height=360

قال كتاب إن الخاسر الأكبر من هذا الصراع السني الشيعي هو القضية الفلسطينية

الصراع المذهبي السني الشيعي في المنطقة كان من أبرز ما تناوله كتاب في صحف عربية صادرة السبت. وقد حذرت بعض الصحف من أن الصراع المذهبي في المنطقة قد يقود إلى حرب طائفية "تأكل الأخضر واليابس".

ورأى بعض الكتاب أن هذه الطائفية قد أنهت الصراع العربي الإسرائيلي، وأن القضية الفلسطينية هي أكبر الخاسرين.

"حرب سنية شيعية"

في صحيفة الدستور الأردنية، يذهب ماهر أبو طير إلى القول بأننا "لم نعد على مشارف حرب، بل في وسط نيرانها"، مستشهدًا بما يدور من صراع في العراق واليمن وسوريا.

ويضيف الكاتب أن هناك تجاذبا إقليميا بين تركيا وإيران "الأولى تريد وكالة السنة، والثانية تريد وكالة الشيعة، والعرب هنا مجرد ملحق لقوى إقليمية، مجرد ملحق ستصبح قيمته بعد قليل صفرا مكعبا".

ويمضى أبو طير إلى القول: " نحن وسط حرب سنية شيعية بكل ماتعنيه الكلمة، وهي حرب لاتجد أحدا، إلا ويصطف مع أحد طرفيها، لأسباب مذهبية، والتراشق بالكلام الرديء، والاتهامات، يغرق الأجواء والفضاء الإلكتروني، وأصحاب الرأي الوسطي منبوذون ولامكان لهم عند أحد الطرفين".

وتعليقا على ما يدور في العراق من تزايد للصراع الطائفي، ولاسيما بعد تفجير مساجد للسنة في ديالى، يقول داود البصري في صحيفة الشرق القطرية إن "العراق يقف اليوم على أعتاب مرحلة هي الأخطر في تاريخه المعاصر، لكونها تحمل تحديات واضحة تمس الوجود العراقي ذاته وتتجاوزه لتغيير طبيعة وشكل الصراع في الشرق القديم".

ويطالب البصري المجمتع الدولي والدول الكبرى بـ "كبح جماح الفتنة السوداء وإطفاء نيرانها المشتعلة بشراسة وعدوانية رهيبة".

ويحذر الكاتب من أن هذه النيران الطائفية "ستلتهم المنطقة بأسرها إن لم يتم التعامل معها بحكمة ودراية"، وكذلك يحث القوى العراقية على البدء "بحوار وطني مسؤول يتجاوز الطائفية والعشائرية وهي المهمة الأصعب في الزمن العراقي الصعب".

"إسدال الستار" على القضية الفلسطينية

في صحيفة الشروق الجديد المصرية، يعتقد ناجح إبراهيم - القيادي السابق في الجماعة الإسلامية - أن الصراع السني الشيعي هو "الوحيد الذي أنهى الصراع العربي الإسرائيلي إلى غير رجعة مع بقاء احتلال إسرائيل للقدس والمسجد الأقصى والضفة الغربية وسط حالة مستعصية من الغباء السني والشيعي وحالة نادرة من الذكاء الإسرائيلي الذي استطاع السيطرة على المنطقة العربية التي قدمناها له على طبق من ذهب دون مجهود يذكر منه".

ويضيف إبراهيم أن هذا الصراع جاء كذلك "وسط حالة من الخسائر الفادحة في كلا المعسكرين السني والشيعي والمعسكر الإسلامي والعربي ومكاسب متزايدة للمعسكر الإسرائيلي وكل خصوم العرب والمسلمين".

وتحت عنوان "ابتهاج في إسرائيل لفتنة السنة والشيعة"، تناول عبدالعاطي محمد في صحيفة الوطن القطرية مقالا نشر في صحيفة هأرتس الإسرائيلية للكاتب بسرائيل هرئثل ونقلته صحيفة القدس العربي تناول فيه الحرب بين السنة والشيعة في الشرق الأوسط.

ويقول محمد إن ما تريده إسرائيل من وراء هذه الصراعات المذهبية في المنطقة "هو إسدال الستار الآن وليس غدًا على نهاية مؤلمة للصراع العربي الإسرائيلي تعلن انتصار إسرائيل المطلق".

وفي صحيفة الأهرام المسائي المصرية، يصف جميل جورجي ما يحدث في المنطقة من صراع طائفي ومذهبي بأنه "إحدى خطوات ومراحل المخطط الصهيوني" الذي يهدف - بحسب رأيه - إلى "تفتيت المنطقة العربية وهدم نظمها السياسية والتخلص من القوى الإقليمية فيها والتي يمكن أن تقف حجرة عثرة أمام تحقيق أحلامها".

ويرى جورجي أن الطائفية كانت "المحرك" للصراع السياسي في بعض دول المنطقة، "ومن هنا يأتي الخلاف بين السعودية وإيران كأحد المراحل المتقدمة في ذلك الصراع لكي يتم توسيع نطاق عمل الطائفية ما بين الشيعة والسنة".

ويحذر جورجي من أن الخلاف بين السعودية وإيران يمكن أن يكون "الشرارة في اندلاع صراع طائفي جارف لحرب طائفية مدمرة تأكل الأخضر واليابس"، وستكون فيه "إسرائيل هي الطرف الرئيسي في ذلك الصراع وصاحبة المخطط لاحتلال المنطقة وإقامة دولة إسرائيل الكبرى".