سيسمح الاتفاق حول الملف النووي الايراني بفتح صفحة جديدة للعلوم في الجمهورية الاسلامية مع رفع العقوبات التي كانت تعيق هذا القطاع، على ما ذكرت مجلة ساينس الخميس.


واشنطن: أوردت المجلة الاميركية ساينس في عدد خاص صدر الخميس ان القيود التي كانت مفروضة على ايران والرامية بالمقام الاول الى منعها من تطوير القنبلة النووية، كانت تمنع كذلك العلماء من استيراد احفوريات وتنزيل برمجيات الكترونية والاشتراك في مطبوعات علمية دولية وشراء معدات من الخارج.

وبالرغم من هذه العقبات، فان العلم سجل ازدهارا في ايران بحسب الان غودمان رئيس المعهد الدولي للتعليم في نيويورك والذي زار البلاد مؤخرا مع مجموعة من الاساتذة الجامعيين لمحاولة ارساء تعاون مع علماء محليين.

ولفت علي اكبر صالحي رئيس منظمة ايران للطاقة الذرية الى ان اغتيال خمسة اختصاصيين ايرانيين في الطاقة النووية خلال السنوات الاخيرة لم يمنع الجمهورية الاسلامية من مواصلة برنامجها النووي الذي تؤكد انه كان مدنيا وسلميا.

وقال "الواقع ان ذلك اعطى دفعا لنشاطاتنا في المجال النووي اذ قام العديد من الطلاب من اختصاصات اخرى بعد الاغتيالات بتبديل اختصاصهم لدرس العلوم النووية".

واكد وزير العلوم والبحث والتكنولوجيا الايراني محمد فرهادي ان العقوبات "دفعت مجالي العلم والصناعة وقطاع الخدمات على التعاون بشكل مثمر، وهذا ما ارغم العلماء على ان يكونوا خلاقين اكثر".

ولم يكن بوسع العلماء الايرانيين مثلا استيراد الات لكشف الزلازل ما دفعهم الى تطوير اجهزتهم الخاصة.

وتسعى الجمهورية الاسلامية الان الى اقامة المزيد من الشراكات الدولية في مجال البحث وقال فرهادي "اننا ندعو علماء العالم باسره الى اطلاق برامج تعاون مع باحثينا، ايران جاهزة".

ومن المفترض رفع العقوبات بحلول نهاية العام.

وبين المشاريع الكبرى التي تعتزم ايران تنفيذها مستقبلا بناء مرصد فضائي متطور مجهز بتلسكوب بقيمة 30 مليون دولار يفترض ان يتم تشييده خلال اربع او خمس سنوات، وتطوير جهاز مسرع دوراني تزامني (سينكروترون) مخصص لدراسة الجزيئات الاولية.

وهذا المسرع الدوراني التزامني الذي يفترض ان يبدأ بناؤه في 2018 سيكون اضخم مشروع علمي في تاريخ ايران بقيمة تقارب 300 مليون دولار وتعقد عليه امال كبرى.

وراى ديفيد اتوود عالم الفيزياء في جامعة كاليفورنيا في بيركلي ان هذا الجهاز "سيقدم لايران القدرة على خوض العلوم على المستوى العالمي".

واوردت مجلة ساينس من جهة اخرى ان الجمهورية الاسلامية متقدمة على صعيد البحث حول خلايا المنشأ بعد فتوى من المرشد الاعلى عام 2002 اعتبرت الابحاث في هذا المجال مطابقا للشريعة.

وقال علي بريفانلو رئيس مختبر علم الاجنة& الجزيئي في جامعة روكفيلر في نيويورك والمولود في ايران "من الملفت ان ايران لديها قوانين من الاكثر ليبرالية في العالم في ما يتعلق بالابحاث على خلايا المنشأ".

واشارت مجلة ساينس الى ان معهد رويان في طهران الذي انشئ بالاساس لمساعدة الايرانيين الذين يواجهون مشكلات عقر "اصبح مركزا هاما في الابحاث حول خلايا المنشأ، ينشر مئات المقالات ويحقق بعض النجاح في استنساخ حيوانات رغم عزلة البلاد".

وبموجب الاتفاق حول ملف طهران النووي الموقع في 14 تموز/يوليو سيتم تحويل موقع فوردو لتخصيب اليورانيوم الى مركز دولي للابحاث حيث سيعمل خبراء على مشاريع تتعلق بصورة خاصة بالانصهار والفيزياء الفلكية.

وتمثل الميزانية التي تخصصها الحكومة الايرانية للعلوم 3% من اجمالي ناتجها الداخلي لكن "الواقع اقرب الى 0,5%، ما بلغ 1,74 مليار دولار عام 2014" بحسب وحيد احمدي نائب وزير العلوم.

لكن احمدي ابدى تفاؤله بشان المستقبل وقال "انه عهد جديد للعلوم في ايران. اننا ندخل عهد ما بعد العقوبات".