طغت الدعوات لمواجهة خطر الطائفية وارهاب تنظيم داعش على كلمات القادة العراقيين والبرلمانيين المشاركين في مؤتمر الدورة 11 لاتحاد البرلمانات الاسلامية، التي بدأت اعمالها في بغداد اليوم بمشاركة رؤساء وممثلي حوالي 40 برلمانًا اسلاميًا.
&
أسامة مهدي: في كلمة له افتتح بها المؤتمر، قال رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، إن انعقاد المؤتمر في بغداد يعطي رسالتين مهمتين اولاهما ان الامة الاسلامية رغم ما اصابها من جراح وازمات عاقدة العزم على تجاوز يومها الراهن بكل ما انطوى عليه من مآزق محلية واقليمية ودولية الى غد اكثر اشراقًا، غد تعود فيه الى ممارسة دورها الريادي الذي شرفها الله بحمله لتكون خير امة اخرجت للناس.
&
واضاف اننا نشترك جميعًا في معاناة متصلة تقف بالضد من وحدة الامة الاسلامية وتطورها ونموها وتلاحمها، وهي النزعات الطائفية المريضة التي اكلت من جرف الامة الاسلامية ما لم تستطع كل الحروب والمؤامرات والدسائس غير الاسلامية على مر تاريخ الاسلام ان تأكله، وسفكت على مذبحها دماء طهور ما كان ينبغي لها ان تسفك، وهدرت بسببها ثروات ما كان يجب ان تهدر، وبلغت العزة بإثم الطائفية حدًا ان اعتبر البعض طائفته دينًا، واوغل في اختصار دين النبي العربي العظيم محمد بطائفته فقط وعد كل ما سواها خارج متن الاسلام وهوامشه. &
&
واضاف ان مواجهة الارهاب لم تعد قضية دفاع عن الأرواح والانظمة والدول وحسب، بل هي مدافعة بين قوى الوجود وقوى الإفناء والابادة، وهي صراع لضمان المستقبل حتى وان تم دفع الثمن عاجلاً من الجهود والاموال والأوقات. ودعا الى ضرورة العمل المشترك للوقاية من الارهاب قبل السعي لمكافحته،&وهذه الوقاية تتحقق في توفير الأجواء المناسبة للسلم الأهلي والتعايش والعدالة الاجتماعية ورفع المظالم عن الناس ، وتوفير فرص العمل للشباب والقضاء الممنهج على الفقر والضمان الصحي والاجتماعي وكفالة العاجزين والتقليل من الفجوات بين طبقات المجتمع وضمان قضاء عادل ومهني وكل هذا مرحلة أولى تليها مرحلة ثانية تتعلق بالتثفيف والتوعية والإرشاد، ثم بعد ذلك تأتي المرحلة الثالثة والمتمثلة بالمعالجة قبل المكافحة وهي الحوار مع كل من ينفع معه الحوار من الضحايا الذين وقعوا تحت طائلة التضليل في محاولة تقليل عدد الخسائر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية .
&
واشار الجبوري الى أن الارهاب قد اوغل الارهاب في أذى العراق ايما ايذاء، فالمجازر الجماعية في سبايكر والبونمر والموصل والإعدامات الوحشية وسبي النساء وابادة الأقليات كما حصل للأيزيديين والمسيحيين وهدم الاثار وطمس التراث العالمي وحرق المكتبات وفرض اطر متطرفة للحياة على ملايين الرهائن المحتجزين في المدن ، والتغرير بالأطفال وتجنيدهم وعمليات غسل الادمغة لهم ، وما تسبب عن عمليات القتال مع داعش من نزوح للملايين من المواطنين العراقيين الذين يعانون الان ظروفاً قاسية وخطيرة، وينتظر الكثير منهم العودة الى الديار بعد تحريرها .
&
وقال إن كل ذلك يضع العالم امام مسؤولية الوقوف مع العراق لمواجهته والحد من تفاقمه بأسرع وقت قبل ان تعمّ الكارثة ونفقد اكثر مما فقدنا، ولا سبيل الى ذلك الا بتفعيل المصالحة الوطنية الحقيقية في العراق بعيدًا عن قيود الاشتراطات الضيقة الى فضاء التسامح والثقة والانطلاق من مبدأ عفا الله عمّا سلف.
&
واضاف أن الصراع الدائر في المنطقة كما يحصل في سوريا واليمن وليبيا والعراق من خلال الاحتراب والاقتتال الذي تدفع ثمنه الشعوب العربية والإسلامية امر خطير للغاية، ولابد من العمل لنزع فتيل التصعيد الذي تشهده منطقتنا في الوقت الذي يحثنا على الدعوة لجعل اتحاد البرلمانات الاسلامية الذي يمثل شعوبنا جميعا فيصلاً في حل الازمات الناشئة أو التي ستنشأ بين الدول الاسلامية أو بينها ودول أخرى، لأنه الاتحاد المنتخب من الامة جمعاء .. ودعا الى حل الازمات القائمة في بعض الدول الاسلامية بالحوار المسؤول بين جميع الفرقاء في تلك الازمات وتغليب المصلحة الوطنية والاسلامية واستقرار وسلام شعوبنا على اية مصلحة اخرى، وحث الحكومات في تلك البلدان على تأمين اوسع مشاركة شعبية في ادارة الدولة وصناعة قرارها.&
&
عمل مشترك&
&
ومن جهته، قال الرئيس العراقي فؤاد معصوم إن تنظيم داعش يمثل التحدي الاكبر الذي يواجهه العراق، الذي يقاتل الارهاب العالمي ومعه التكفيريون القادمون من مختلف بقاع العالم من اجل استعادة صورة الاسلام الحقيقية، باعتباره دين الاخوة والسلام . وشدد على ضرورة العمل المشترك للقضاء على داعش من حلال دعم اسلامي ودولي للعراق .
&
اما رئيس الوزراء حيدر العبادي، فقد اكد ان النجاح في الصراعات التي تشهدها المنطقة يكمن في تنازلات متبادلة لانهاء الخلافات من اجل مواجهة التحديات التي تواجه الامة الاسلامية.
&
وحذر من النعرات الطائفية التي تتم اشاعتها في المنطقة من اجل الفتنة ومزيد من القتل .. واشار الى ان داعش يدعي كذبًا انه يدافع عن اهل السنة، ولكنه في الواقع يوغل في تقتيلهم وتدمير مدنهم وتشريدهم .. موضحًا انه لذلك فإن ابناء السنة في محافظة الانبار قد انخرطوا في الحشد الشعبي وفي الشرطة والجيش للمشاركة في قتال داعش وتحرير مدنهم من سيطرته.&
&
واضاف العبادي ان سلاح الطائفية يزدهر الان في المنطقة من اجل العودة بالعراق الى المربع الطائفي، وهذا امر لن يتم السماح به. واكد ان العراقيين وحدهم هم من يقاتلون داعش متحديًا اثبات وجود جندي اجنبي يقاتل على ارض العراق، موضحًا ان الوجود الاجنبي يقتصر على مستشارين وضربات جوية لطائرات التحالف الدولي. وقال إن العراقيين يقتلون تحت شعار الجهاد متسائلاً بالقول أي جهاد هذا الذي يقتل المدنيين والاطفال والنساء ويخرب العقول. واكد العبادي أن الشيعة والسنة اكدوا في العراق تلاحما امد قوة للعراقيين في مواجهة التحديات.
&
اعلان بغداد&
&
ومن جانبه، قال الامين العام لاتحاد البرلمانات الاسلامية محمود خليفي إن رسالة الاسلام تحتم ضرورة التعاون والتشاور بين الدول الاسلامية لمعالجة القضايا التي تهم الامة الاسلامية برمتها والعمل من اجل تحقيق السلام والتسامح والعدالة ونبذ كل مظاهر العنف والكراهية والعداء والطائفية. وشدد على ضرورة تحرك الدول الاسلامية من خلال عمل مشترك لمواجهة الطائفية والتطرف والعنف.
&
ومن المنتظر أن يصدر عن المؤتمر في ختام اعماله غدًا اعلان يتضمن معالجات تسهم في نبذ التطرف والتعصب وتعزز المواجهة المشتركة ضد جبهة الارهاب في منطقتنا العربية والاسلامية سيطلق عليه (اعلان بغداد) .
&
وسيؤكد البيان اهمية تضافر وتضامن الدول العربية والاسلامية مع العراق، اضافة الى تضمنه القضايا التي تستدعي اهمية تضافر وتضامن الشعوب دول الاسلامية والعربية ضد العنف والتطرف.
&
وكانت الاجتماعات التمهيدية للمؤتمر قد بدأت في بغداد الاربعاء الماضي بمشاركة عربية ودولية واسعة.

&