احتل العراق المرتبة السادسة ضمن الدول العشر الاكثر فسادا في العالم لعام 2015 وجاء في المركز 161 ضمن 167 دولة شملها تقرير أصدرته اليوم منظمة الشفافية الدولية، فيما جاءت الدنمارك الدولة الأقل فسادا في العالم وكوريا الشمالية والصومال الأكثر فسادا.
&
أسامة مهدي: تراجع تصنيف الدول العربية التي تعاني صراعات مسلحة داخلية مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا والصومال فاحتلت المراكز الأخيرة على مستوى العالم مسجلة ثماني نقاط فقط. واعتبرت المنظمة 5 من الدول العشر الأخيرة في قائمتها للدول الاكثر فسادا من الدول الأقل أمانا في العالم أيضا.
&
وجاءت أفغانستان في المركز 166 بينما جاءت دولة جنوب السودان في المركز 163 ثم جمهورية السودان بالمركز 165 مع أنغولا وجاءت قبلهما مباشرة ليبيا والعراق اللتان تعانيان نزاعات داخلية وحربا ضد تنظيم داعش واحتلتا المركز 161. وحلت اليمن وسوريا وهما تعانيان مشكلات أمنية واقتتالا داخليا ايضا في المركز 154 بين الدول الأكثر فسادا. وجاءت جزر القمر في المركز &136فيما حل لبنان في المركز 123 وموريتانيا في المركز 112 بين الدول التي تعاني الفساد.&
&
الأكثر فسادًا&
&
وقالت مديرة إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة الشفافية الدولية غادة الصغير: "مرة أخرى فإن ثلاثة من بين أكثر 10 دول فسادا في العالم موجودة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وهي العراق وليبيا والسودان"، وأضافت: "استمرار الصراعات الكارثية في هذه الدول ودول أخرى يعني أن أي جهود لتعزيز المؤسسات والدولة قد واجهت عقبة كبيرة".
&
وأظهر المؤشر السنوي للمنظمة والذي يضم 168 دولة تحسن تصنيف قطر التي احتلت المركز الأول بين الدول العربية في مكافحة الفساد مسجلة 71 نقطة مقابل 69 نقطة في عام 2014 وتصنيف الأردن التي جاءت في المركز الثاني عربيا مسجلة 53 نقطة مقابل 49 نقطة في العام السابق، فيما احتلت&السعودية المركز الثالث، حيث حصلت على 52 نقطة خلال العام الماضي مقابل 49 نقطة في العام السابق وتبعتها البحرين التي سجلت 51 نقطة مقابل 49 نقطة ثم الكويت التي سجلت 49 نقطة مقابل 44 نقطة عام 2014 .
&
ويوضح تقرير الشفافية تحسن تصنيف مصر حيث سجلت تراجعا طفيفا في التقييم مسجلة 36 نقطة مقابل 37 نقطة العام الماضي ورغم تراجع التقييم تحسن ترتيب مصر على المؤشر حيث قفزت إلى المركز 88 على مستوى العالم خلال العام الماضي مقابل المركز 94 في عام 2014 .. بينما استمر استقرار تصنيف الجزائر عند مستوى 36 نقطة دون تغيير في حين تراجع تصنيف سوريا من 20 نقطة إلى 18 نقطة واليمن من 19 إلى 18 نقطة.
&
ولاحظ تقرير منظمة الشفافية الدولية ان البرازيل وليبيا من بين خمس دول زادت فيها مستويات الفساد بشكل ملحوظ خلال الأعوام الثلاثة الماضية، حيث سجلت الدولتان الدرجة 38 و16 نقطة على التوالي بناء على إساءة استخدام السلطة والرشوة في القطاع العام. والدول الثلاث الأخرى التي ارتفع فيها معدل الفساد منذ عام 2012 هي أستراليا التي سجلت الدرجة 79 وأسبانيا 58 درجة وتركيا 42 درجة .
&
واوضحت المنظمة تراجع درجة البرازيل بمقدار خمس نقاط هذا العام وأدت زيادة الفساد إلى فقد عشرات الآلاف من البرازيليين وظائفهم. واشارت المنظمة الى ان اليونان والسنغال وبريطانيا من بين الدول التي قلصت بشكل كبير مستويات الفساد منذ عام 2012 .
&
الاقل فسادًا&
&
واشارت منظمة الشفافية الدولية في تقريرها ايضا الى ان الدول الأكثر شفافية وتكاد تخلو من الفساد هي الدنمارك التي حلت أولا وتبعتها فنلندا في المركز الثاني والسويد ثالثة ثم نيوزيلندا في المركز الرابع، &وهولندا خامسة والنروج سادسة وتلتها سويسرا وسنغافورة وكندا وألمانيا على التوالي.
&
يذكر ان العراق يعني فسادا واسعا في مؤسسات الدولية حيث اطلق رئيس الوزراء حيدر العبادي في اب (اغسطس) الماضي حزما اصلاحية تضمنت إقالة نوابه الثلاثة ونواب رئيس الجمهورية الثلاثة وتقليص عدد الحقائب الوزارية في حكومته. لكنّ كثيرا من العراقيين يرون ان هذه الاجراءات لم تؤت ثمارها وينتقدها المواطنون الذين يتظاهرون ايام الجمعة في محافظات البلاد المختلفة مطالبين بإجراءات حقيقية وعملية لمواجهة الفساد وملاحقة الفاسدين واسترجاع اموال الدولة التي نهبوها.
&
والجمعة الماضي اتهم المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيد علي السيستاني الحكومات التي تعاقبت بعد سقوط النظام السابق بسرقة أموال البلاد وقال السيد أحمد الصافي معتمده وخطيب جمعة كربلاء أنّه خلال الفترة الاخيرة وعلى الرغم من انبثاق حكومات من خلال انتخابات حرة، لكن الاوضاع لم تتحسن إلى الافضل في كثير من المجالات، بل ان معاناة الشعب زادت وتفاقمت نتيجة الحجم الواسع للفساد المالي والاداري . واشار الى أن المرجعية الشيعية العليا تطالب منذ العام الماضي السلطات الثلاث لرئاسات الجمهورية والبرلمان والحكومة والجهات المسؤولة الاخرى باتخاذ خطوات جادة في اصلاح اوضاع البلاد ومكافحة الفساد وملاحقة كبار الفاسدين والمفسدين.&
&
ومن المعروف أن منظمة الشفافية الدولية هي منظمة دولية غير حكومية معنية بالفساد وهذا يتضمن الفساد السياسي وغيره من أنواع الفساد. وقد تأسست عام 1993 في ألمانيا كمؤسسة غير ربحية وهي الآن منظمة عالمية غير حكومية. &
&
ومنذ عام 1995 بدأت المنظمة بإصدار مؤشر فساد سنوي وهي لا تتولى التحقيق في قضايا فساد معينة أو لافراد بل تطور وسائل مكافحة الفساد وتعمل مع منظمات المجتمع المدني والشركات والحكومات لتنفيذها..وهدف المنظمة هو أن تكون محايدة وتقوم بعمل ائتلافات لمحاربة الفساد.

&