توصلت دراسة إلى أن بعض الشعوب تحمل جينات السعادة وعلى رأسها المكسيك، مؤكدة أن الإحساس بالفرح لا يرافق دائمًا امتلاك المال والثروات، ولافتة إلى أن بين السعادة والأمان علاقة عكسية، فكلما انعدمت مقومات الأمن والراحة اخترع المرء وسائل فرح بسيطة من لا شيء تمكنه من مقاومة الشقاء.

&
إعداد ميسون أبوالحب: ربما لا تكون البشاشة والسعادة مجرد حالة نفسية تحددها البيئة المحيطة بالإنسان، بل لها أسباب تتعلق بالهندسة الوراثية، أو هذا ما كشفت عنه دراسة علمية غريبة بعض الشيء، نشرت الخميس 14 كانون الثاني (يناير) الجاري.&
&
توصلت دراسة أجراها باحثون في جامعة فارنا للإدارة في بلغاريا إلى أن بعض الشعوب تحمل جينات خاصة أسمتها الدراسة "جينات السعادة"، لاسيما شعوب أميركا اللاتينية، وعلى رأسها الشعب المكسيكي.&

انعدام الأمن
لاحظ الباحثون أن السعادة والفرح عندما يكونان في شكل طبيعة شعب كامل، فلا بد أن يكون الأمر مرتبطًا بالجينات التي يحملها هذا الشعب. وقال الباحثون إن السعادة لا ترتبط دائمًا بالثروة التي يملكها المرء أو باستقرار البلد، والدليل على ذلك أن سكان نيجيريا يعتبرون أنفسهم أسعد من الألمان.&
&
وقال ميخائيل مينكوف من جامعة فارنا، وأحد المشاركين في وضع الدراسة، "الشعور بالسعادة والاسترخاء وبمزاج جيد لا يعتمد على مدى ازدهار البلد أو الأمان المنتشر فيه". أضاف "في الواقع لاحظنا أن بين السعادة والإحساس بالأمان علاقة عكسية. فمن المعروف أن سكان منطقة شمال أميركا اللاتينية والدول الأفريقية في جنوب الصحراء الكبرى هم أسعد الناس وأكثر الشعوب استرخاء، رغم انتشار الجرائم وارتفاع معدل السرقات فيها، مقارنة ببقية أنحاء العالم".&
&
نشرت هذه الدراسة في مجلة دراسات السعادة، وهي تؤكد أنها المحاولة الأولى لإظهار وجود سبب جيني يفسر طبيعة شعب ما. واعتمد مينكوف وزميله ميخائيل هاريس بوند من جامعة بوليتكنيك في هونغ كونغ على نتائج مسح القيم العالمي، الذي يصنّف مستوى السعادة بين المشاركين فيه.

سعادة المكسيك&
لاحظت الدراسة أن أكثر الشعوب سعادة في العالم هم أهل المكسيك، ويعقبهم سكان كولومبيا، ثم فنزويلا والأكوادور في مستوى واحد، بعد ذلك يأتي النيجيريون وسكان هونغ كونغ والصين وتايلندا وتايوان والأردنيون والعراقيون. والشعوب الأخيرة أقل إحساسًا بالسعادة بشكل عام.&
&
سكان شمال أوروبا يحتلون مرتبة وسطى بين السعداء وغير السعداء، لكنهم أسعد من سكان جنوب أوروبا وشرقها، علمًا أن الباحثين أخذوا في الاعتبار مكونات هذه الشعوب الإثنية والاختلافات القائمة بينها.&
&
عزا الباحث مينكوف السعادة أو التعاسة إلى الجينات. وقال إن شعوبًا تواجه ظروفًا بيئية قاسية تحتاج عوامل داخلية، تساعدها على المقاومة والبقاء، من هنا جاء تصنيف سكان المناطق الإستوائية وشمال أوروبا، رغم أنه أقر أيضًا بوجود عوامل أخرى تتدخل في هذا التصنيف. ولاحظ الباحث أن الروس وسكان أستونيا مثلًا لا يُعتبرون من السعداء في الأرض، ورجّح أن تكون أوضاعهم الاقتصادية والسياسية هي السبب.&
&