فرضت وزارة الداخلية التونسية حظرا للتجوال الثلاثاء في مدينة القصرين القريبة من الحدود مع الجزائر، وذلك عقب اشتباكات عنيفة بين محتجين يطالبون بالشغل وقوات الأمن.
إسماعيل دبارة من تونس: أعلنت وزارة الداخلية التونسية في بلاغ إطلعت "إيلاف" على نسخة منه&فرض حظر التجول في مدينة القصرين، وذلك بداية من الساعة السادسة مساء&حتى الساعة الخامسة صباحا ابتداء من يوم الثلاثاء".
وشهدت محافظة القصرين ولليوم الثالث على التوالي احتجاجات واشتباكات بين شباب عاطل عن العمل، وقوات الأمن، وتشير صور ومقاطع فيديو بثها نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي إلى وقوع اصابات في صفوف الشباب المحتج، في حين تتحدث أنباء عن اصابة 14 شخصا.
وتعهد شباب غاضب من محافظة القصرين في اتصالات هاتفية مع مراسل "إيلاف" بمواصلة التظاهر رغم الاعلان عن فرض حظر&&التجوال.
واتهموا قوات الأمن بالاعتداء "المجاني والهمجي على متظاهرين سلميين يطالبون بالشغل وبمعرفة الحقيقة في حادثة انتحار شاب من القصرين".
وتصاعدت التحركات الاحتجاجية في المدينة مؤخرا للمطالبة بتوفير مواطن الشغل وتحسين ظروف العيش، وقد زادت حدة المواجهات الثلاثاء بين المحتجين والأمنيين والعسكريين سيما في محيط مقر المحافظة والشوارع الرئيسية للمدينة التي تشكو التهميش.
وتأتي هذه الموجة من الاحتجاجات، على خلفية حادثة مقتل الشاب رضا اليحياوي، الذي توفي السبت الماضي، متأثرا بإصابات بليغة جراء تعرضه لصعقة كهربائية، بعد صعوده على أحد الأعمدة الكهربائية للاحتجاج على حذف اسمه من القائمة الإسمية التي أصدرتها السلطات الجهوية بخصوص انتداب موظفين جدد.
وفي 2015، بلغت معدلات البطالة في تونس 15.3 بالمئة مقارنة بنحو 12 بالمئة في 2010. وحوالى ثلث العاطلين عن العمل في تونس هم من حاملي المؤهلات الجامعية.
وكان رئيس الحكومة، الحبيب الصيد، قرر إقالة المعتمد الأول لمحافظة القصرين، "تبعا للملابسات التي&لحقت بضبط قائمة العاطلين عن العمل في ولاية القصرين، والتعاطي مع الملف الإجتماعي لأصحاب الشهادات العليا ووفاة الشاب رضا اليحياوي"، بحسب بلاغ لرئاسة الحكومة.
وقبل الظهر، تجمع نحو 500 شخص بحسب مراسل فرانس برس وألف وفقا لمسؤول في وزارة الداخلية، امام مقر المحافظة هاتفين ان "العمل حق من حقوقنا".
وقال المسؤول في الوزارة "قام بعضهم برشق الحجارة في حين صعد آخرون الى سطح المقر فعمدت الشرطة الى تفريقهم مستخدمة الغاز المسيل للدموع".
من جهته، قال والي القصرين الشاذلي بو علاق لفرانس برس ان " 14 شخصا نقلوا الى المستشفى لاصابتهم بجروح طفيفة".
واعلنت وزارة الداخلية عصرا فرض حظر التجول في "القصرين بين السادسة مساء والخامسة صباحا بداية من تاريخ اليوم 19 كانون الثاني/يناير".
وقال المسؤول في الوزارة ان الوضع كان "مستقرا" منتصف اليوم لكن بعض السكان قطعوا احدى الطرق الرئيسية في المدينة باطارات مشتعلة فيما انتشر الجيش امام مقر الوالي، بحسب مراسل فرانس برس.
وأغلقت بعض المحلات التجارية ومدارس ومكتب البريد ابوابها في وقت مبكر بسبب الاضطرابات.
التعليقات