عانت الضالع&كثيرًا من سياسات الإقصاء والتهميش، التي اتبعها نظام صالح، مما ولد الشعور بالغبن والجور لسنوات طويلة، وحين أتت الحرب كان الجميع في خندق واحد للدفاع عن أرضهم ومنازلهم، وكانت المقاومة في جهوزية تامة بمختلف قياداتها وأفرادها.

صنعاء: سطر رجال "المقاومة الشعبية" في محافظة الضالع جنوب اليمن ملحمة بطولية، ويعزو محافظ الضالع فضل الجعدي هذه الانتصارات إلى معاناة ابناء الضالع من الإقصاء والتهميش التي اتبعها صالح تجاههم، ما ولد الشعور بالغبن والجور لسنوات طويلة.&

ويؤكد الجعدي لـ"إيلاف" أن الجبهات في المناطق الحدودية في محافظة الضالع&لا تزال مشتعلة حتى اللحظة، "والضالع مستعدة دائمًا لتلقين ميليشيات الانقلاب الدروس وراء الدروس، والسلطة المحلية والجيش والمقاومة الباسلة على أهبة الاستعداد لأي طارئ".

رأس حربة&

كانت الضالع قبل الوحدة الاندماجية بين شطري اليمن عام 1990 مديرية من مديريات محافظة لحج المجاورة لمدينة عدن، غير أن نظام صالح جعل منها محافظة مستقلة بعد حرب 1994، بضم مديريات الضالع الجنوبية مع مديريات اخرى تتبع شمال اليمن.

ظلت الضالع تشكل رأس حربة في معارضة حكم نظام صالح خلال العقدين الماضيين، وتصدرت نضال الكفاح السلمي الجنوبي المتمثل في الحراك الجنوبي السلمي، وفشل نظام صالح في اخماد الانتفاضات الشعبية فيها، رغم انتهاكات حقوق الانسان التي اقدم عليها النظام، حيث سقط المئات من ابناء الضالع بين شهيد وجريح ومعتقل خلال عشرين عامًا الماضية.

في آذار (مارس) الماضي، شنت الميليشيات الانقلابية وقوات الحرس الجمهوري التابعة لصالح حربها على الشعب اليمني شمالًا وجنوبًا، وبينها محافظة الضالع الجنوبية، غير أن رجال المقاومة الشعبية في هذه المحافظة سطروا ملحمة بطولية تمثلت في الانتصار الكبير الذي حققته في أيار (مايو) بدحر ميليشيات الحوثي الانقلابية وقوات صالح.

بعد حصار استمر عدة اشهر للضالع من قبل ميليشيات الانقلاب، تمكن ابطال المقاومة من شن هجوم الفرصة الاخيرة على معسكر اللواء 33 مدرع ومعسكر الجرباء اللذين يتحصّن بداخلهما الحوثيون وعناصر الرئيس السابق علي صالح، وبعد اشتباكاتٍ عنيفة تمّت السيطرة على المعسكرين واغتنام مضادات طائرات ودبابات مدرعة ومدافع ميدانية ومصفحات وأسلحة متنوعة، وتم القضاء على المئات من العناصر الحوثية وجنود صالح وأسر العشرات منهم. بيد أن اطراف المديريات الشمالية من المحافظة&لا تزال تعيش كرًا وفرًا بين افراد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، والميليشيات الانقلابية وقوات صالح من جهة اخرى.

لهذا انتصرت الضالع&

قال الجعدي إن "جبهات المناطق الحدودية في الضالع&لا تزال مشتعلة حتى اللحظة، والمليشيات تواصل ممارستها للجرائم تلو الجرائم في دمت ومريس وحمك وقعطبه وجبن وتقصف منازل المواطنين ليلاً ونهاراً، وان الشهداء والجرحى يسقطون ولا تزال المقاومة تقدم اروع البطولات والصمود".

أضاف لـ"ايلاف": "الضالع بحجم إمكاناتها تقدم الدعم لتلك الجبهات، وهناك الكثير من أفراد المقاومة الجنوبية سقطوا شهداء وجرحى هناك، تلك المناطق هي جزء من محافظة الضالع وبالتالي نتابع سير المعارك ونتواصل ونوجه وندعم أيضًا".

وعن اسباب انتصار المقاومة الشعبية الجنوبية في الضالع، قال: "الضالع عانت كثيرًا من سياسات الإقصاء والتهميش التي اتبعتها سلطات صنعاء، مما ولد الشعور بالغبن والجور لسنوات طويلة، وحين أتت الحرب كان الجميع في خندق واحد للدفاع عن أرضهم ومنازلهم وكانت المقاومة في جهوزية تامة بمختلف قياداتها وأفرادها، إضافة إلى الحاضنة الشعبية التي قدمت وأعانت الجبهات، وكذلك الدعم والإسناد من دول التحالف العربي، وكل ذلك ساعد على الانتصار".

أضرار ومعاناة انسانية&

استعرض محافظ الضالع في حديثه الخاص مع "إيلاف" اضرار الحرب والمعاناة الانسانية التي خلفتها الحرب في المحافظة قائلاً: "تضررت الضالع كثيرًا وحجم الأضرار كبير جدًا في المنازل والمباني الحكومية والمنشآت الخدمية ودور العبادة والمرافق الصحية والمدارس، بالإضافة إلى ذلك، خلفت الحرب ولا تزال وضعًا إنسانيًا صعبًا، فبالإضافة إلى انعدام الكهرباء حتى اليوم تعاني الضالع تردي الخدمات كالمياه والنظافة والأدوية للأمراض المزمنة، وكذلك الأسر النازحة التي دمرت بيوتها، ونقص الإغاثة، وهناك 1600 جريح&لا تزال حالة بعضهم حرجة ولم يتم ترحيلهم لتلقي العلاج، وهناك 330 شهيدًا&لا تزال أسرهم بلا مرتبات، والأمل معقود على الرئيس والحكومة الشرعية والتحالف العربي بإيلاء الضالع جل اهتمامهم ونثق بقدرتهم على ذلك".

أضاف: "طموحنا كسلطة محلية كبير، واستطعنا أن نعمل الكثير حتى الآن في تطبيع حياة الناس، فقد عادت المدارس والكليات إلى أداء عملها وجميع المكاتب التنفيذية تعمل على قدم وساق، واستطعنا أن نحل كثيرًا من المشكلات وتقديم كثير من التسهيلات والدعم للمرافق الخدمية وأنجزنا استكمال ربط شبكة الكهرباء الداخلية التي دمرتها الحرب، وقمنا بعدة حملات للنظافة، ونحن في تواصل مستمر مع الجهات الرسمية والمنظمات لتحسين الوضع بشكل افضل، وكل ذلك من دون موازنة او نفقات تشغيلية، ولعل اهم الصعوبات هي عدم وجود موازنة تشغيلية حتى اليوم".

وعن مصير الالاف من الكوادر العسكرية والمدنية في الضالع، التي تم ابعادهم عن اعمالهم بعد حرب 1994 من قبل صالح، قال الجعدي: "من لديه القدرة على العمل سنقوم بإعادته إلى عمله، وسنعمل جاهدين على استخراج جميع حقوق من تم إقصاؤهم والمعالجات بهذا الصدد جارية"، داعيًا أبناء الضالع كافة للعمل على الحفاظ على النصر والتعاون في إرساء الامن وعودة مؤسسات الدولة.​