إيلاف من الرباط:&تحتضن مدينة الصويرة المغربية ما بين 27 و30 أكتوبر الجاري، فعاليات مهرجان "أندلسيات أطلسية"، في دورته الـ 13،&وتنظم دورة هذه السنة، التي يراد لها أن تكون استثنائية، تحت عناوين بارزة تشمل "الذاكرة، الوفاء والاستمرارية".

لذلك وضعت أمامها رهانات متعددة، محورها الأساسي موقع الشباب في هذه الموسيقى الباذخة، حيث ستجتمع على نفس الركح فرق شابة وواعدة اختارت الوفاء لإرث الأجداد، قادمة من مدن مغربية مختلفة، خاصة من مدن فاس وتطوان وطنجة وسلا والدار البيضاء والصويرة، لتصل الرحم بفن راق وعتيد، مقدمة بذلك نموذجاً حياً لاستمرارية هذا الفن الذي صمد قروناً طويلة، والذي سيستمر، دون شك، بفضل جهود "المعلمين" الكبار، الذين منحوه جهدهم ووقتهم وولعهم، وكذا بفضل اجتهادات الفنانين الشباب.

&

فرق شابة وواعدة اختارت الوفاء لإرث الأجداد

&

أرض تعايش وتساكن

وشدد بيان للمنظمين على أن المغرب "كان، دوماً وأبدًا، أرضاً للتعايش والتساكن والتقاسم بين ثقافات مختلفة وحضارات من أعراق متنوعة؛ وكان الإرث الموسيقي اليهودي المغربي نتاجاً طبيعياً لهذا التعايش والتساكن والتقاسم، فيما يذكرنا، بجلاء، بلحظات الفرح الجماعية التي عاشها المغاربة في ما بينهم، بغض النظر عن أصولهم وأعراقهم، وهي اللحظات التي ستسترجعها دورة هذه السنة، في وقفة استعادة للذاكرة الجماعية، من خلال استحضار ريبرتوار غني وثري ومتعدد الأنماط الغنائية، ما بين أندلسي وغرناطي وحوزي وشعبي، للفنان الكبير سامي المغربي، بصوت الفنانة الشابة سناء مرحاتي التي تبصم على مسار متميز، خاصة ما تعلق منه بإعادة أداء ريبرتوار كل من سليم الهلالي وسامي المغربي".

&

المغرب أرض للتعايش والتساكن والتقاسم بين ثقافات مختلفة

&

وبما أن الأندلسيات الأطلسية تمثل دعوة مفتوحة لاستعادة الذاكرة وتقاسم لحظات فرح جماعي، كما يقول المنظمون، فستسعد دورة هذه السنة باستقبال الصوت الآسر للفنانة ريموند البيضاوية، التي طبعت بحضورها الأغنية الشعبية المغربية، على مدى سنوات طويلة. وحيث أنه سبق لريموند البيضاوية أن ألهبت حماس عشاقها، خلال الدورة السابعة من التظاهرة، يعوّل المنظمون في "أن تخلص دورة هذه السنة لعادتها، فتذكرنا جميعاً بحلاوة الانتماء لأرض المغرب الطيبة".

&

الإرث الموسيقي اليهودي المغربي&نتاج طبيعي للتعايش والتساكن والتقاسم

&

وفاء

وحيث أن الوفاء يبقى أحد العناوين البارزة لدورة هذه السنة من أندلسيات الصويرة، والذي شكل قيمة ظلت حاضرة، دومًا وأبداً، في كل دورات التظاهرة، فسيتم، في دورة هذه السنة، تكريم العازف والمطرب والملحن الجزائري موريس مديوني، صديق المهرجان والمبدع الكبير في مجال الأغنية المغاربية، الذي ينتظر أن يتم الاحتفاء به في حفل ممهور بتوقيع صويري، وبريبرتوار يفتح طريقاً سالكاً ينطلق من إشبيلية الأندلسية، ليصل وهران الجزائرية، بصوت الفنان رشيد أشاهد.

&

الوفاء يبقى أحد العناوين البارزة لدورة هذه السنة من أندلسيات الصويرة

&

ويعيد وصول مهرجان "أندلسيات أطلسية" إلى محطته الـ13، تركيز الحديث على قيمة العمل المنجز والأهداف من تنظيم تظاهرة، ببعد ثقافي وفني، تحتفي بالتعدد والتنوع والتسامح والتعايش بين الديانات والثقافات، سواء عبر مد الجسور بين فضاء جغرافي عريض يضم البحر الأبيض المتوسط، ويمتد حتى الضفة الأخرى للمحيط الأطلسي، والذي يشكل الإرث الأندلسي الرابط الذي يجمع بين مكوناته، أو التشديد على أهمية الاحتفال بالذاكرة ونقل التراث ضمن ثقافة الاختلاف، والتعبير بصوت واحد عن غنى وعمق المغرب المتعدد، الذي يتفاعل، في انسجام، على أنغام موحدة لموسيقى بلا حدود.

&

التشديد على أهمية الاحتفال بالذاكرة ونقل التراث ضمن ثقافة الاختلاف

&

تلاقح ثقافي

أخذاً&في الاعتبار أهداف المهرجان، والتي يبقى على رأسها "توثيق أواصر العلاقات التاريخية العربية -الإسلامية -اليهودية"، فإنه يحسب للتظاهرة أنها استطاعت أن تبرز نموذجاً فنياً، غنياً ومتفرداً ومتنوعاً، في ماضيه، يمنح مدينة الصويرة، في الوقت الحاضر، فرصة استعادة واستحضار تلاقح ثقافي أثرى لحظات مهمة من تاريخ منطقة الغرب الإسلامي، أو، كما يقول إندريه أزولاي، مستشار العاهل المغربي، الملك محمد السادس، والرئيس المؤسس لـ"جمعية الصويرة موغادور": "إنعاش الذاكرة واسترجاع نفحات حضارية مشرقة من فترات التعايش والتمازج الثقافي، بدل الصور الكارثية التي أصبحت تتصدر وسائل الإعلام".

&

توثيق أواصر العلاقات التاريخية العربية -الإسلامية -اليهودية

&