حذر ناشطون عراقيون السبت، من محاولات جهات متضررة من الإصلاحات الجاري تنفيذها في البلاد، لجر تظاهرات الإحتجاج ضد الفساد إلى العنف، من أجل إفشالها، بعد ان زجوا عددًا من أتباعها في التظاهرات وسط بغداد ليلة امس، في محاولة منهم لاثارة المشاكل.
بغداد: اعتدى عدد من المندسين في تظاهرات الإصلاحات في بغداد، على بعض الناشطين المدنيين والمتظاهرين بالأيدي والاسلحة البيضاء في ساحة التحرير وسط بغداد، الا ان تدخل القوات الأمنية منع اتساع الحادثة، حيث ألقت القبض على المعتدين، وكانت ايلاف حاضرة في موقع التظاهرات، حين قام مندسون بضرب ناشطة بآلة حادة (مقص)، وضرب ناشطين آخرين بالأيدي مما تسبب بأذيتهم، لكن الناشطين والمتظاهرين، لم يتعاملوا مع المندسين بالمثل، للحفاظ على سلمية التظاهرة، فيما تدخلت القوات الأمنية وألقت القبض على المعتدين في حين انسحب الناشطون المعتدى عليهم، وقد ابلغنا الكاتب حامد المالكي، عن قائد عمليات بغداد، القاء القبض على مثيري الشغب في ساحة التحرير وهم الآن على ذمة التحقيق، مؤكدا أن المعتدين بدأوا بالبكاء حينما تم القاء القبض عليهم.
&
المندسون كانوا يرتدون ملابس سوداء ووشاح أخضر على الرأس وقد أكد الاعلامي حسن قاسم أن القوات الأمنية المحيطة بساحة التحرير، صادرت أسلحة بيضاء كانت معدة للإعتداء على المتظاهرين.
وذكر الناشط مصطفى الصوفي ما جرى قائلا: المكان المعتاد للناشطين المدنيين، هو في حديقة الأمة، وتحت نصب الحرية وأمامه، وتحدث شهود عيان عن قيام سيارات تبدو كأنها سيارات خاصة بفصائل الحشد الشعبي، وسيارات حكومية تمت تغطية أرقامها بقطع من الكارتون "بانزال عدد من العناصر بملابس مدنية في منطقة بالقرب من القطع، في الشارع المؤدي إلى ساحة التحرير، هذه العناصر تجمهرت و بدأت بحشر نفسها وسط المتظاهرين المدنيين، في البداية بدأت تلك العناصر بالهتاف "هادي العامري .. قيس الخزعلي"، متجهين إلى وسط ساحة التحرير امام النصب ووسط المدنين وسط دق الدفوف والهتافات نفسها.
واضاف: انسحب جزء من المدنيين باتجاه منطقة السعدون، ولاحقتهم تلك العناصر التي بدأت بالإعتداء على المدنيين، وسحب العلم العراقي الخاص بهم، والاعتداء على الفتيات الواقفات مع المدنيين. فض الشجار بعد ذلك، ومن ثم بدأت اتصالات تصل لبعض منظمي المظاهرة من قبل قيادات من الحشد الشعبي تتبرأ مما يحدث وحدث في الساحة ، إلا أن الأمر استمر بشكل أو بآخر، والاجواء تشنجت مما جعل جزء من المدنيين يقررون مغادرة الساحة والانسحاب وعلى راسهم "أحمد عبد الحسين" وآخرون.
انسحبنا لكن الساحة لنا
من جانبه اوضح الناشط المدني احمد عبد الحسين قائلا: شباب بملابس مدنية هاجموا جماعتنا في التظاهرة. حل الإشكال، لكننا قررنا الانسحاب من التظاهرة فورا.
واضاف: جرت اتصالات من الكتائب والعصائب وردت لي ولحسام الحاج، تتبرأ من هذا الفعل السخيف وتدينه. وتابع: الجيش نزل إلى الساحة، البلطجيون بدأوا ينسحبون. الانسحاب ضروري للحفاظ على جماعتنا. لنا يوم آخر
وختم بالقول: هتافات التحرير باسم الدين ضربونا الحرامية، لنا أيام وأيام مقبلة، الساحة لنا.
&
إعتداء بمقص
اما الناشطة المدنية دينا الطائي فقالت: عرضت الناشطة المدنية السيدة وداد الشمري لإعتداء (بالمقص) من قبل القوى المتأسلمة، التي أغاظها تمدد القوى المدنية، وارتفاع صوت المدنيين المطالبين بدولة مدنية علمانية خالية من الفساد .
واضافت: الإعتداء جاء ضمن سلسلة الإعتداءات التي تعرض لها المدنيون في ساحة التحرير ببغداد ١٤ اب ٢٠١٥ ، من قبل رعاع المتأسلمين الهمج ممن أرادوا تمزيق وحدة الصف المدني، وحرف التظاهرات والقضاء على زخمها بالاعتداء بالهراوات والمقصات والسكاكين على المدنيين العلمانيين.
مجموعة من المرتزقة&
إلى ذلك اكد &المتظاهر سلام موسى: أصبحنا خطر على المتضررين وعلى أحزابهم، فحاولوا اليوم تخريب المظاهرات بزج مجموعة من المرتزقة، وحاولوا تغيير مسار المظاهرات السلمية باعتدائهم واستفزازهم للمتظاهرين والقوات الأمنية، التي كل الشكر قليل بحقها لضبط النفس، ولأن كل استفزازتهم وطرقهم لم تنجح في تغيير مسار المظاهرات، وقد هتفوا باسماء اشخاص، حاول كل منهم ان يهتف لحزبه، ولمن ارسله، وارادوا من التحرير أن تصبح ساحة لتصفية الحسابات بينهم فكل منهم يشتم الاخر وهناك من حاول استغلال اسم الحشد الشعبي ولكن فشلت مخططاتهم الدنيئة.
واضاف: لن توقفنا افعالهم سنستمر من اجل العراق ولن نرفع علم غير علم العراق ولن نهتف لغير العراق.
&
ذبابة زرقاء
اما المتظاهرة حمزية السلطاني فقالت: التظاهرات سلمية نقية كنقاء البرد، الهتافات لمحاربة الفساد، كبار السن والشباب، افترشوا الأرض والنساء تركن بيوتهن واتين إلى ساحة التحرير، لكن بعض الشوائب النتنة المدسوسة من قبل المأجورين لدى السياسين الفاسدين، حاولوا اثارة الفتنة، كانوا قلة كالذبابة الزرقاء.
واضافت: فشلت مساعيهم وخابت اهدافهم، وكانت قواتنا الأمنية كانت أمينة بحق على المتظاهرين الله يحفظها، الله يحفظ العراق.
إحتكاكات متوقعة&
من جانبه علق المحلل السياسي مشرق عباس على ذلك قائلا : التحرير الآن .. ساحة الكرامة، المدنية كانت هناك، المدنيون كانوا هناك، نعم كانت احتكاكات، لكن من قال إن التظاهرات لا تشهد احتكاكات.. تظاهرات التحرير تثبت اصالة هذا الشعب .
واضاف: قالوا ان هناك مندسين حاولوا.. واستهدفوا رموزا مدنية.. نرفض كل ذلك.. لم تكن سوى محاولات بائسة لم تصمد امام جموع المدنيين.. جموع الناس.. اهل بغداد وصوتها ورحيق ازهارها.المدنيون صنعوا لحظة بغداد التاريخية &المدنيون بكل شعاراتهم صنعوها.&
وتابع: كل الشباب الذين تم الاعتداء عليهم هم جزء من هذه المدنية الولادة.. تعرضوا إلى اعتداءات مباشرة وشخصية وكان من الضروري ان لايكونوا في المكان حفاظا على حياتهم .. أما دورهم فهو حاضر في كل التظاهرات الحالية والسابقة واللاحقة .. اهل بغداد كانوا هناك ولم ينسحبوا لان التحرير تحريرهم .. وساحتهم .. والجميع يتفهم انسحاب بعض شبابنا من الساحة. ولا يلومهم احد .
&
&
التعليقات