رغم مسعى رئيس الحكومة السابق سعد الحريري داخليًا وخارجيًا في التسويق لوصول رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون لسدة الرئاسة، غير أن أسبابًا كثيرة تمنع ذلك، ما هي تلك الأسباب؟
إيلاف من بيروت: يرى البعض وجود أسباب كثيرة تمنع رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون من الوصول إلى سدة الرئاسة، ما هي تلك الأسباب؟ يؤكد النائب خالد زهرمان في حديثه لـ"إيلاف" أن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري قام بمبادرته الأخيرة وكان واضحًا في كلامه عندما أعلن أننا وصلنا إلى منافذ مسدودة يجب البحث عن خيارات أخرى، ومن ضمن خياراته ترشيح العماد عون، ولكن يبدو أنه داخليًا وخارجيًا لا تزال هناك بعض العوائق أمام هذا الترشيح، والحريري لا يريد تكرار التجربة السابقة عندما رشّح الوزير سليمان فرنجية، من دون وجود ظروف مواتية للمضي في هذا الترشيح، ويتريث الحريري بخطواته كي يؤمّن أرضية ملائمة ليمضي بالخطوة التي سيعتمدها، فبموضوع ترشيح العماد عون لا تزال هناك عوائق في الداخل وفي الخارج لها علاقة بالصراع في المنطقة ولا سيما الصراع في سوريا.
فرملة الرئاسة
وردًا على سؤال كيف يساهم الصراع في المنطقة بفرملة إنتخاب رئيس في لبنان؟ يجيب زهرمان أن هناك فرقاء لبنانيين لديهم ارتباطات خارجية، وهذا واضح ولا لبس فيه، ويبدو أن بعض الفرقاء الخارجيين لا يريدون انتخاب رئيس في لبنان، وهم يتريثون من أجل إيجاد تصوّر لحل في المنطقة، ويريدون مقايضة ورقة رئاسة الجمهورية اللبنانية في سلة الأمور في المنطقة، ونعني بهم إيران، التي لا تريد أن تساعد في تسهيل موضوع رئاسة الجمهورية في لبنان، وهذا يظهر من خلال تواصل القوى التي تسعى في إحداث خرق في الموضوع الرئاسي ومن ضمنها فرنسا والفاتيكان وبعض الدول التي لديها غيرة على الا يبقى الوضع الرئاسي شاغرًا في لبنان، وكل المؤشرات تدل على أن إيران لا تريد إنتخابات رئاسيّة في لبنان، وتريد أن تقايض الورقة الرئاسية بالحلول على مستوى المنطقة.
مؤتمر تأسيسي
ولدى سؤاله إلى متى تبقى إيران تعرقل وصول رئيس للجمهورية إلى لبنان من خلال سعيها إلى مؤتمر تأسيسي فيه؟ يجيب زهرمان أن الأمور تشير إلى أن إيران تنتظر حصول الإنتخابات الأميركية وبعدها تقرر، وهناك أمل أن تسير الأمور إلى حل في سوريا، وضمن الحل ستقايض إيران الأوراق التي تملكها ومن ضمنها ملف الرئاسة في لبنان.
الحريري وجعجع
عن قول البعض إنه لن يعطى اليوم لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري ولرئيس القوات اللبنانية سمير جعجع شرف إيصال رئيس للجمهورية في لبنان، يعتبر زهرمان أن الأمور أبعد من ذلك، ولا شك ان الإنتخابات الرئاسية ليست حلاً يتم بين فريقين، والانتخابات الرئاسية تحتاج تفاهمًا على مستوى الوطن، ولا شك أن الحريري وجعجع جدّيان بكل طروحاتهما، ولكن يبقى الأمر غير كافٍ، مع وجود أفرقاء غيرهما لهم دورهم ورأيهم في الإنتخابات الرئاسية، والأمور مرتبطة بملفات داخليّة وخارجيّة.
31 اكتوبر
سيذهب النواب إلى جلسة 31 اكتوبر، ما المنتظر منها هل سنشهد انتخاب رئيس للجمهورية؟ يؤكد زهرمان أن الأمور تبقى غير مشجعة، والتفاؤل الذي عشناه خلال الأسبوعين الماضيين بدأ يتلاشى رويدًا رويدًا، ويبدو أن الجلسة المقبلة ستكون كسابقاتها رغم أن أملنا بأن نصل لتصور لإخراج حل في موضوع الرئاسة، خصوصًا أن البلد لم يعد يحتمل فراغًا على مستوى المؤسسات وخصوصًا فراغًا في سدة الرئاسة.
متى يفرج عن الملف الرئاسي في لبنان؟ يجيب زهرمان بأن هناك طريقين لذلك، أما من خلال التوافق اللبناني ولبننة هذا الإستحقاق، ولكن ارتباطات البعض للخارج وتنفيذهم لأجندة خارجية، يمنعان ذلك، والحل الثاني يكون من خلال توافق الدول الكبرى على الموضوع، لكن يبدو أن الخارج حتى الآن لا يضع لبنان على سلم أولوياته، ويضع لبنان في الثلاجة حتى تتبلور الأمور على مستوى المنطقة ككل.
&
التعليقات