أعلنت وزارة الصحة السعودية اليوم الأربعاء أنه لا يوجد به شبهة جنائية في حادثة حريق مستشفى جازان العام الذي الشهر الماضي وراح ضحيته 31شخصًا، فيما فاق عدد المصابين المائة، مؤكدة تحمل وزارة الصحة المسؤولية عن الحريق لاستلامها المنشأة غير كاملة السلامة.

&
عبد الرحمن بدوي - الرياض: أوضح خالد الفالح وزير الصحة أن حادثة حريق مستشفى جازان العام الذي كان عرضيا لم يكن ليحدث لو صممت المنشأة بمعايير السلامة، مشيراً أنه لا يوجد به شبهة جنائية، كما أكد مسؤولية الوزارة عن الحريق لاستلامها المنشأة غير كاملة السلامة.
&
وأعلن وزير الصحة، أنه سيتم محاسبة بعض المسؤولين في الشؤون الصحية بجازان نظاميا، لوجود تهاون في متابعة أمور السلامة من قبلهم، كما أصدر قرارا بإعفاء المدير العام للشؤون الصحية في جازان من منصبه، ومسؤولين آخرين.
&
وأشار الفالح إلى أن الوزارة ستجري اختبارات للتأكد من سلامة المنشأة وإعداد المواصفات الفنية المطلوبة خلال 8 أسابيع، وذلك لترميم وتأهيل المستشفى، بما في ذلك شبكة إنذار الحريق وإطفاء الحريق، ومتطلبات السلامة الأخرى كافة، لبدء هذه الأعمال بأسرع ما يمكن.
&
وقال خالد الفالح وزير الصحة خلال مؤتمر صحافي اليوم لعرض نتائج تقرير لجنة التحقيق أن الحادث كان نتيجة التماس كهربائي بمحيط قسم الحاضنات داخل الدور الأول بالمستشفى، موضحًا أن العاملين في المستشفى أخلوا جميع المرضى ممن كانوا في الدور الأول الذي يشمل أقسام الحضانة والولادة والنساء والعناية المركزة، إلا أن كثافة الدخان وتصاعده إلى الأدوار العليا قد أديا إلى وقع الوفيات في تلك الأدوار بسبب الاختناق بالدخان.
&
أسباب الحادث
وأشار التقرير إلى أن تصاعد الدخان كان سببا رئيسا في وقوع الوفيات، وذلك بسبب وجود أخطاء هندسية في تصميم المبنى وتنفيذه، حيث لم توفر قطاعات لعزل الحرائق فوق السقف المستعار والتي كانت ستحول دون انتقال الدخان من منطقة إلى أخرى.
&
وكانت العيوب في مواصفات المواد المستخدمة في سقف المبنى، التي احتوت على مادة الفلين المحشو بين أعصاب السقف الخرساني، قد ساعدت على كثافة الدخان، وكذلك رداءة المواد المستخدمة في تمديدات الأكسجين من أعلى السقف وعدم مطابقتها للمواصفات الصحيحة أدى إلى ذوبانها، مما أجج الحريق، كما&ساهم عدم ربط نظام الإنذار عن الحريق بنظام التكييف إلى استمرار التكييف في العمل وزيادة انتشار الدخان في المبنى، وتجري مراجعة كل ما يتعلق بإنشاء وتسلم المبنى، وستتخذ الإجراءات القانونية الصارمة تجاه كل من كان له دور في سوء التصميم والتنفيذ.
&
وتوصلت التحقيقات أيضا إلى أنه لم يكن أي من أبواب الطوارئ مقفل أو موضوع عليه أي سلاسل، كما تبين عدم وجود ما يعيق الوصول إليها، إلا أنه تبين أيضا وجود خلل في أداء بعض أنظمة وأجهزة السلامة في المستشفى كمضخات الحريق ونظام الإنذار، نتيجة لضعف صيانتها والعناية بها،&وبين التحقيق أن «الدفاع المدني» قد استجاب للحادث على الفور، إلا أن تجاوبهم وفاعليته لم يكن بمستوى حجم الحادث، الذي تطلب معدات إضافية من مناطق أخرى في جازان، مما أثر على سرعة التعامل مع الحادث.

تكريم لـ"مصري"
من جانبه أكد الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز، أمير منطقة جازان، ضرورة توفير جميع شروط السلامة على أعلى المستويات في مرافق وزارة الصحة بما في ذلك التصاميم الهندسية والنظم والأجهزة وتدريب العاملين، وضمان اتخاذ كل السبل للحيلولة دون تكرار الحادث الأليم، لافتا أن الدولة ستعوض الضحايا وستكرم من ساهموا في الإنقاذ.
&
وقرر أمير جازان تكريم مقيم مصري الجنسية بمبلغ مالي قدره مليون ريال، ووسام، وذلك لإنقاذه 10 أنفس بحريق مستشفى جازان.وقال إن الدولة ستعوض الضحايا وستكرم من ساهموا في الإنقاذ ونؤكد أهمية تعزيز إجراءات السلامة في المستشفيات، وسنستفيد من تجارب المناطق الأخرى في التعامل مع الأزمات.
&
وشدد، على وجوب الإسراع في تشغيل المستشفى لدوره المهم في الخدمات الصحية بالمنطقة، منوها إلى أنه «من الضروري أيضا توفير الطاقة السريرية اللازمة في هذه المنطقة الغالية من بلادنا ورفع مستوى الخدمات الصحية فيها»، مطالبا بضرورة تعزيز خطط الاستجابة للطوارئ والكوارث في المنطقة، وتوفير متطلباتها كافة من المعدات والتدريب، وإجراء التجارب الافتراضية وغيرها، مؤكدا أن الإمارة ستزيد من تفعيل مركز الطوارئ الموجود فيها، مطالبا جميع الجهات الحكومية المعنية في المنطقة بالتنسيق مع المركز.