هدد الرئيس الشيشاني قاضية روسية بعد منعها عملًا أدبيًا إسلاميًا، وتحدى المدعي العام الروسي بأن يعاقبه على تهديده لها. وكانت روسيا رأت في الكتاب تهديدًا للعيش المشترك لكونه يمجّد أعراق وقوميات وأديان على حساب أخرى، وحذر رمضان قديروف بأن لا يدفعوه عبر قرارهم التمادي في حظر الكتاب إلى أن يصير مجرمًا.
عبدالاله مجيد: لجأ قديروف إلى مواقع التواصل الاجتماعي لإدانة قرار اتخذته محكمة في منطقة يوجنو ـ ساخالينسك في الشرق الأقصى الروسي أخيرًا بمنع كتاب "الدعاء إلى الله: معناه وموقعه في الإسلام".&وقررت القاضية ناتاليا بيرتشينكو، بحسب الحكم الذي نُشرت نسخة منه على موقع قناة لايف نيوز، أن الكتاب عمل متطرف، لأنه يحوي مقتطفات من القرآن عن "تفوق وامتياز شخص أو جماعات على آخرين، بسبب عرقهم أو قوميتهم أو دينهم". ويعني ذلك منع الكتاب في أنحاء روسيا، بموجب قوانين مكافحة التطرف، المثيرة للجدل فيها.
الرد إجرامي
وقال قديروف إن القاضية بيرتشنكو والمدعي العام الروسي هما "من الخونة والشياطين"، وتوعد بأنه شخصيًا سيتعامل معهما إذا لم يتراجعا عن قرار المنع. وكتب قديروف على موقع إنستغرام "أُطالب بإنزال عقاب قاس بحق الاستفزازيين، الذين أصدروا هذا القرار القضائي، وحاولوا تفجير الوضع في بلدنا. وإذا لم يتعاملوا معهم بالطريقة القانونية المناسبة، فإنهم سيجعلونني مجرمًا في المقام الأول. وأدعوهم شخصيًا إلى الرد، لأنه لا شيء عندي أسمى في هذه الحياة من القرآن".
ورد مكتب المدعي العام الروسي قائلًا إنه "من غير المقبول إهانة القضاة والمدعين العامين"، دافعًا قديروف إلى تشديد اللغة التي استخدمها في بيانه الأول، والإعلان بأن القاضية والمدعي العام "يعملان بصورة مباشرة أو غير مباشرة نيابة عن قوى معادية في الداخل أو الخارج" لإثارة الفتنة بين المسلمين والروس من ذوي الديانات الأخرى.&
&
تضامن أرثوذكسي!
وكتب قديروف على إنستغرام أن القاضية والمدعي العام "من الشياطين والخونة، والذين لا يرون ذلك هم أيضًا من الشياطين. والآن عاقبوني على ذلك، واحملوني على تغيير رأيي!". وقدم الرئيس الشيشاني اعتراضًا إلى محكمة إقليمية أعلى في مقاطعة ساخالين، يقول فيه إن قرار منع الكتاب غير دستوري، لأنه "يحرّض على إشعال فتنة إثنية".
&
ونال موقف قديروف تأييد الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية، التي شجب المتحدث باسمها فسيفولود تشابلن قرار المحكمة بإعلان الكتاب عملًا متطرفًا. ويلاحظ خبراء في حقوق الإنسان أن قوانين روسيا المبهمة والمطاطة لمكافحة التطرف كثيرًا ما تُستخدم ضد الأقليات الدينية وخصوم النظام والإعلام المستقل، وأن عددًا من المواقع الالكترونية المعارضة أُغلقت أخيرًا بدعوى التطرف.
واتفق مراقبون وناشطون حقوقيون عدة، بينهم الباحث اللاهوتي المعروف الشماس أندريه كورايف، مع قديروف، معلنين إدانتهم قرار المحكمة منع كتاب "الدعاء إلى الله" بوصفه قرارًا خاطئًا. ونقلت صحيفة الغاريدان عن سيرغي دميدينكو الخبير في شؤون الإسلام في كلية موسكو العليا للاقتصاد قوله "إن قرار المحكمة اتُخذ على ما يبدو من دون تحليل مناسب".&
&
التعليقات