سعت كرواتيا الى تخفيف التوتر مع عدوتها السابقة صربيا الجمعة بعد تدخل المفوضية الاوروبية النافذة في نزاع مرير اثارته اسوأ ازمة هجرة تشهدها اوروبا منذ عقود.

وفرض البلدان العدوان سابقا في حرب التسعينيات بعد تفتت يوغوسلافيا، قيودا متبادلة على حركة العبور عبر الحدود بسبب حركة الهجرة الضخمة التي تشهدها منطقة البلقان.

واغلقت كرواتيا جميع معابرها الحدودية مع صربيا باستثناء واحد متهمة بلغراد بتحويل مسار كل المهاجرين، بتواطؤ مع المجر، الى حدودها ما يخلق وضعا يصعب ادارته.

في بروكسل طلبت المفوضية الاوروبية "توضيحات عاجلة" من كرواتيا ما حدا برئيس الوزراء الكرواتي زوران ميلانوفيتش الى الاعلان انه يعتزم رفع قرار اغلاق الحدود مع صربيا.

وقال ميلانوفيتش للصحافيين "نجري مشاورات مكثفة انا وزملائي لكي نلغي اليوم او غدا الاجراءات التي اضطررنا لفرضها" على الحدود.

ومع تواصل عبور الاف المهاجرين واللاجئين في كرواتيا باتجاه شمال اوروبا اعلنت مقدونيا غير العضو في الاتحاد الاوروبي ان الشاحنات التي تحمل لوحات تسجيل مقدونية تأثرت كذلك بالقيود.

وحذر نائب وزير الاقتصاد هريستيان ديليف من انه في حال عدم فتح الحدود قبل الثلاثاء فان مقدونيا وصربيا ودولا اخرى في مجموعة التجارة الحرة في اوروبا الوسطى "ستجتمع للتوصل الى حل".

واشارت الارقام الرسمية الى دخول حوالى 55 الف لاجئ كرواتيا في تسعة ايام من بينهم 8500 يوم الخميس وحده.

ومع بدء موسم الامطار والبرد بدا بعض اللاجئين الذين يرتدي بعضهم ملابس خفيفة التوجه الى مركز اوباتوفاتش الطبي قرب صربيا لتلقي العلاج، على ما ذكرت وسائل الاعلام المحلية.

وبدا الدفق الهائل بعد اغلاق المجر حدودها مع صربيا لمنع اللاجئين من عبور البلاد الى اوروبا الغربية.

حاليا تنقل زغرب بالحافلات جزءا كبيرا من المهاجرين الى الحدود مع المجر، فيما اعلن رئيس وزرائها فيكتور اوربان الجمعة ان بلاده تنوي اغلاق حدودها مع كرواتيا ايضا.

واثار اغلاق المجر حدودها والحواجز التي اقامتها على طول حدودها مع صربيا وجزء من حدود كرواتيا انتقادات كثيفة.

كما اعلنت بودابست الخميس انها بدات انشاء حدود متنقلة على طول حدودها مع سلوفينيا، في اجراء هو الاول من نوعه في منطقة شينغن ذات الحدود المفتوحة في الاتحاد الاوروبي.

واثارت ازمة اللاجئين انقسامات كبيرة في اوروبا، خاصة بين غربها ودول شرقها الشيوعية سابقا، وكذلك بين دول يوغوسلافيا السابقة التي ما زالت علاقاتها حساسة.

وتبادلت صربيا وكرواتيا التصريحات النارية بشكل غير مسبوق منذ حربهما في التسعينيات.

وقارنت بلغراد القيود الحدودية التي فرضتها زغرب "بتلك التي اقيمت في فترة النظام الفاشي (النازي) في كرواتيا" في الحرب العالمية الثانية.

واتهم ميلانوفيتش بلغراد باجراء "صفقة" مع بودابست لارسال جميع المهاجرين الى كرواتيا محذرا من عجزها عن التعامل مع اعداد بهذا الحجم.

&واتفق القادة الاوروبيون في قمة طارئة حول ازمة المهاجرين في ساعة مبكرة الخميس على زيادة المساعدات للدول المجاورة لسوريا حيث لجأ ملايين اللاجئين هربا من النزاع والفظائع التي يرتكبها تنظيم الدولة الاسلامية.

واتفق القادة على تخصيص مليار يورو اضافي (1,12 مليار دولار) للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة وبرنامج الاغذية العالمي، ومساعدة اضافية لتركيا ولبنان والاردن ودول البلقان.

واعلنت المنظمة الدولية للهجرة ان 493 الف شخص وصلوا الى اوروبا منذ مطلع العام.

واضافت ان اكثر من 360 الفا منهم وصلوا اولا الى اليونان، واغلبهم سوريون فارون من الحرب ومتشددي تنظيم الدولة الاسلامية.

كما اشارت الى ان 2873 شخصا لقوا مصرعهم او اعتبروا في عداد المفقودين.