اعتبر الكاتب والسياسي السوري محمد خليفة أن المفاوضات بين النظام والمعارضة السورية حتى الساعة مجرد فكرة افتراضية هلامية غير محددة المعالم. مؤكدا لـ"إيلاف"&أن المعارضة تطالب بتسليم الأسد للسلطة والتنحي.


لندن: اعتبر الكاتب والسياسي السوري محمد خليفة أن" المفاوضات بين النظام والمعارضة السورية حتى الساعة مجرد فكرة افتراضية، هلامية غير محددة المعالم ". وردا على سؤال من " ايلاف" حول مستقبل المفاوضات في ظل التعقيدات التي نراها قال أنه لابد أن السؤال عن "مستقبل" المفاوضات يجدر السؤال عن "حاضرها"، وبدهي أنه لا مستقبل لمن لا حاضر له.

وحددت المعارضة أسماء وفدها الى التفاوض وكذلك النظام وسط اعتراضات من هيئة التنسيق الوطنية على وفد المعارضة رغم تمثيلها في الوفد بثلاثة أشخاص كما اعترضت موسكو على وجود ممثل لجيش الاسلام في وفد المعارضة مع ضبابية كبيرة في أن تجري المفاوضات في 25 الشهر الجاري.

كما أن وفد المعارضة بات بين فكي كماشة فان لم يذهب الى جنيف ، لأن مطالباته بخطوات ماقبل التفاوض في وقف اطلاق نار والكشف عن مصير المعتقلين لن تتحقق ، فهناك وفد جهزته موسكو للتفاوض مع النظام وحددت أسمائه وأعلنت في محتدثات جانبية أنه جاهز للتفاوض في موسكو أو جنيف.

ولكن خليفة لا يتحدث عن مجريات ما قبل الدخول في المفاوضات بل في محاولة& تحليل تفاصيل الرؤيتين لكيفية التفاوض وماهيته وجد& بداية"أن "المعارضة تتحدث عن "مفاوضات" بينما يتحدث النظام عن "حوار" وشتان ما بينهما كما أن المعارضة تتحدث عن مفاوضات تستهدف تشكيل "هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة"، بينما يتحدث النظام عن مفاوضات هدفها تأليف "حكومة وحدة وطنية تحت سلطة الاسد" ويرفض فكرة الهيئة البديلة ".

وأكد خليفة أن "المعارضة تطالب بتسليم الأسد للسلطة والتنحي ، بينما يصر النظام على رفض الحديث عن مستقبل الاسد ومصيره لأنه خط أحمر ، ولا نص عليه في قرار مجلس الأمن الدولي 2254 وخريطة الطريق التي صدرت عن مجموعة فيينا للعمل بشأن سوريا في نوفمبر 2015 !".

وقال الكاتب السوري في تفاصيل التناقضات بين الرؤيتين الرؤية المعارضة والرؤية التي يريدها النظام اذ أن "المعارضة تتحدث عن اجراءات لبناء الثقة تسبق المفاوضات وخاصة وقف القصف على المدنيين ورفع الحصار عن المدن، والافراج عن المعتقلين ، والنظام يتحدث عن مكافحة "الارهاب" الذي يعني قصف المعارضة المسلحة والمدنيين . كما يؤكد الروس أن وقف النار لن يشمل عملياتهم الحربية حتى بعد صدور القرار !".

وأشار خليفة الى مطالبات المعارضة اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في نهاية المرحلة الانتقالية ، بينما يصر النظام على انتخابات تشريعية فقط. وقال أن "الروس يتحدثون عن "معارضات" متعددة ينبغي أن تشارك في جنيف3 بينما تتمسك "الهيئة العليا للمفاوضات" بصفتها الممثل الوحيد للمعارضة ويدعمها في ذلك الائتلاف الوطني،& وهيئة التنسيق ، وغالبية أطراف المعارضة الرئيسية السياسية ،كانت ترفض محاولات الروس التدخل في تشكيل فريق المعارضة المفاوض".

واعتبر أن هذه التباينات وغيرها كثير تبرز عمق الاختلافات والتناقضات في مفهوم كل من الطرفين لما يسمى مسيرة "الحل السياسي" للأزمة السورية، وندرة التقاطعات ونقاط الاتفاق المشتركة . كما رأى أنها تكشف غموض القرار 2254 وقفزه على المسائل الحساسة والمعقدة في الازمة "مما يشكل ثغرات موضوعية في مسيرة السلام , وفي صياغة القرار الدولي الذي يبدو أن الدول الكبرى تسرعت في اصداره بأي ثمن وكيفما كان، نظرا لحاجتها له ولو على حساب قابليته قابليته للتنفيذ وقبل توفير شروط وضمانات نجاح المفاوضات بناء عليه".

وقال خليفة "كلنا يعلم كيف سارت محادثات فيينا 1 وفيينا 2 وفيينا 3 خلال شهر واحد تقريبا وبوجود أطراف دولية ذات رؤيات متضاربة جدا , مما اضطر الدول المشاركة الى تغييب المسائل المعقدة والحساسة , وتكرر الخطأ في محادثات نيويورك التي سبقت اصدار القرار الأممي , فتحولت تلك المسائل الغاما ستنفجر واحدا بعد آخر اثناء المفاوضات , أو حتى قبل أن تبدأ .. كما نرى اليوم ".وشدد على عدم رؤيته& أن لهذه المفاوضات حظا في النجاح ، نظرا للطريقة التي تم التحضير لها.

يضاف الى ذلك أن المفاوضات بخاصة ومسيرة الحل السياسي بعامة، بحسب خليفة ،& "رهينة لارادة ثلاثة أطراف هي : نظام الاسد وروسيا وايران ، لأن الخروج من الأزمة يتوقف على مدى استعدادها لتلبية مطالب الشعب السوري واحترام تطلعاته المشروعة في اسقاط النظام الشمولي والانتقال الى نظام ديمقراطي تعددي".

وحتى هذه اللحظة لا يبدو أي من هذه الاطراف مستعدا "لاحترام مطالب الشعب السوري , ولا للقبول بحل سياسي وسط ، والثلاثة يسعون لحل عسكري بالقوة المسلحة وممارسة أقصى درجات العنف والارهاب ضد الشعب السوري , الحاضنة المدنية للثوار والمعارضة لاجباره على الاستسلام والرضوخ والقبول بالعودة الى بيت الطاعة في ظل حكم الاسرة الحاكمة الطاغية التي حكمت البلاد نصف قرن وعاثت فيها فسادا وارتكبت أكبر عدد من جرائم الحرب والابادة والانتهاكات في هذا العصر ... وهذا أمر غير ممكن , لا أخلاقيا ولا عمليا , بل هو مستحيل تماما ". ولذلك يخلص خليفة الى "إن جنيف3 حتى الآن لا يبدو لي أفضل حظا من جنيف 2 الذي أفشله الأسد والروس معا قبل سنتين تماما ، وظل الغرب سلبيا وعاجزا .. حتى لا نقول متواطئا".