اعتبر النقيب إسلام علّوش، الناطق الرسمي باسم جيش الاسلام، في لقاء مع "إيلاف"، أن نظام بشار الأسد فرّط بالمساحة الأكبر من قراره، وجعلها بأيدي الميليشيات، وذلك لتمسكه بالحل الأمني والعسكري ضد الثورة.


بهية مارديني: بعد مقتل زهران علوش قائد "جيش الاسلام" في الغوطة قرب دمشق، يحدد قائد بارز عدة ثوابت لجيش الاسلام أولها أنه سيظل ملتزمًا بالثورة ومبادئها، وأن قتال "جيش الاسلام" لداعش سيبقى استراتيجية عامة لن تتغير.

وأكد النقيب اسلام علّوش الناطق الرسمي باسم "جيش الاسلام" أن مؤتمر الرياض لتوحيد المعارضة السورية نجح في ردم الهوة بين فرقاء المعارضة بجناحيها السياسي والعسكري، وأنه يرفض وبشكل قاطع أية محاولة لتقسيم سوريا، مشددًا على أن جيش الاسلام سيبقى يحارب قوى الاجرام والطغيان.

كما عبر علوش عن أسفه لأن بعض الدول "تريد أن تسيطر على القرار دون الاكتراث لمصلحة الشعب السوري".

وجيش الإسلام عبارة عن اندماج أكثر من 55 لواء وفصيلاً مسلحًا، بدأ بنواة فصيل عسكري باسم "سرية الإسلام"، ثم تطوّر مع ازدياد أعداد مقاتليه ليصبح "لواء الإسلام"، وفي 29 أيلول (سبتمبر) 2013 أعلن عن توحّد عشرات الالوية والفصائل في كيان "جيش الإسلام" الذي كان يعد وقتها أكبر تشكيل عسكري معارض، وكان يقوده زهران علوش قبل أن ينضم هذا الجيش إلى "الجبهة الإسلامية" التي كان يشغل فيها علوش منصب القائد العسكري العام قبل مقتله.

ويتكون الجيش إداريًا من مجلس قيادة و26 مكتبًا إداريًا و64 كتيبة عسكرية، وانتشر في مناطق كثيرة من سوريا وقد شارك في كثير من العمليات العسكرية في مختلف المدن السورية.

واعتبر النقيب اسلام علّوش الناطق الرسمي باسم جيش الاسلام في لقاء مع "إيلاف" أن النظام الأسدي قد فرّط بالمساحة الأكبر من قراره، وجعلها بأيدي الميليشيات، وذلك لتمسكه بالحل الأمني والعسكري ضد الثورة والثوار.

وقال إنّ الثورة السورية "تخضع لضغوط كبيرة تجبرها أحيانًا على فعل ما لا تريد لوجود حلفاء وداعمين مترددين لها، وعلى الرغم من كل هذا مازال الثوار في سوريا ملتزمين بثورتهم ومبادئها، ويقاتلون لتحقيق أهدافها في نصرة شعبهم أمام كل قوى الظلام والإرهاب كالنظام وداعش وغيرهما".

وحول توقعاته بخصوص العام الحالي وقد انتصف شهره الأول وسط تعقيدات كثيرة، يقول علوش: "من الصعب الاستقراء والتنبؤ بالأحداث، لكن تتجه الأمور لسيطرة بعض الدول على القرار بما يحقق مصالحهم، دون الاكتراث لمصلحة الشعب السوري وأجندته في إرساء العدالة والحقوق".

النظام وايران

يؤكد علوش أن "جيش الاسلام" سيبقى يقاتل قوى الاجرام والطغيان التي تسفك الدم السوري، وهي الأسد وحلفاؤه".

وردًا على سؤال حول مكامن قوة الثورة السورية اليوم ونقاط ضعفها، اعتبر أن "قوة الثورة السورية تكمن في أنها تعبر عن الحق في مطالبة المستضعفين لحقوقهم التي سلبت في عهد حكم الأسد وزمرته، فهؤلاء المستضعفون كل الذي يحصل لهم الآن أفضل من وضعهم الذي كان تحت ظلم الأسد وقمعه لهم، فلذلك سوف يستمرون في نضالهم وكفاحهم إلى أن يشاء الله"، على حد تعبيره.

أما نقاط ضعفها، فأبرزها بحسب علوش: "مقارنة بتاريخ الثورات، لا يوجد داعم دولي حقيقي لها (الثورة)، يتبناها على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية وغيرها، وحتى المؤسسات الدولية العالمية لم تستطع استصدار قرار يدين المجرم واخضاعه لمحاكمة عادلة، والسماح له عمليًا بقتل أكبر عدد متاح من السوريين، طبعا لا ننسى هجرة الكثير من العقول وتركهم لثورة شعبهم".

تقوية الضعف

وعن& السبيل إلى تقوية الضعف وتعزيز القوي من الثورة، يقول علّوش إن "القوي سيبقى معززًا لمعرفتنا بإصرار الشعب السوري المنقطع النظير"، أما الضعف فإننا" ندعو العقول السورية للعودة إلى وطنهم وننتظر من المجتمع الدولي أن يتخذ خطوات حقيقية في تجريم الإجرام الذي تقوم به عصابة الأسد في سوريا".

وحول مدى امكانية "سورنة" القرار، يقول "الأمر يعتمد على مدى الدعم الحقيقي من دول المجتمع الدولي للشعب السوري وثورته وجدية جعل القرار في أيدي السوريين وحدهم لا غيرهم".

الائتلاف

وحول الائتلاف الوطني السوري المعارض وتقييمه له، يقول إسلام علوش: "الائتلاف مؤسسة ثورية اعترفت بها الكثير من الدول وحاولوا جاهدين ليخدموا السوريين، وأطلقت مبادرات لردم الهوة بينهم وبين باقي مؤسسات الثورة، لكن وضع التحاصص الذي يعيشه الائتلاف أدى إلى اصابته بترهلات ادارية كبيرة وضعف في اتخاذ القرار مما انعكس سلبًا على الساحة السورية".

يضيف: "لا ننسى الوضع العام الذي تعيشه مؤسسات الثورة ومن ضمنها الائتلاف من غياب للدعم الدولي لها على كافة الأصعدة".

ويشير إلى أنّ الإئتلاف، و"حتى يكون الائتلاف أو غيره من مؤسسات الثورة ممثلاً حقيقيًا للثورة يجب أن يتضمن النسب الحقيقية للقوى الثورية ضمنه لا أن يكون مبنيًا على الايدلوجيات والمحاصصات وغيرها".

مؤتمر الرياض

وردًا على سؤال: هل قضى مؤتمر الرياض لتوحيد المعارضة السورية على انقسامات الثوار؟ اعتبر علّوش أن مؤتمر الرياض نجح في "ردم الهوة بين فرقاء المعارضة بجناحيها السياسي والعسكري".

وعبّر عن أمله في "أن تتوحد كل أطياف الثورة ضمن جسد واحد لتخفيف آلام الشعب السوري ونحقق مراده وأهدافه من الثورة".

الاسلاميون والثورة

وعن الاسلاميين وعلاقتهم بالثورة، ردّ بداية بآيات من القرآن الكريم "وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ& هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ& فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ& فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ".

ثم أضاف: "كثير من الناس لا يعلم الفرق بين المسلمين والاسلاميين، فالمسلمون هم الذين يدينون بدين الاسلام، والاسلاميون هي لفظة اطلقت من قبل اعداء المسلمين وذريعة لتشويه سمعتهم، وربطوها بالقتل والارهاب "داعش مثلا"، كل هذا حتى يمارسوا الإرهاب الفكري على أبناء المسلمين وليمنعوهم من المطالبة بحقوقهم".

وأضاف "بعد كل هذه المقدمة الطويلة التي أردت بها تبيين الفرق بين الاسلاميين والمسلمين، نقول إننا في سوريا معظم أهل البلد مسلمون ويطمحون لنيل حريتهم وحقوقهم في اعتناق دينهم دون أن يقاتلوا أو يعذبوا أو يضطهدوا أو أن يتعرضوا للتمييز نتيجة لمعتقدهم".

وتابع: "ان كان المقصود بالاسلاميين داعش... فإننا في جيش الاسلام سيبقى قتالنا لداعش استراتيجية عامة نتخذها لمنعهم من القضاء على أبناء سوريا، ولن نسمح لهم بأن يقضموا الثورة أو أن يمسكوا بقرار سوريا المعارضة".

الكرد والتقسيم

وعن القرار الكردي السوري وملف الدولة الكردية والتقسيم الذي ُيطرح بين وقت وآخر، يقول علوش: "نحن كنا قد وقعنا مبادئ الثورة الخمسة وهي وحدة التراب السوري وإسقاط نظام الأسد وتفكيك أجهزته الامنية خروج القوى الأجنبية ورفض وجود الجنود الأجانب والحفاظ على هوية سوريا ورفض تقسيمها، وعليه فإننا نرفض وبشكل قاطع أية محاولة للتقسيم".