تنظيم الدولة الإسلامية يتعرض لهجمات من مجموعة من القوى في العراق وسوريا

فقد تنظيم الدولة الإسلامية ما يربو على 25 في المئة من أراضيه التي كان يسيطر عليها، بحسب محللين في الشؤون الأمنية والدفاعية.

ويقول محلّلون في مؤسسة "غلوبال إنسايت"، المعروفة اختصارا بـ "آي إتش إس"، إن سيطرة التنظيم انكمشت بنسبة 28 في المئة منذ أن بلغت أوجّها في يناير/ كانون ثانٍ من عام 2015.

وفي الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، انكمشت مساحة نفوذ تنظيم الدولة من 78 ألف كيلومتر مربع (30,115 ميل مربع) إلى 65,500 كيلومتر مربع، وهو ما يعادل حجم سريلانكا، بحسب بيانات آي إتش إس.

ومع ذلك، تراجعت خسائر التنظيم خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

ومنذ يوليو/ تموز، لم يفقد تنظيم الدولة الإسلامية سوى 2,800 كيلومتر مربع من مناطقه.

ويشير المحللون إلى أن هذا التراجع يبدو أنه تزامن مع تقليص روسيا عدد الغارات الجوية على أهداف للتنظيم.

وفي مستهل هذا العام، استهدف نحو 26 في المئة من الضربات الجوية تنظيم الدولة، في حين تراجع العدد بحلول هذا الصيف إلى 17 في المئة فحسب.

وقال أليكس كوكاروف، كبير محللي الشؤون الروسية في آي إتش إس: "في سبتمبر/ أيلول الماضي، قال الرئيس فلاديمير بوتين إن مهمة روسيا هي مكافحة الإرهاب الدولي، لا سيما تنظيم الدولة."

وأضاف كوكاروف أن "الأمر ليس كذلك."

محللون يقولون إن خسائر تنظيم الدولة منذ يوليو/ تموز متوسطة نسبيا، لكنها غير مسبوقة استراتيجيا

وقال: "أولوية روسيا هي توفير الدعم العسكري لحكومة الأسد، وتحويل الحرب الأهلية السورية، على الأرجح، من صراع متعدد الأطراف إلى صراع ثنائي بين الحكومة السورية والجماعات الجهادية، مثل تنظيم الدولة الإسلامية، وبالتالي تقويض قضية توفير الدعم الدولي للمعارضة."

ومع ذلك، فإن الخسائر التي تكبدتها الجماعة المسلحة لا تزال كبيرة، بحسب خبراء، إذ أُجبر التنظيم المتشدد على التقهقر 10 كيلومترات من الحدود التركية، في حين أمّنت القوات العراقية قاعدة القيارة الجوية، وهي موقع استراتيجي يبعد 60 كيلومترا جنوبي محافظة الموصل، معقل تنظيم الدولة في العراق.

كما فقد التنظيم مدينة منبج والمناطق المحيطة بها، التي كانت تربط الحدود التركية بمعقل التنظيم، الرقة، لصالح المقاتلين الأكراد والعرب في أغسطس/ آب.

وقال كولامب ستراك، كبير المحللين ومدير وحدة "رصد الصراع" في آي إتش إس، إن "خسائر تنظيم الدولة منذ يوليو/ تموز متوسطة نسبيا، لكنها غير مسبوقة من الناحية الاستراتيجية."

وأضاف أن "خسارة التنظيم لنقطة الاتصال المباشر بطرق التهريب الحدودية المؤدية إلى داخل تركيا حدّت من قدرتها على نحو كبير من تجنيد مقاتلين جدد من الخارج، بينما تستعد الحكومة العراقية لشن هجوم في الموصل."

وفي حالة نجاح هجوم الموصل، المتوقع إعلانه في وقت لاحق خلال هذا الشهر، التي وعدت به الحكومة العراقية منذ فترة طويلة وجرى تأجيله كثيرا، فسيكون بمثابة ضربة قوية للمتشددين.

وتُوصف مدينة الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، التي تخضع لسيطرة المتشددين منذ عام 2014، باعتبارها "المعقل الأخير" لتنظيم الدولة في العراق، في حين تقول الحكومة العراقية في بغداد إن ذلك يعد إيذانا بالقضاء على التنظيم في البلاد.