فيما يتوقع توسع دائرة المقاطعة فقد قررت دولتا السويد والدنمارك منع طائرات الخطوط الجوية العراقية من الهبوط في اراضيهما او المرور في أجوائهما.

عبد الجبار العتابي من بغداد: بعد قرار السويد بعدم السماح للطائرات العراقية، بالمرور في اجوائها فضلا عن الهبوط في مطاراتها فقد قررت الدنمارك القرار ذاته، لاسباب ظاهرها يتعلق بشروط السلامة العامة وباطنها التخوف من اللاجئين الذين قد تحملهم الطائرات بدون ان تكون لديهم تأشيرات دخول وهو ما يتسبب في تحمل الحكومتان السويدية والدنماركية اعباء كبيرة وتتعرضان الى مشاكل اجتماعية وامنية.

وكانت النمسا قد فعلت الشيء نفسه مؤخرا للاسباب ذاتها وطالبت بتحسين شروط السلامة على الطائرات ولكن يبدو ان احدا لم يأخذ ذلك بنظر الاعتبار ليجيء القراران السويدي والدنماركي مترادفان.

مواطنون يشكون الخطوط الجوية العراقية

وقال رئيس لجنة الخدمات والإعمار النيابية ناظم الساعدي: إن "أخباراً وردت الى اللجنة حول منع الناقل الوطني العراقي من الطيران في ثلاث دولة أوربية، ولكننا لم نتبين من حقيقة الامر حتى الآن"، مبيناً أن "اللجنة قررت استضافة وزير النقل يوم الأحد المقبل".

وأضاف الساعدي أن "هنالك الكثير من الشكاوى وردت الى اللجنة من قبل مواطنين حول أداء شركة الخطوط الجوية العراقية"، مشيراً إلى أن "جلسة الاستضافة ستطرح مجموعة من الأسئلة منها، معرفة أسباب تأخر وعدم تطوير الشركة فضلاً عن عدم مطابقة الطائرات المواصفات على الرغم من أنها حديثة".

لابد من خطر داهم

فقد أكد حسن السوداني ،كاتب واعلامي عراقي مقيم في السويد، انه ازاء فضيحة تنال من سمعة الخطوط الجوية العراقية، قائلاً: أشعر حاليا بشعور هائل ممزوج بالحزن والغضب لأسباب عديدة، فلا تتصور مدى الفخر وانت ترى اسم الخطوط الجوية التابعة لبلدك في لائحة الإعلان عن الرحلات، فالطائرات العراقية جزء من الهوية الوطنية.

واضاف موضحا: السويد بلد غير معادي للعراق وعندما يتخذ مثل هذا القرار يعني ان هناك خطرا داهما حقيقيا في اجراءات السلامة على متن خطوطنا الجوية او ان ثمة امرا ما فيه خطورة.

وتساءل: ما ذنب آلاف العراقيين الذي يستقلون طائرات الخطوط الجوية العراقية اليوم في داخل وخارج العراق؟ اليست ارواحهم عزيزة علينا وعلى عوائلهم وعلى العراق؟ فكيف يسمح للطائرات بالاقلاع وهي تحمل خطرا حقيقيا؟، واذا كان العراق يمر بازمة مالية خانقة فلا اعتقد بالمرة ان هذه الازمة تشمل الخطوط الجوية التي تتقاضى اجورها بالكمال من المسافرين كما هو حال بقية الخطوط الجوية في العالم؟ بمعنى اخر ان ميزانيتها من المفترض ان لا تتضرر؟

واضاف متسائلا ايضا: ما المسؤولية الاخلاقية لوزارة النقل العراقية ازاء هذه الفضيحة التي ستنال من سمعة الخطوط الجوية العراقية التي كانت ذات يوم في صدارة خطوط الطيران العربية والعالمية؟

وختم بالقول: نرجو من رئيس الوزراء العراقي التدخل الفوري لمنع حدوث اي كارثة في خطوطنا الجوية ،وعليه ان يعرف الاسباب الحقيقية ويعمل على تجنبها سواء كانت لها علاقة بشروط السلامة او بأمور أخرى حتى وان كانت سياسية، فقلوبنا لا تحتمل المزيد من الالم.

الخوف من اللاجئين

من جانبها اكدت السيدة راهبة الخميسي، ناشطة مدنية عراقية مقيمة في السويد، ان السبب يكمن في معاناة السويد من المهاجرين، وقالت: لا علاقة مباشرة بالحكومة السويدية وسلامة العراقيين الذين يطيرون على هذه الخطوط وبالتالي ليست هي المسؤولة عن شروط الصيانة التي تنقص أو تكتمل فيها، أنا أعتقد أن السبب مختلف لكن السويد إستخدمت نوع من الاتيكيت والادب في تبريرها ولم تقلها بشكل مباشر.

وأوضحت: ليس صعباً أن تعرف السويد أوضاع العراق الراهنة بشكل دقيق، وبالتالي هي تتفادى مشاكل من الممكن أن تحصل ومردودها السلبي ينعكس على الدولة السويدية، لربما هم يتوقعون أن الطيارين العراقيين من السهل جداً أن يكونوا مرتشين ويجلبون برحلاتهم أعداداً كبيرة من الناس ويوصلونهم الى السويد بدون حقوق السماح المشروعة بالسفر مقابل مبالغ يتقاضاها الطيار مثلاً أو شركة الخطوط أو جهات عراقية أخرى مسؤولة ويبقى المسافرون هنا في السويد فيطلبون اللجوء وتتحمل الحكومة السويدية عبأهم، ولا انسى ان السويد لاقت الأمرين من المشاكل الكارثية بسبب المهاجرين والمقيمين هنا واصبحت لا تأتمنهم اطلاقاً خاصة بالوقت الراهن، فهي تخاف من مهاجرين يقبلون اليها وهم اصلاً ارهابيون أو داعشيون لانها اصطدمت بقبولها اعداد كان من بينهم من هو منتسب لعصابات ارهابية وقام بعمليات ارهابية وتخريبية في السويد.

واضافت: اما من ناحية منع الطائرات العراقية من المرور في الاجواء السويدية فهذا يجب أن يكون ضمن القرار إستناداً الى قوانين مؤسسات الطيران السويدية، لأنهم عندما يتلقون إستغاثة الطيار المار بأجوائهم سوف يسمحون له قانوناً أن يحط في اراضيهم &لذلك كان هذا تحفظ ملغوم وسري على ما اعتقد.

أسباب قوية

الى ذلك اكد، عماد علي، مواطن عراقي يعيش في السويد، ان الامر مؤسف للغاية، وقال: في العام الماضي نقلت الخطوط الجوية العراقية 18260 مواطنا عراقيا وكان هناك توقع ان يرتفع الرقم هذا العام الى الضعف.

وتابع: نحن نشعر بالحزن حينما لا نستقل طائرات الخطوط الجوية العراقية والاسباب العديدة أهمها غلاء الخطوط الجوية الاخرى وخاصة التركية والنمساوية واضطرارنا للتوقف ساعات طويلة في الترانزيت في الدول التي تمر بها هذه الطائرات، ومنها ايضا انك تشعر بعدم مساواتهم مع بقية خلق الله من الجنسيات التي يتمتع رعاياها بطائرات بلدانهم، مثلا: عندما تبدأ الطائرة بالاقلاع تأتيك التحية من قائد الطائرة بلغة البلد وتوقيت البلد وتقدم لك صحف البلد ومجلات سياحية لاهم المعالم التراثية والسياحية تشعرك بالمثير مع الاعتزاز وخاصة امام أبنائك الذين ولدوا خارج العراق ويعرفونه فقط من خلال ما ترويه لهم ويبدأ شعورهم بتلك الانطباعات مع اول تحية يلقونها في الطائرة، كل ذلك تفقده كعراقي وانت تصعد في اي خطوط اخرى.

وتابع: كانت الخطوط العراقية تأتي للسويد مباشرة بغداد والنجف واربيل، يعني الوصول مباشرة دون اي محطة انتظار لكنها الان انقطعت، القرار صدر (الثلاثاء) وطبق (الخميس)، كانت الطائرة العراقية قبل اليوم تهبط في مالمو وستوكهولم وكوبنهاكن في الدنمارك التي تبعد عن مالمو اقل من نصف ساعة في القطار.

شروط السلامة&

وكان موقع (Iraqi airways الخطوط الجوية العراقية) على الانترنت قد نشر قبل مدة ان (النمسا تمنع طائراتنا من الهبوط في مطاراتها للمرة الثانية)، وعلق على ذلك (هذا ما كنا نحذر منه) وكتب قائلا: قبل كم شهر منعت النمسا طائراتنا من الهبوط في مطاراتها بسبب نقص كبير في وثائق الطائرة مع نقص في الاجهزة الفنية للطائرة ومشاكل اخرى تخص الطاقم (الطيارين تحديداً) ،وقد تدخل السيد الوزير باقر جبر وهو مشكور لانهاء مشكلة النمسا وبالفعل اتفق الطرفان العراق والنمسا على ان تهبط العراقية مرة اخرى في النمسا على ان تعالج جميع المشاكل الفنية والنواقص ومشاكل الطيارين خلال فترة من الزمن!!

واضاف: وقبل حوال اقل من شهر سمعنا خبر مفاده ان طائرات الخطوط الجوية العراقية منعت من الهبوط في النمسا بسبب المشاكل الفنية.

وذكر الموقع 22 سببا ادى الى منع الطائرات العراقية من الهبوط في النمسا، فضلا عن انه نشر الاسماء بالكامل وكشف الاسباب الحقيقية وراء المنع وهي من الغرائب والعجائب التي لا يمكن لاحد تصورها ،ومنها : نقص في مستندات الطائرة وبعض الكتب الفنية وخرائط المطارات ، التدخين في الطائره من قبل الطيارين والحماية والتضييف، عدم المعرفة بكيفية توزيع الاوزان ،عدم الدراية في استخدام الرادار اضافة الى العديد من السلبيات التي سجلت ضد الطيارين وكادت تتسبب في حوادث مميتة.