مع تواصل التحرك العالمي لفضّ التوتر بين القوتين الإقليميتين المؤثرتين السعودية وإيران، والاتصالات الكثيفة من جانب واشنطن مع قيادتي البلدين، دعت صحيفة بريطانية بارزة حكومة لندن إلى دعم السعودية في مواجهة إيران.
&
&
&
نصر المجالي: قال مسؤولون أميركيون إن وزير الخارجية جون كيري أجرى اتصالات هاتفية لمرات عديدة مع القادة في السعودية وإيران وحضّهم على تشجيع الحوار بين الطرفين من أجل التوصل إلى اتفاق سلام حول سوريا.
&
وأفاد جون كيربي المتحدث باسم الخارجية الأميركية أن" كيري أكد في اتصالاته، التي شملت محادثات مع ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ووزيري خارجية السعودية عادل الجبير ومحمد جواد ظريف وإيران، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، على أهمية المضي قدمًا من أجل التوصل إلى حلول لقضايا ملحّة في المنطقة".
&
دعم الحوار&
وقال كيربي إن "كيري يسعى إلى إزالة التوتر بين هذين البلدين وتشجيع الحوار بينهما". وأشار إلى أن "من بين ما يتصدر قائمة اهتماماته أيضًا عدم السماح بتعثر أو تراجع عملية فيينا"، في إشارة إلى محادثات في العاصمة النمساوية شارك فيها مسؤولون سعوديون وإيرانيون لمحاولة إنهاء الحرب السورية.
&
وكانت الرياض قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع طهران الأحد، بعدما هاجم محتجون إيرانيون سفارتها في طهران احتجاجًا على إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر.
&
وتتخوف عواصم الدول الكبرى، وفي مقدمتها واشنطن، من أن يؤدي الخلاف بين السعودية وإيران إلى تقويض جهود كيري الرامية للتوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ خمس سنوات.
&
دعم السعودية&
إلى ذلك، دعت صحيفة (ديلي تلغراف) اللندنية، حكومة بريطانيا إلى دعم السعودية في مواجهة إيران"، وقالت في تقرير لها نشرته يوم الأربعاء إنه "في آخر مرة زار فيها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لندن تلقى محاضرة من وزارة الخارجية البريطانية حول حل الخلافات مع إيران. جاء عادل الجبير إلى لندن في الخريف، ليتأكد من نظيره البريطاني فيليب هاموند من أن العلاقات الاستراتيجية طويلة الأمد بين لندن والرياض لن تتأثر بسبب إعادة العلاقات مع طهران".
&
وأضاف كاتب التقرير كون كوغلن أن الجواب الذي حصل عليه الجبير كان هو أن السفارة البريطانية في طهران سوف تستخدم وضعها الجديد وعلاقاتها من أجل مساعدة القوتين الشرق أوسطيتين (إيران والسعودية) على التقارب.
&
الانقسام الحاد&
ويقول الكاتب إن وزارة الخارجية البريطانية لم تفهم جيدًا الانقسام الحاد بين السعودية السنية وإيران الشيعية، ويشير إلى جواب الجبير، الذي قال إن ليست لدى بلاده نية لرأب الصدع مع طهران.
&
وأكد الجبير أنه طالما بقيت إيران تتفاخر بنفوذها المتصاعد في بلدان عربية، كسوريا ولبنان واليمن والعراق، فإن السعودية لن تهدأ حتى تعود الأراضي العربية إلى السيطرة العربية. ويرى الكاتب أن إعدام الشيخ النمر لم يكن سوى بلوغ التوتر القائم بين البلدين أوجه.
&
ويختم الكاتب مقاله بالقول: "إن تحسين العلاقات مع طهران قد يكون خطوة دبلوماسية جيدة، لكن حين نفكر بالدفاع عن مصالحنا فإن الخيار الأكثر صوابًا هو البقاء إلى جانب الحلفاء المجربين كالسعودية".
&
الثناء لا العقاب
من جهتها، قالت صحيفة (التايمز) اللندنية إن المملكة العربية تستحق الثناء لا العقاب، ويتساءل روجرز بويز في مقاله ما إذا كان إعدام السعودية للشيخ النمر "خطأ" وقع مصادفة أم هو محاولة مخططة للفت انتباه الولايات المتحدة ورئيسها باراك أوباما إلى أن الاتفاق النووي الذي وقع مع إيران هو مكافأة للعدو اللدود للسعودية.
&
ويشير الكاتب إلى أنه من وجهة نظر سعودية، فإن إيران تتحدى السعودية في ساحتها الخلفية في قضية النفوذ في المنطقة. ويؤكد المقال أن "القيادة السعودية الجديدة تنظر إلى العالم نظرات أكثر برودًا مما كان سائدًا في عهد الآباء والأعمام، وإذا كان ردع إيران سيتطلب امتلاك سلاح نووي، فليكن".
المصالح البريطانية
وفي مقارنة السعودية بإيران من وجهة نظر المصالح البريطانية، تقول (التايمز) إن السعودية استمعت جيدًا إلى المطالب الغربية وشكلت تحالفًا إسلاميًا من أجل مكافحة الإرهاب الإقليمي، وتحاول تشكيل جبهة موحدة من المعارضة السورية لتشارك في حل سياسي لإنهاء النزاع.
&
في المقابل، تقوم إيران بتوجيه الشيعة في الدول العربية، مثل سوريا والعراق، وتدعم حزب الله، وتنشر قوات إيرانية للدفاع عن نظام الرئيس بشار الأسد. ويخلص الكاتب إلى القول "إن السعودية ليست حليفًا مثاليًا، لكنها عماد أساسي لاستقرار منطقة الشرق الأوسط".
التعليقات