بدأ جيريمي كوربن بعد انتخابه رئيسا لحزب العمال البريطاني الاثنين معركته ضد حكومة المحافظين بإدانة خطتها للحد من الحق في الإضراب التي سيناقشها البرلمان الاثنين وتثير استياء النقابات.

وقال كوربن في مقال في صحيفة ديلي ميرور الاقرب الى اليسار إن المحافظين "يهاجمون العمال بمشروع قانون سيجعل من الصعب على الموظفين تشكيل نقابة وعلى النقابيين القيام بإضرابات دفاعا عن وظائفهم وأجورهم وتقاعدهم".

ووجد كوربن الذي حقق فوزا ساحقا في انتخابات حزب العمال السبت في مشروع القانون الذي قدمته حكومة ديفيد كاميرون مادة مثالية لفرض خطه واسلوبه ليؤكد انه يساري ومحارب وخصوصا بشأن موضوع يلقى اجماعا داخل حزب يحاول تجميعه من جديد.

وقال زعيم اكبر احزاب المعارضة البريطانية ان "بريطانيا لديها اصلا القوانين النقابية الاكثر تقييدا في اوروبا الغربية"، وذهب الى حد الحديث بشكل غير مباشر عن شبح "دكتاتورية فاشية".

ويتضمن مشروع القانون حول النقابات اصلاحات عدة بينها مراقبة الاموال التي تدفع لها. لكنه يشدد خصوصا الشروط المسبقة لوقف العمل وذلك بعد أسابيع على إضرابين أدّيا الى شلل حركة قطارات الانفاق.

وينص المشروع على ضرورة ان يسبق أي إضراب تصويت تشارك فيه غالبية العمال المعنيين بينما لا يوجد اي نصاب لذلك حاليا. وفي بعض القطاعات التي تعتبر استراتيجية بما فيها النقل، يجب أن يعبر أربعون بالمئة على الاقل من الموظفين عن تأييدهم للاضراب قبل القيام به.

وقال وزير العمل نيك بولز ان "الناس الذين يعملون يحتاجون لمعرفة ما اذا كانوا يستطيعون العيش بشكل طبيعي من دون اي اضطرابات غير مبررة". واضاف ان "هذه الاصلاحات التحديثية ستضمن عدم قيام إضرابات من دون قرار واضح ومؤيد وجديد" للموظفين.

ورأى براين بيل استاذ الاقتصاد في اوكسفورد ان عرض هذا القانون مرتبط بفرصة سياسية. وقال ان "المحافظين يؤيدون تاريخيا تقليص سلطة النقابات لكنهم لم يتمكنوا من التحرك بين 2010 و2015 لانهم كانوا يحكمون في اطار تحالف مع الليبراليين الديمقراطيين الذين لم يكونوا يرغبون في ذلك".

واضاف انهم يحكمون بمفردهم الآن منذ فوزهم الساحق في ايار/مايو الماضي "ويتمتعون بكامل الحرية".

لكنه رأى ان القانون "لن يكون له تأثير اقتصادي كبير"، مؤكدا أن عدد ايام الاضراب في البلاد اقل بكثير من تلك التي سجلت في سبعينات القرن الماضي.

اما النقابات واكبرها قريبة من حزب العمال، فقد اعلنت حالة استنفار ضد هذه التغييرات. ورأت الامينة العام لمؤتمر الاتحادات النقابية (تي يو سي) فرنسيس اوغريدي في هذا المشروع اسوأ هجوم على الحركة النقابية منذ ثمانينات القرن الماضي والسياسة اليمينية لرئيسة الوزراء المحافظة مارغريت تاتشر.

وقالت اوغريدي ان "مشروع القانون يهدد حق الاضراب وسيسمح للشركات بتوظيفات موقتة لكسر الاضرابات وسيفرض قيودا كبيرة على الاضرابات والتظاهرات".

ويأتي ذلك بينما يعقد هذا الاتحاد النقابي مؤتمره وسط أجواء حماسية بعد فوز كوربن.

وادى فوز كوربن الى زلزال حقيقي في عالم السياسة. وقد تطرقت الصحف بشكل واسع الى التعيينات التي قررها لحكومة "الظل" التي يرأسها.

وفي مؤشر الى بقائه وفيا لموقفه ضد التقشف، عين كوربن احد المقربين منه جون ماكدونل في منصب وزير المال في حكومة الظل.

وبما انه يسعى الى لم شمل حزب العمال حيث يشعر ورثة رئيس الوزراء الاسبق توني بلير بخيبة الامل، عين كوربن احد خصومه في السباق لقيادة الحزب اندي بورنام وزيرا للداخلية في حكومة الظل.