أهدت روسيا لنشاً بحرياً من طراز "مولينيا" إلى مصر، وهو زورق متخصص في حمل الصواريخ الهجومية، وتسهم صفقات السلاح التي أبرمتها القاهرة مع موسكو ومنها اللنش"مولينيا" في تعزيز قدرات مصر العسكرية، وتنوع مصادر تسليحها جيشها، للخروج من دائرة احتكار أميركا تسليح الجيش المصري. وتضمن هذه الصفقات الحصول على طائرات وصواريخ ودبابات متطورة.

القاهرة:&قررت الحكومة الروسية اهداء مصر أحد لنشات الصواريخ الهجومية من طراز "مولينيا". وقال المتحدث العسكري باسم الجيش المصري، العميد محمد سمير، إن الحصول على اللنش يأتي "في إطار بروتوكولات التعاون العسكري المشترك بين القوات المسلحة المصرية والروسية في العديد من المجالات، وتأكيداً لعلاقات التعاون والشراكة الإستراتيجية بين مصر وروسيا".&
&
وكشف أن "اللنش (الزورق) شارك بطاقمه الروسي في مراسم الإحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة خلال زيارة لمصر في الأيام الماضية".
&
وأوضح أن "لنش الصواريخ الهجومي الروسي طراز (بي32 - مولينيا) من أحدث الوحدات المتطورة في البحرية الروسية، والمزود بالعديد من منظومات التسليح من بينها الصواريخ سطح سطح، والتي تعد الأسرع من نوعها في البحريات العالمية، والمدفعيات متعددة الأعيرة، إضافة إلى أنظمة الإنذار والحرب الإلكترونية الحديثة".
&
وأشار سمير إلى أن اللنش "يعد بمثابة إضافة جديدة لمنظومة التطوير والتحديث لقواتنا البحرية، حيث من المنتظر أن يتم إيفاد مجموعة من الأطقم المصرية إلى روسيا للتدريب على هذا الطراز من اللنشات واستلامه من الجانب الروسي والعودة به إلى أرض الوطن خلال الفترة القريبة القادمة".&
&
ولفت إلى أن "هذه الخطوة تأتي إستمراراً للمواقف الروسية الداعمة لمصر خلال الفترة الماضية، وتطابق الرؤى بين القيادة السياسية لكلا البلدين نحو الحرب على الإرهاب، ودعم جهود الأمن والإستقرار في منطقة الشرق الأوسط".
وبثت وزارة الدفاع المصري مقطع فيديو يظهر زورق الصواريخ "مولينيا" &أثناء تحركه في المياه، حاملاً مجموعة متنوعة من الأسلحة من مدافع وصواريخ. وقالت إن &"اللنش يعد من أحدث الوحدات المتطورة في البحرية الروسية وأنه سيشكل إضافة جديدة لقوات البحرية المصرية".
&
تنويع مصادر تسليح الجيش المصري، والخروج من العباءة الأميركية، الهدف الأهم والأبرز لصفقات الأسلحة التي أبرمتها مصر من دول فرنسا وروسيا، لاسيما أن مصر تسلمت ثلاث طائرات من طراز "رافال" الفرنسية، ضمن صفقة تضم 24 طائرة، كما تسلمت الفرقاطة "برايم" الفرنسية، كما تسلمت ثماني طائرات أميركية من طراز "إف 16"، ضمن المساعدات العسكرية، التي كانت مجمدة.&
&
وقال اللواء نبيل فؤاد مساعد وزير الدفاع الأسبق، لـ "إيلاف" إن حصول مصر على اللنش "مولينيا" وصفقة طائرات "رافال" والفرقاطة "برايم" تعد انتصارا جديدا لمصر في مساعيها نحو تنويع مصادر السلاح، والتأكيد على أنها ليست معتمدة على طرف واحد سواء كانت أميركا أو ألمانيا أو روسيا. وأضاف أن نجاح مصر في تنويع مصادر التسليح من خلال صفقة ضخمة مثل صفقة طائرات "رافال" وصفقات أخرى مع روسيا يعتبر اللنش "مولينيا" بكورتها الأولى، يخرج مصر من دائرة الضغوط الأميركية، ويؤكد أن القاهرة لم تعد تابعة لأي طرف أجنبي.
&
وأضاف مساعد وزير الدفاع الأسبق، أن الهدف من صفقات مصر العسكرية، ليس مواجهة الإرهاب في سيناء فقط، ولكنها تأتي في اطار تحقيق توازن بين القدرات العسكرية المصرية ودول الجوار، ولاسيما إسرائيل وفي الوقت نفسه&بشكل غير مباشر مع دول إقليمية أخرى، ومنها إيران.
&
ولفت إلى أن صفقات تسليح الجيش المصري تأتي أيضاً لدعم التحالف بين مصر ودول الخليج، لاسيما في ظل وجود تحالف عربي مشترك، والبدء في إجراءات بناء القوة العربية المشتركة، معتبراً أن الطائرات والقطع البحرية التي تسلمتها مصر تمثل عدة رسائل مهمة مباشرة وغير مباشرة إقليمية ودولياً.
&
ويعتبر الزورق "مولينيا" باكورة صفقات أسلحة أخرى أبرمت بين مصر وروسيا، تقدر قيمتها بـ 3.5 مليارات دولار، أثناء زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لموسكو في 2014، وتضم صفقات أسلحة مختلفة الأنواع، منها: صواريخ مضادة للجو من طراز "أنتاي – 2500" بـ500 مليون دولار، ويصل مدى قوتها التدميرية لمسافة 2500 كيلومتر، والسرعة القصوى للأهداف الباليستية 4500 متر في الثانية، وعدد الأهداف التي يمكن تدميرها في آن واحد 24 هدفًا. إضافة إلى صفقة صواريخ "S300"، وهي منظومة صواريخ متطورة. وتضم الصفقات أيضاً "زوارق الصواريخ Mi-17"، إضافة إلى صواريخ دفاع جوي قصيرة المدى من طراز "بوك" و"تور إم 1".
&
كما ستحصل مصر على طائرات من طراز "ميج 29 إم"، وهي طائرة مقاتلة نفاثة، متعددة المهام، ويبلغ قيمة الطائرة الواحدة 29 مليون دولار. ويمكن للطائرة حمل أسلحة من طراز "GSh-30" وهي عبارة عن رشاش - عيار 30 مم، وتحمل 150 طلقة ونحو 3500 كيلو غرام من الأسلحة تشمل 6 صواريخ "جو- جو" و"جو- أرض" من محتلف الأنواع.
&
تشمل الصفقات الروسية المصرية، حصول القاهرة على طائرات مقاتلة من طرازات مختلفة، منها: "سو 30"، وهي طائرة متعددة المهام أيضاً، ويمكنها توجيه ضربات إلى أهداف جوية وأرضية وبحرية في مختلف الظروف الجوية. كما أنها لديها القدرة على القيام بدوريات بعيدة المدى، والمتابعة والرصد الراداري، واستخدام الأسلحة الذكية من دون الدخول في منطقة الدفاع الجوي المعادية، وتمتلك قدرة عالية على المناورة، ومهاجمة عدة أهداف في الوقت نفسه، ويمكنها التزود بالوقود جوًا.
&
ويمكن للجيش المصري الحصول أيضاً على طائرة "ميج 35"، وهي مزودة بأجهزة ذات مؤشرات سهمية، مثل لوحات "إل سي دي"، تظهر جميع معلومات الطيران والقتال، وتستطيع مقاتلة "ميج 35" خوض المعارك على المستوى نفسه، سواء ضد الأهداف الجوية أو الأرضية أو البحرية، فهذه الطائرة مزودة برادار "جوك ـ أم أي" الذي يؤمن لها العمل في نظام تصوير خرائط تضاريس المنطقة التي تقاتل فيها.
&
وتتضمن الصفقات الروسية المصرية، الطائرة المقاتلة "سو 30 كا"، التي توصف بـ"مقاتلة السيادة الجوية"، بسبب ما تحتويه من امكانيات عسكرية هائلة، فهي لديها القدرة على حمل الصواريخ الروسية الحديثة، والتعامل مع أهداف أرضية وجوية في الوقت نفسه. وهي إحدى مقاتلات الجيل الرابع من سلالة المقاتلات الروسية، وستحصل مصر على &12 طائرة مقاتلة من هذا الطراز.
&
&وفي ما يخص تعزيز قدرات الجيش المصري في الحرب البرية، تعاقدت مصر مع روسيا على شراء قاذفات "آر بي جي 32"، وهي قاذفات يدوية متعددة العيارات، ولديها القدرة على تدمير غالبية أنواع المدرعات والدبابات، وإصابة وتدمير المنشآت العسكرية.
وستحصل مصر بموجب هذه الصفقات على دبابات من طراز "تي-90"، التي&يعتبرها الخبراء العسكريون أكثر تطوراً من الدبابة "أبرامز" الأميركية.
&