تنتظر الأوساط البريطانية، قرارات صارمة من جانب رئيس الحكومة ديفيد كاميرون بهدف مواجهة التشدد وتحصين الشباب من السقوط في أحضان الجماعات المتطرفة.

نصر المجالي: في خطوة مثيرة، عبّر رئيس الحكومة البريطانية عن دعم الحكومة الكامل لأي قرار محتمل تتخذه المدارس أو المحاكم أو أي مؤسسة عامة في منع ارتداء النقاب.

وقالت صحف لندنية، الثلاثاء، إن مثل هذه الخطوة تعتبر بمثابة دعوة للمستشفيات والبلديات ومراكز الشرطة لفرض القيود المثيرة للجدل على ارتداء غطاء الرأس (الحجاب).

واعتبر نواب في مجلس العموم موقف كاميرون الجديد، خطوة إلى الأمام في قضية ظلت تخضع لجدال ساخن ممتد منذ عشر سنوات على الساحة البريطانية حول حظر أغطية الوجه في الظروف التي تكون فيها الناس في الاتصال وجهًا لوجه مع الهيئات العامة.

وتقول الصحف البريطانية إن قرار منع النقاب قد يُطبق على موظفي القطاع العام التي تخدم الجمهور أو النساء خلال زيارة المباني التي تديرها الدولة.

استراتيجية

وفي تقرير لها، قالت صحيفة (ديلي تلغراف)، الثلاثاء، في السنوات الأخيرة، كانت هناك صفوف ضخمة حول ما إذا كان الحجاب&محظوراً عندما يكون الناس في قفص الاتهام في المحكمة، أو الأطفال يذهبون إلى المدرسة مع وجوههم مغطاة.

وتقول الصحيفة إن الحكومة البريطانية تستعد لإعلان سلسلة من الإجراءات تهدف إلى منع المسلمين البريطانيين من تبني الأفكار المتطرفة أو السفر إلى الشرق الأوسط للانضمام إلى جماعات إرهابية مثل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.

ومن بين هذه الاجراءات تجريم عملية فصل النساء عن الرجال في البنايات العامة، كتلك التي تقوم بها بعض المنظمات الإسلامية في إجبار النساء على الجلوس في أماكن منفصلة.

منع المراهقين

كما ستعلن وزيرة التربية، نيكي مورغان، عن خطط لدفع المدارس على المساعدة في منع سفر المراهقين إلى الخارج للقتال في صفوف الجماعات الجهادية مثل تنظيم الدولة الإسلامية.

ويجب على المدارس في الإجراءات الجديدة أن تبلّغ المجالس المحلية عندما يتغيب الطلبة عن المدرسة من دون عذر واضح، كما يجب تشجيع الآباء المسلمين على اتخاذ إجراءات للتأكد من عدم تورط أبنائهم بتبني أفكار متطرفة.

كما أعلن كاميرون عن أن عشرات الآلاف من النساء المسلمات سيواجهن أمر الإبعاد من بريطانيا ما لم ينجحن في اختبارات اللغة الأنجليزية بعد مجيئهن إلى بريطانيا بتأشيرة الالتحاق بأزواجهن.

اجراءات

وتناولت صحف أخرى مثل الغارديان والتايمز، إجراءات رئيس الوزراء الجديدة لمكافحة التطرف، والتي تتضمن أيضا تخصيص مبلغ 20 مليون جنيه استرليني لمساعدة نحو 190 ألف امرأة مسلمة في انكلترا، ممن لا يجدن اللغة الانكليزية، على تعلمها، حيث يشترط بعد عامين ونصف أن ينجحن في اختبارات اللغة الانجليزية إذا أردن البقاء في بريطانيا.

وقال تقرير لصحيفة (التايمز) في هذا الصدد إن هناك انتقادات وجهت إلى رئيس الوزراء البريطاني لا سيما في أوساط الجالية المسلمة.

وتقول الصحيفة إن هذه الانتقادات جاءت بعد أن كشف عن أن كاميرون قام في العام 2011 بقطع تمويل صفوف تعليم اللغة الانجليزية الأساسية، وكان ذلك جزءًا من تخفيضات واسعة بلغت 160 مليون جنيه استرليني من ميزانية تعليم اللغة الانجليزية للمهاجرين في السنوات الأخيرة.