أخفقت اوروبا حتى الآن في الاتفاق على طريقة تعامل مشتركة مع أزمة اللاجئين، فيما رأى وزير المالية الالماني أن الوقت يمضي بسرعة محذرًا من أن انهيار نظام شنغن قد يسبب مشاكل لأوروبا.


إعداد: ميسون أبو الحب: اخفقت اوروبا حتى الآن في الاتفاق على طريقة تعامل مشتركة مع أزمة اللاجئين، فيما رأى وزير المالية الالماني أن الوقت يمضي بسرعة محذرًا من أن انهيار نظام شنغن قد يسبب مشاكل لاوروبا.

في مقابلة اجرتها معه دير شبيغل الالمانية، عبّر وزير مالية المانيا وولفغانغ شوبل عن استغرابه لقرار النمسا وضع سقف زمني لعدد اللاجئين الذين تستطيع استقبالهم دون تشاور مسبق مع المانيا، وذكر بأن المستشارة انجيلا ميركل تحرص دائمًا على التشاور مع النمسا. غير ان الوزير استطرد بالقول إن قابلية اوروبا على استقبال لاجئين ليست مطلقة في جميع الاحوال، وشعر ان من غير المناسب ان تنتقد دول اوروبية إحداها الأخرى، كما لاحظ ان هذه الدول سبق ان قبلت بقرار السويد بفرض سيطرة على حدودها باعتباره امرًا واقعًا.

الحل الأمثل
&محدودية قابلية اوروبا على احتواء العدد الحالي من اللاجئين وربما المزيد في المستقبل القريب يضع المانيا بوجه خاص في مواجهة مشكلة شائكة باعتبار أن غالبية اللاجئين يتوجهون اليها.
هذا وطرحت دول اوروبية عديدة وقف العمل بنظام شنغن الخاص بحرية التنقل داخل اوروبا غير ان الوزير اعتبر هذا الحل غير ناجع، لأن انهيار نظام شنغن سيؤدي الى تدمير اوروبا، وقال "لو انهار نظام شنغن فستتعرض اوروبا الى خطر كبير سياسيًا واقتصاديًا".

اما الحل الامثل بالنسبة له فسيكون من خلال تحسين الاوضاع في مناطق الهجرة، "علينا نحن الاوروبيين استثمار المليارات في تركيا وليبيا والاردن ودول أخرى في المنطقة في اسرع وقت ممكن، وبأقصى كمية يستطيع كل بلد تقديمها".

وكان الوزير الالماني قد اقترح فرض ضريبة على الوقود لتمويل المشروع غير أن المقترح رُفض، ثم لاحظ ان المانيا كانت محظوظة لوجود فائض في الميزانية استطاعت استغلاله لمواجهة الازمة، ولكنه أصر على أن برلين لن تكون قادرة على التعامل مع المسألة لوحدها، ودعا الى ايجاد حل في اسرع وقت ممكن.

الوزير اكد ايضًا ان الوقت ينفد بسرعة، إذ قال "الوقت يمضي بسرعة لتكريس زمن للحوار لايجاد حل. رئيس المجلس الاوروبي دونالد تاسك قال إن أمامنا مهلة حتى شباط (فبراير) المقبل وكنت دائمًا آمل أن تخرج المفوضية الاوروبية بخطة قبل هذا الموعد، ولكنني أعرف ايضا بأن رئيس المفوضية جون كلود يونكر يفعل ما في وسعه".
&
لا تشبه اليونان

كانت الدول الاوروبية قد اتخذت موقفاً مشتركًا إزاء أزمة اليونان خوفًا من تأثيرها المستقبلي عليهم، غير ان الموقف اختلف الآن لعلمهم أن القضية لن تؤثر عليهم بشكل كبير غير ان شوبل اعتبر أن هذه الدول مخطئة في موقفها هذا.

وكان الوزير الالماني قد وضع جانبًا مبلغ 12 مليار يورو من فائض الميزانية المتوفر لتكريسه لقضية اللاجئين، وشرح بالقول "نصف هذا المبلغ أدرج في ميزانية 2016 لمساعدة المقاطعات والبلديات في بناء مأوى للاجئين مثلا". ثم اضاف: "سننفق مبالغ أخرى على الدفاع والبنى الارتكازية، وعلى توسيع شبكة الانترنت ثم على القضايا الامنية الداخلية".

وعالميًا، قال الوزير الالماني إن التوقعات الحالية الخاصة بالاقتصاد مقلقة بعض الشيء بسبب انخفاض سعر النفط وتراجع الطلب من الصين، ثم ازمات تواجه بنوكًا اوروبية واميركية، واشار الى أن المشكلة تكمن في ترابط الامور أحدها بالآخر بطريقة شائكة، بحيث لا يمكن ان يحدث شيء دون ان يترك أثراً على امور أخرى.

واكد شوبل على ضرورة ادخال اصلاحات هيكلية، وقال "سبق وان اصدر صندوق النقد الدولي ودول مجموعة العشرين توصيات عن ضرورة اجراء اصلاحات من أجل تحقيق نمو جديد". الوزير الالماني اشار ايضا الى أن التطورات الاقتصادية الحالية في انحاء مختلفة من العالم تشير الى أن الامور قد تتجه نحو خلق ازمة، ثم اكد على ضرورة متابعتها عن كثب، ثم لاحظ ان انخفاض اسعار النفط حالياً يعني أن السعر كان مرتفعا جدًا، كما قال إن الصين التي وصلت الى تحقيق نمو برقم من مرتبتين جعل انخفاض الرقم يعتبر مثل كارثة بالنسبة للاقتصاد العالمي، وذكر بأنه سبق وأن حذر من مثل هذه الامور في السابق.