورة، لكن سعرها مع ذلك لا يزيد على 500 دولار، ويمكن استخدامها بقليل من التدريب او حتى بلا تدريب. &
وتقدر جمعية الالكترونيات الاستهلاكية ان يشتري هواة الطائرات المسيرة 700 الف طائرة كهذه في الولايات المتحدة هذا العام. وقال عضو مجلس الشيوخ تشارلس شومر "ان عدد الحالات التي كادت تؤدي الى حوادث كارثية عدد مذهل" واضاف ان وقوع حادث كارثي "ليس إلا مسألة وقت". &
وتعهد شومر العمل في الكونغرس، من أجل قانون يشترط على شركات تصنيع الطائرات المسيرة استخدام تكنولوجيا خاصة تمنعها من التحليق فوق 500 قدم أو قرب المطارات أو في فضاءات حساسة من المجال الجوي. وتعتمد مثل هذه التكنولوجيا على الملاحة الفضائية لتحديد موقع الطائرة المسيرة.&
&