برلين: تزور المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاربعاء مركزا للاجئين، للتعبير عن رفضها اعمال العنف ضد الاجانب، فيما توقفت برلين عن اعادة السوريين الى بلدان الاتحاد الاوروبي التي دخلوا منها، واشادت بروكسل بهذه الخطوة، معتبرة اياها "عمل تضامن اوروبيا".&&

وقد تعرض هذا المركز في هايديناو (ساكس) لتظاهرات عنيفة استهدفت المهاجرين في عطلة نهاية الاسبوع الماضي، ووصفتها المستشارة بأنها "مقيتة". وستكون اول زيارة تقوم بها ميركل الى مركز للاجئين منذ بداية ازمة الهجرة الاوروبية التي يقع على كاهل المانيا القسم الاكبر منها.

واعلنت برلين الثلاثاء انها تخلت عن اعادة السوريين الى بلدان الاتحاد الاوروبي التي دخلوا منها، وهي عمدت الى تطبيق هذا التدبير منذ فترة طويلة بطريقة سرية. وقالت المتحدثة باسم المفوضية الاوروبية ناتاشا برتو في بروكسل "هذه حالة واحدة نحن عل علم بها بين الدول الاعضاء".

واضافت برتو ان هذه الخطوة "تشكل اعترافا بأننا لا يمكننا ترك الدول الاعضاء الواقعة على الحدود الخارجية تتولى وحدها ادارة" التدفق الاستثنائي للمهاجرين، على غرار اليونان او ايطاليا. من جانبها، اعلنت ميركل ان "اوروبا في وضع لا يليق بأوروبا، يجب بكل بساطة قول ذلك"، داعية خلال "حوار مع مواطنين" الى توزيع عادل للاجئين في بلدان الاتحاد الاوروبي.

وفي اعقاب الوصول القياسي الذي بلغ 2100 شخص الى المجر يوم الاثنين وحده، تدفق مئات اللاجئين ايضا الثلاثاء الى الحدود الصربية-المجرية، قبل ايام من الانتهاء المتوقع في 31 آب/اغسطس لبناء سياج معدني من اجل اغلاق هذه الطريق المؤدية الى الاتحاد الاوروبي.

وهؤلاء المهاجرون الذين يسلكون "طريق البلقان الغربية"، اجتازوا الحدود& قرب قرية روشكي المجرية، احدى الاجزاء الباقية من الحدود مع صربيا التي لم تغلق بعد. وقد توقفت رحلتهم الاسبوع الماضي عندما اغلقت مقدونيا حدودها طوال ثلاثة ايام، وصدت المهاجرين بالهراوات.

واكد مهندس معلوماتي عراقي في التاسعة والعشرين من عمره فر من مدينة الموصل هربا من عناصر تنظيم الدولة الاسلامية، "اوقفونا يومين في مقدونيا. اعمال الشغب كانت رهيبة، واستخدمت الشرطة السلاح والغاز المسيل للدموع".

وفي شمال صربيا، وصل اكثر من عشرين حافلة مليئة باللاجئين ليل الاثنين الثلاثاء الى سوبوتيتشا، ثم تابعوا سيرهم مشيا الى المجر، كما ذكر مراسل وكالة فرانس برس هناك. وفي جنوب البلاد، سجل مركز بريشيفو لاستقبال اللاجئين وصول حوالى الف شخص حتى الظهر، كما ذكرت مفوضية الامم المتحدة للاجئين التي احصت اكثر من 700 في الصباح.

وقد عبر اكثر من الف مهاجر الثلاثاء الحدود الالمانية-المقدونية، وفي المساء دخلت سفينة تنقل 2489 لاجئا معظمهم من السوريين، مرفأ بيريه اليوناني آتين من جزيرة لسبوس، بانتظار سفينة اخرى الاربعاء.

ورغم ان موجة الهجرة قد استثنتها، فقد اعلنت بلغاريا انها ارسلت جنودا لتعزيز مراكزها الحدودية الاربعة مع مقدونيا. وقررت النمسا الاستعانة بحوالى 500 جندي لاقامة مراكز ايواء وتوزيع المساعدة الغذائية.

وفي جنيف، اعلنت المتحدثة باسم المفوضية العليا للامم المتحدة للاجئين مليسا فليمينغ، ان "الوضع قد هدأ بعد مشاهد الفوضى الاسبوع الماضي" على الحدود الالمانية-المقدونية، لكنها قالت انها تتوقع ان يرتفع عدد اللاجئين من 1500 الى 3000 يوميا في هذا القطاع.

واضافت ان "كثرا يأتون من بلدان متأثرة بالعنف والنزاع مثل سوريا وافغانستان" ويصلون "منهكين ومصدومين".

وبين كانون الثاني/يناير وحزيران/يونيو، دخل حوالى مئة الف مهاجر غير شرعي الى الاتحاد الاوروبي عبر مقدونيا وصربيا والبوسنة والهرسك وألبانيا ومونتينيغرو وكوسوفو، في مقابل ثمانية الاف في الفترة نفسها من العام الماضي، كما ذكرت وكالة فرونتكس المسؤولة عن الحدود الخارجية لفضاء شنغن.

وتقول فرونتكس ان عدد المهاجرين على حدود الاتحاد الاوروبي بلغ في الاجمال خلال الاشهر السبعة الاولى من هذه السنة، 340 الفا في مقابل 123,500 في الفترة نفسها في 2014.

وفي الاسبوع الاخير وحده، انقذ في البحر المتوسط حوالى 5300 شخص اتى معظمهم من افريقيا جنوب الصحراء، وذلك في اطار عشرات عمليات الانقاذ التي تقوم بها البحرية الايطالية او مهمة تريتون الاوروبية.

وخلال قمة غرب البلقان الغربية المقررة الخميس في فيينا، ستقترح النمسا خطة تحرك من خمس نقاط تنص على تكثيف التصدي لشبكات المهربين، وتوزيع "عادل" للاجئين في بلدان الاتحاد الاوروبي وتشديد التعاون الامني ومساعدة بلدان المهاجرين ووضع "استراتيجية لجوء على الصعيد الاوروبي".

لكن المقرر الخاص للامم المتحدة لحقوق المهاجرين فرنسوا كريبو، اعتبر ان على الاتحاد الاوروبي اعداد سياسية استقبال للاجئين "متماسكة وشاملة" وتحترم حقوق الانسان.
&