قالت الأمم المتحدة إن نصف عدد السكان المحاصرين في شرق حلب، والمقدر عددهم بـ275 ألف شخص، يريدون مغادرة المدينة، مع قرب نفاد الإمدادات الغذائية، واضطرار الناس إلى إشعال البلاستيك للوقود. وأخذت أسعار الأغذية في الارتفاع، وأصبحت الإمدادات على وشك النفاد. وأفادت تقارير بأن الأمهات يربطن بطونهن من الجوع، ويشربن كميات كبيرة من المياه للحد من الشعور بالجوع، ويؤثرن أطفالهن عليهن في الطعام، بحسب ما ذكرته الأمم المتحدة. وأضاف مكتب المنظمة الدولية الخاص بتنسيق الشؤون الإنسانية أن "مسحا للوضع أجري في شرق حلب يقدر بأن 50 في المئة من السكان عبروا عن عزمهم مغادرة المدينة إن استطاعوا." ولم يذكر المسح إلى أي مدى يعتزم النصف الآخر من السكان البقاء. وتقول الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى إن موسكو ودمشق يرتكبان جرائم حرب باستهدافهما عمدا المدنيين، والمستشفيات، وشحنات المعونات الموجهة إلى 250 ألف شخص محاصر في مدينة حلب. وتقول الحكومتان السورية والروسية إنهما لا يستهدفان إلا المسلحين. وقد وزع موظفو الإغاثة في شرق حلب مواد غذائية لـ13،945 طفلا دون السادسة من العمر، ولكن نقص غاز الطبخ يصعب طهو الطعام القليل المتبقي. وقالت الأمم المتحدة الأربعاء إن القسم الشرقي من مدينة حلب الذي يسيطر عليه مسلحو المعارضة أعلن رسميا "منطقة محاصرة"، عقب هجوم قوات الحكومة السورية الذي استمر أشهرا، وانعدام سبل وصول موظفي الإغاثة إليها. وقال يانس لاركي، المتحدث باسم وكالة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إن شرق حلب الآن تنطبق عليه الشروط الثلاثة المطلوبة لتعريف المنطقة المحاصرة. ويتضمن ذلك الحصار العسكري، ونقص سبل وصول المعونات، وفقدان حرية الحركة للمدنيين. وتقدر الأمم المتحدة بأن هناك 275 ألف شخص في شرق حلب تحت الحصار، بحسب ما قاله لاركي. أما غرب المدينة فيقع تحت سيطرة الحكومة، ولا يزال يتسلم إمدادات إغاثة. وكانت حلب في الماضي تمثل قوة اقتصادية في سوريا، لكنها دمرت بسبب الحرب المستمرة منذ خمس سنوات في البلاد، مع تزايد المعاناة بعد قطع قوات الحكومة لطريق الإمدادات الأخير في يوليو/تموز. ولاتزال الأمم المتحدة ومنظمة الصليب الأحمر يسعيان بشدة إلى توصيل المساعدات إلى شرق حلب لأسابيع، لكن تلك الجهود تجمدت بسبب عدم الاستقرار ومشكلات البيروقراطية، ومنها العقبات التي تفرضها الحكومة في دمشق وقادة المسلحين.
- آخر تحديث :
التعليقات